•   شخصيات تختبىء وراء إدراكها
  • أريدك أن تصنع فيلماً عن معاناتي
  •  بركات الحضارة
  •  أشياؤه المفقودة
  •  كل الحيوانات تخرج ليلاً
  •  اللحظات المختلسة
  •  الفن والحب والحياة
  •  عن أحياءٍ لم يعودوا يحيون وأمواتٍ لا يموتون أبداً
  •  روسيا بوتن في شتائها الثاني عشر
  • أفكاره ومشهديته تجعله يستحق المشاهدة
  • الإضافة من خلال الحذف

الأحد، 1 فبراير 2009

The Wrestler

كتب : عماد العذري
بطولة : ميكي رورك , ماريسا تومي , إيفان ريتشل وود
إخراج : دارين أرونوفسكي


يحكي الفيلم الحائز على أسد فينيسيا الذهبي عام 2008 قصة النجومية الآفلة للمصارع راندي ( الكبش ) روبنسون , الرجل الذي كان أيقونة من أيقونات حلبة المصارعة في الثمانينيات , وطبقت شهرته الآفاق و تناقلت وسائل الإعلام إسمه بكثرة , وتأثر بطريقته الكثير من المصارعين و خلدت ألعاب الفيديو إسمه كما تظهره لنا المقدمة السريعة للفيلم , قبل أن يقفز بنا مباشرةً عشرين عاماً إلى الأمام ليرينا المرحلة التي يعيشها الآن المصارع الخمسيني , أيام المجد ولت , و الرجل يجاهد الآن ليكسب لقمة عيشه من خلال مباريات صغيرة يجريها في جمانيزيوم مجاور و من خلال بيع الأوتوغرافات و التذكارات لأولئك الذين مازالوا يستذكرون مبارياته الكلاسيكية , لكن الأمور كلها تتغير الآن عقب نوبة قلبية أصابت الرجل في مباراة دامية الأمر الذي يمنع الرجل بأمر طبي من مزاولة المصارعة حفاظاً على حياته , فيبدأ الرجل بالبحث عن شيء جديد يغني حياته , من خلال إعادة بناء جسور الود مع إبنته التي هجرها عندما كانت طفلة و إلتفت إلى أمجاد المصارعة , و البحث عن وتر عاطفي يربطه بصديقته الوحيدة التي ولت أمجادها أيضاً ..

الفيلم الرابع في مسيرة دارين أرونوفسكي مخرج الرائعة السينمائية Requiem for a Dream هو رائعة سينمائية أخرى , إستكشاف حقيقي و صادق – وربما صادم – للتقدم في العمر , ولحياة الشهرة المزيفة , و للمجد الزائل الذي تصنعه للباحث عنها قبل أن يجد نفسه بعدما فاته قطار العمر وحيداً دون زوجة أو إبنة أو حتى أصدقاء حقيقيين , كل ما يربطه بالناس هو تلك العلاقة الهشة التي تربط المعجب بالمشهور , تلك العلاقة التي تتوقف عند حدود إبداعاته , و تنتهي بإنتهائها , ليكتشف بعد ذلك أن هناك أموراً كثيرةً خلفها وراءه جعلته الآن في هذه المرحلة الحرجة من حياته يبدو لنفسه قبل أن يبدو للأخرين : لاشيء ..

دارين أرونوفسكي يعمد في بداية الفيلم لرسم صورة حقيقية للوضع الحالي الذي يعيشه راندي روبنسون الآن : مازال يصارع في نزالات صغيرة رغم معاناته الواضحة و نوبات السعال التي تنتابه من حين لآخر , عائداته من هذه المباريات منخفض جداً , لا أصدقاء حقيقيين , يعيش في مقطورة يعاني الويلات في دفع إجارها الشهري , و يضطر إلى العمل ساعات إضافية من أجل ذلك , مشاهد كافية جداً - رغم قلتها – لرسم صورة حقيقية لمقدار الوحدة التي يعانيها رجل كان في يوم من الأيام ملء السمع و البصر , لمقدار الإنحدار الذي أصابه من مباراة العشرين ألف مشجع إلى مباريات النوادي التي يحضرها بضع مئات ..

أرونوفسكي في الوقت ذاته يغوص أعمق من ذلك في إستسخاف منبع الشهرة ذاتها , يرينا مقدار التمثيل الذي يتقنه المصارعون كي يكسبوا المزيد من الهتافات و التشجيع حتى لو إضطرهم الأمر لإخفاء شفرة حلاقة و جرح أنفسهم خلال المباراة كنوع من الماكياج الذي يبهر الجماهير و يكسب هتافاتهم العالية , لكن الأمر لا يبدو هكذا من وجهة نظر الرجل , إنه نوع من الإخلاص تجاه العمل , نوع من متطلبات العمل , راندي روبنسون يخبر صديقته الوحيدة كاسيدي برأيه هذا و كيف أن تاريخه كله مكتوب على جسده , كيف يرى بأن المصارعة ليست كلها مزيفة , وكيف أن كل تلك العذابات التي يعانيها أمام الآلاف على الحلبة يمكن تجاوزها بمقابل ( عندما أسمع صوت الجماهير , أتجاوزه ) , سبر ذكي للغاية في منبع الإستمرارية لدى المشهورين , ذلك التواصل الذي يشعر به مع جمهوره , تلك المعادلة البسيطة التي على سهولتها تبقى صعبة المنال : أن تقدم لهم ما يجعلهم يهتفون و يستمتعون هو ما يضمن لك إستمراريتك ..

حلم الشهرة لا يلامسه دارين أرونوفسكي للمرة الأولى , فقد جعله هاجس شخصيته الرئيسية في Requiem for a Dream ملحمة الإدمان على المخدرات الأعظم على الإطلاق , لكنه يجعلها هنا محور فيلمه الرئيس , حياة و روتين راندي روبنسون يرفض – ربما حتى بطريقةٍ لا إرادية – أن يتخلى عن ماضيه , نرى كيف أن الرجل ما زال يهتم بشعره و يغذيه , ما زال يصبغ جلده , ما زال يتدرب , و يشتري أدوات مطبخية من حين لآخر كمستلزمات للخدع التي يقوم بها على الحلبة , الرجل يعيش بطريقة لا إرادية مجد شهرته الآفل , يحاول أن يتعامل مع الناس بذات اللطف و الكياسة التي كانت لديه أيام شهرته , ما يستحق الإعجاب هو تلك الحميمية العالية جداً في النص , روبرت سايغل يغذي نصه بالكثير و الكثير من التفاصيل تجعل الفيلم أقرب لمراقبة الحالة أكثر من طرحها و معالجتها , دارين أرونوفسكي يرى هنا بأن المراقبة كافية للمتلقي لرصد حجم المعاناة و الواقع الجديد و الفراغ الذي يعيشه بطله , و الميزة الحقيقية للتأثير العاطفي لهذا الفيلم هو صدقه , قدرته على صناعة شخصيات حقيقية جداً ليست مصطنعة و لا مزيفة , شخصيات من واقعنا , نهتم لها , و نراقبها بشغف ..

في منعطف الفيلم الأهم تجري مباراة داميةٌ للغاية و عنيفة جداً مع خصم حاوره راندي قبل الدخول للحلبة و إلتقاه لاحقاً وراء كواليس الحلبة قبل أن نقفز 14 دقيقة إلى الوراء لنرى كيف بدأ كل هذا , معركة من الصفعات و الدبابيس و شوكة طعام و عكاز شائك و سلة مهملات و عصا و سلم و ساق إصطناعية و لوح زجاجي متحطم مع أسلاك شائكةٍ تحيط بالحلبة , شيء أشبه بـ ( آلام المسيح ) كما شبهت الأمر كاسيدي في مشهد قديم , هذه المعركة الدامية للغاية تبدو مهمة في تغذية درامية الأحداث , فالإنهاك الجسدي الذي يتعرض له راندي في هذا اللقاء و الذي لم يحدث له مثيل في مسيرة الرجل هو ما يقوده إلى المشكلة القلبية التي برزت إلى السطح بقوة الآن , ودفعت طبيبه لمنعه من ممارسة المصارعة كيلا تتعرض حياته للخطر , مشهد ربما كان كافياً جداً لإقناعنا بهذا التطور في الحبكة , الرجل أنهك جسده بطريقة غير مسبوقة , أنهكه من أجل أن يسمع المقابل الذي دائماً ما ينتظره : هتاف الجماهير , مشهد المباراة يختزل الكثير من الأمور : بعد كل هذا التصفيق الذي قوبل به عقب المباراة , يجد الرجل نفسه وحيداً فجأة فينهار و هو يتذكر ما حدث في تلك المباراة دون أن يجد من يساعده , ذلك التناقض الشديد بين المجد الذي يشعر به على الحلبة وسط كل أولئك المحبين , و الوحدة التي يعانيها في حياته , رجل يعيش على ماضيه , يدعو أحد فتيان الحارة ليلعب معه نينتيندو لعبة Wrestle Jam التي تستلهم مباراته الشهيرة مع الإيراني آية الله , في مشهد شديد الواقعية و المأساوية في آن : يسمع من الولد عن لعبة Call of Duty 4 الحديثة , كيف أن ذهنية الرجل توقفت فقط عند حدود أمجاده , لتكتمل مأساة الرجل عندما يرفض الولد أن يلعب جولةً أخرى معه في هذه اللعبة العتيقة , ترسيخاً لوحدة الرجل , وكيف أن بريق الشهرة يبقى موجوداً - عند أفولها – فقط في عقل صاحبها , كيف أن الزمن يسير و لا يتوقف عند أحد , و لا يمكن للمجد الزائف أن يستمر للأبد ..


صديقة راندي الوحيدة كاسيدي ( أو بام كما ينادونها خارج العمل ) لا تختلف عنه كثيراً , راقصة تعري أربعينية , أيام مجدها ولت , تعاني الذبول في مهنتها , لا تجد من ترقص له حتى راندي نفسه , سبر آخر لحياة شهرة مزيفة عاشتها كاسيدي في يوم من الأيام , إمرأة لا تجد لها صديقاً حقيقياً سوى مصارع سابق لا يختلف عنها كثيراً فشهرة كليهما نابعة من جسده , هذا التشابه في الواقع الحالي لكليهما يجعل لقاءهما معاً متعةً لكليهما , يتبادلان الأفكار و الأخبار , و يحاولان إقناع نفسيهما بأن ( الثمانينيات هي أفضل فترة على الإطلاق ) , غبار الشهرة ينفض الآن عن كليهما , تخبره كاسيدي بأنها أم لطفل في التاسعة , تكتشف أنها رغم صداقتها له لم تخبره بذلك من قبل , كاسيدي ترفض نظرة الناس لها , نظرةُ صنعتها بيديها كما فعل راندي بشهرته , ترى كم كان ذلك مزيفاً لكنهم إضطروا له من أجل كلمة إعجاب أو هتاف مشجع , كاسيدي ترفض عرض راندي بالزواج منها و تصر على إستمرار التعامل معه كزبون , نوعٌ ربما من الإصرار على إكمال مابدأته حتى و إن إكتشفت زيفه مؤخراً ..

في إستكمال آخر لتطور الأحداث , يبدأ راندي بالبحث عن إبنته ستيفاني التي هجرها صغيرةً , و تذكرها في هذا المنعطف من حياته , إبنته تواجهه بالرفض , تشعر بأنه لجأ إليها الآن لأنه مريض و يبحث عمن يعتني به , و المثير في الشخصية هو أن إبنة راندي لم تفسد رغم بعدها عن رعاية الوالدين , فرغم قسوة تعاملها مع والده إلا أن مطالبها من والدها تبدو حقيقيةً جداً ( لم تحضر عيد ميلادٍ لي , أنت لا تعرف حتى متى يكون ) , ستيفاني فتاة جميلة بسيطة ما زالت تواصل دراستها , لكنها ترفض أن تكون مجرد تكفير عن ذنوب والدها تجاهها , الوالد الذي تذكر الآن أن لديه إبنة , لكنها تنكسر تجاهه عندما تشعر بصدق نواياه , و تستقبل كم العطف و الحنان الذي غمرها والدها به فجأةً و الذي حرمت منه لسنوات ( في إنقلاب أدائي إنسيابي ممتاز من إيفان ريتشل وود ) , و ما يثيرني في هذا العمل و يبدو جلياً في هذه المرحلة منه هو أن الفيلم في أكثر لحظاته إفتعاليةً يبدو صادقاً إلى الدرجة التي تنسيك إفتعالية المشهد ( كمشهد رقص راندي و إبنته في حظيرة مغلقة مثلاً ) , المهم أن الرجل يفسد كل مافعله في نزوة جنسية تنسيه موعده المرتقب مع إبنته على المطعم حيث إنتظرته هناك لساعتين و لم يأتي , هنا تنهيه إبنته من حياتها إلى الأبد ( في إنقلاب آخر رائع من ريتشل وود ) , ليبدا منعطفٌ آخرٌ في حياة الرجل ..

في هذا الفيلم يحاول دارين أرونوفسكي أن يمنح دراماه ( أكثر من أي وقت مضى ) مذاقاً أكثر جدية على الصعيد البصري , فالنص الذي إختاره أرونوفسكي هنا يتجنب الحوار ليحكي هذه المعاناة , و بعض الحيل المونتاجية أو الأدائية تكون كافية لتحكي الكثير ( كذلك الذي نلمسه في لحظة دخوله من ستار السوبر ماركت في أول يوم عمل له مستذكراً هتاف الجمهور , أو تلك النظرات التي نراها من منظور عيني راندي تجاه المصارعين العواجيز في تجمع توقيع الأوتوغرافات مثلاً ) , إضافةً لذلك هناك تلك التورية الخفية لحياة راندي روبنسون الجديدة التي لا تختلف في نسقها ( و ليس في جوهرها ) عن حياته الماضية : كيف يركض وراء مدير السوبر ماركت ليمنحه عملاً ( أو نزالاً فيما مضى ) , ثم يبدأ بإثبات نفسه في عمله و شيئاً فشيئاً يصبح محبوباً , وتبدأ علاقته بزبائنه ( أو الجماهير في السابق ) بالتشكل تدريجياً , قبل أن يصل إلى صدمة ( دموية أيضاً ) تعيد له حساباته ! , و ما يستحق التنويه إليه هنا هو أن جلافة راندي روبنسون الظاهرة تخفي داخلها – طوال الفيلم - رجلاً محترماً و لطيفاً في تعامله , ربما الشهرة ذاتها هي من فرضت عليه التعامل هكذا مع عامة الناس , لذلك ينفجر الرجل في السوبر ماركت الذي يعمل فيها عندما يكتشف زيف حياة الشهرة و أنه فقد الآن الشي الوحيد الذي يمتلكه حتى و إن كان زائفاً , يكتشف أن عدوه الحقيقي له هي ليست حياة الشهرة المزيفة , بل أي محاولة داخلية من قبله لإكتشاف أنها مزيفة , يفضل أن يعيش بكذبته , شيء أقرب إلى حياة السيد ستيفنز في تحفة جيمس آيفوري The Remains of The Day , هنا يكتشف راندي أخيراً بأنه وحيدٌ , إبنته ستيفاني رفضته , و صديقته كاسيدي رفضته , فيحدث تحول هام في حياة الرجل : إنقلاب في نفسية العملاق الذي وجد نفسه فجأة في القاع , يستذكر الرجل أن مجده و متعته الحقيقية كانت هناك .. على الحلبة , يستذكر أن العلاقة الوحيدة التي إستمتع بها ( و إن كانت لبضع دقائق ) هو ذلك الهتاف الذي يسمعه على الحلبة , فيوافق – في قرار مجنون – على إعادة مباراته الكلاسيكية مع الإيراني آية الله , المعركة الختامية التي يريد بها من الجميع أن يتذكره للأبد ( أكثر مكان أتأذى بها هو هناك , العالم لا يهتم بي ) , على الحلبة يقدم راندي روبنسون مونولوجه الأخير و يخبر جماهيره في إحتضارية رائعة ( أنتم عائلتي ) , قبل أن ينتهي الفيلم بطريقة لا تترك الكثير لخيال المشاهد رغم أنها مفتوحة , و اللقطة الأخيرة تبدو غايةً في العبقرية : نشوة المجد في عيني الرجل و زاوية التصوير التي تلتقطها , كيف أحس الرجل لآخر مرةٍ و هو يحتضر بأنه في قمة العالم من جديد , مع زئير مشجعيه , و كأن كل خيباته الشخصية و مشاكله قد إختفت في لحظة ..

ميكي رورك ينبعث , لا أبلغ من هذه الكلمة لوصف ما يفعله في هذا الفيلم , راندي روبنسون لا يختلف كثيراً عن ميكي رورك , نجم الثمانينيات الشهير الذي كان بطلاً في الملاكمة في يوم من الأيام , قبل أن تذهب أيامه في التسعينيات , ويعود بقوة في رائعة روبرت رودريغز الشهيرة Sin City عام 2005 يقدم هنا أهم و أفضل أداءاته على الإطلاق , ميكي رورك يبتدع راندي روبنسون , رورك يحاول خلق ألفة و لطف في راندي لم نعتده منه في أدواره السابقة و ينجح تماماً في ذلك , راندي الذي يقدمه رورك قريب جداً من القلب , التجاعيد التي تملأ وجه رورك , صوته المبحوح , إبتسامته الغابرة , يصنع رورك راندي روبنسون من لحم ودم , أداء رورك البدني حقيقي للغاية , تشعر بأن الرجل مصارع صلب فعلاً , لكن براعة رورك لا تكون فقط على الحلبة , فالزخم العاطفي الهائل الذي يضفيه على شخصية راندي لا يمكن تجاهل قوة تأثيره و عظمتها , رورك يخلق إحساساً حقيقياً بوحدة الرجل و إنكساره , أمرٌ نلمسه بقوة في المشهد الذي يملي فيه الطبيب عليه حالته الصحية الجديدة , أو ذلك الذي تجابهه فيه إبنته بالرفض , أو ذلك المشهد المؤثر فعلاً له مع إبنته على كورنيش البحر , و كيف يسرق تعاطفنا تجاه محاولاته مع إبنته رغم قناعتنا بأنه لا يبدو أباً جيداً لها , قبل أن يتجلى ذلك التأثير العاطفي العارم في لحظاته الأخيرة على حلبة المصارعة , رورك يقدم ربما افضل أداء رجالي هذا العام , رغم براعة مافعله شون بن في شخصية هارفي ميلك ..

دارين أرونوفسكي يضيف لمسيرته فيلماً آخراً سيضل المشاهدون يتذكرونه به طويلاً , هذا واحدٌ من أفضل أداءات 2008 , في واحدٌ من أفضل أفلام 2008 .

التقييم من 10 : 10

0 تعليقات:

إرسال تعليق

free counters