•   شخصيات تختبىء وراء إدراكها
  • أريدك أن تصنع فيلماً عن معاناتي
  •  بركات الحضارة
  •  أشياؤه المفقودة
  •  كل الحيوانات تخرج ليلاً
  •  اللحظات المختلسة
  •  الفن والحب والحياة
  •  عن أحياءٍ لم يعودوا يحيون وأمواتٍ لا يموتون أبداً
  •  روسيا بوتن في شتائها الثاني عشر
  • أفكاره ومشهديته تجعله يستحق المشاهدة
  • الإضافة من خلال الحذف

الخميس، 7 أغسطس 2014

The Red Balloon

كتب : عماد العذري

بطولة : باسكال لاموريس
إخراج : ألبير لاموريس

في عددٍ من أفلامه التي لم أشاهدها - على الرغم من قلتها – تناول ألبير لاموريس التحليق بصورةٍ أو بأخرى ، و ربما كان أمراً غريباً أن قضى الرجل لاحقاً في تحطم طائرة هيلوكوبتر في سماء إيران عام 1970 ، في رحلة عشقه للسماء و للتحليق فيها بقي فيلمه هذا - الذي منحه سعفة كان الذهبية للفيلم القصير عام 1956 - مأثرته السينمائية الأهم و الأكثر خلوداً .
 
لاموريس يحكي على مدار 34 دقيقةً شبه خاليةٍ من الحوار حكايةً عن طفلٍ صغير (يؤدي دوره ابنه باسكال) يصادف في طريقه الى مدرسته بالوناً أحمر ، يأخذه ، و سرعان ما يكتشف أن هذا البالون له عقله الخاص الذي يتجاوب مع الطفل و يتجول معه في شوارع باريس و أزقتها .

الحكاية بسيطةٌ جداً ، يداعب من خلالها لاموريس جزءاً من طفولتنا التي شكّلت البوالين فيها إحدى مصادر بهجتها ، حكايةٌ عن الصداقة و الخسارة و الحب ، البالون الذي يرافق الطفل هنا هو المتنفس ، الحرية ، الأمل الذي يضيق بسعار الإنسان المحموم تجاهه حتى ينتهي و يدمر ، هذا الأمل و هذه الحرية قد تجد من يتفهمها و يحضنها (كما نشاهد في المونتاج الجميل للطفل يقف تحت مظلات الآخرين أثناء المطر) ، و قد تجد من يضيق بها (في متواليةٍ متكررةٍ لما يحدث للطفل مع وسائل المواصلات) ، و قد تقيّد (كما يحدث له في المنزل أو المدرسة) ، و قد تطارد و تضطهد و تذوي كما يحصل على يد الأطفال في الذروة ، في هذا النص – وهو الأقصر على الإطلاق في تاريخ النصوص الفائزة بأوسكار أفضل سيناريو أصلي – يختبر لاموريس في الإنسان موزاييكاً من المشاعر الإنسان في مدة نصف ساعةٍ فقط : الفضول و البهجة و الألفة و الغيرة و الحسد و الحب و الوحشة و الألم و الأمل ، قبل أن يقودنا في الختام – في مشهدٍ ألهم صناع فيلم Up – إلى نهايةٍ لا تقتل ذلك المتنفس بل تجعله حافلاً بالمزيد و المزيد ، حيث الإنعتاق من كل ذلك ، و الإرتقاء فوق كل شيء .

أستقبل هذا العمل عند اطلاقه بحفاوةٍ كبيرة ، و بقي لأربعة عقودٍ تالية مادةً دراسيةً روتينية في مدارس أميركا و كندا ، بساطة حكايته و جمال موسيقاه و براعة تصويره و صنعته و مؤثراته البصرية (مستفزة الإتقان) و التي تزيد من قيمة (العجائبية) التي تكتنفها الحكاية ، كلها أمورٌ جعلت من العمل ارثاً سينمائياً لا تغيره السنوات ، تأملٌ جميلٌ في الطفولة ، حيث لا أهمية لكل تلك الأمور التي يتقنها البشر عندما يكبرون ، عن الحرية و الأمل ، و عن إبقاء أعيننا دائماً معلقةً بالأعلى ، انتظاراً ربما لـ (معجزة) !!

التقييم من 10 : 10

0 تعليقات:

إرسال تعليق

free counters