كتب : عماد العذري
بطولة : يي ليو ، يوان يوان جاو ، هايدو ناكايزومي
إخراج : تشوان لو
في العمل السينمائي الثالث للمخرج الصيني تشوان لو يبدو الرجل و كأنما يضع قدماً بالفعل ضمن الأسماء المهمة في الجيل السادس من مخرجي السينما الصينية على الرغم من كونه يبدو بعيداً كل البعد عن مشاطرتهم المواضيع و الثيمات التي طبعت أعمال هذا الجيل عن الصين الحديثة المنفتحة على الرأسمالية ، تشوان على الرغم من صغر مسيرته يبدو بشكلٍ واضح أن ثيمات الجيل السادس لا تغريه كثيراً ، و أن البحث في الصفحات المطوية للعملاق الأصفر هو ما يستهويه و يشبع غريزته السينمائية.
و على الرغم من أن الحكم على مسيرة الرجل من ثلاثة أفلام - أو بالأحرى من فيلمين فقط بالنظر لكون تجربته الأولى لم تكن سوى فيلم إثارةٍ تجاري غير ناجح – يبدو أمراً مبالغاً به ، إلا أن المتأمل في طبيعة العملين الممدوحين للرجل قد يستشف نوعاً من الحنين تجاه بعض الصفحات المنسية من تاريخ بلده العظيم ، بغض النظر عن خصوصيتها أو عموميتها ، و هو أمرٌ يمنحه نوعاً من التفرد بين بقية أبناء جيله .
الفيلم الثالث لتشوان لو يسرد علينا قصةً شبه منسية من تاريخ الإجتياح الياباني للصين إبان الحرب العالمية الثانية ، في تلك الحقبة تحدث الكثيرون عما فعله اليابانيون في بيرل هاربر ، لكن قلة أولئك الذين يعرفون ما حدث فيما يعرف بـ (إغتصاب نانكينغ) ، عندما غزت القوات اليابانية في التاسع من ديسمبر من عام 1937 العاصمة الصينية (حينها) وقامت خلال بضعة أسابيع بقتل آلاف المدنيين و اغتصاب مئات النسوة ، الأسابيع الستة التي تقول السلطات الصينية بأنها خلفت وراءها 300 ألف قتيل من سكان المدينة.
الفيلم يتتبع رحلة جندي ياباني يدعى كادوكاوا ، عبر الأسابيع الستة التي عاشتها المدينة أثناء اغتصابها من قبل القوات اليابانية ، و يتتبع محاولات مندوب الفوهرر في الصين جون ريب حماية المدنيين الصينيين من بطش القوات اليابانية من خلال تقديم المساعدات الإنسانية و تأمين مأوى للاجئين ، قبل أن يترك المدينة تواجه مصيرها المحتوم.
الحديث عن هذه المادة كمادة سينمائية هو أمرٌ مثيرٌ بحق ، و إلى حدٍ بعيد يستطيع الفيلم أن يلامس الأبعاد التاريخية للحادثة ، من خلال اللغة السينمائية التي يبدو تشوان لو و كأنما يجيدها تماماً حيث التركيز على الإطارات الواسعة للصورة و التي تبدو كفيلةً بحد ذاتها بأسر المشاهد و جعله مغموراً تماماً ضمن القصة التي يسردها ، و في الوقت ذاته منح نفسٍ شاعري مميز من خلال تصوير الفيلم بالأبيض و الأسود ، هذا المذاق الرمادي للصورة يبدو ضارباً في صميم العمل ذاته و كأن ما كان يحدث حينها في ذلك المكان و ذلك الزمان هو حالةٌ إستثنائية عن كل ما يجري في العالم الذي كان يخوض الحرب الأعظم ربما في تاريخه.
في جوهر العمل كفيلم يتناول غزواً عسكرياً تبدو الصورة و كأنما هي تحيةٌ جليلة لألبوم الصور الذي قدمته الأفلام التي تناولت مآسي الحروب فيما مضى ، كان من الصعب علي أثناء مشاهدته مراوغة جلال الصورة في Saving Private Ryan و Schindler’s List و The Pianist و Letters From Iwo Jima ، و أفلام الواقعية الإيطالية.
في عمق التعبير البصري للعمل يبدو جو المعارك حقيقياً فعلاً ، لا تشعر كمشاهد بأنك مفصولٌ عنه أبداً ، من خلال كادرات بديعة جداً يوظفها تشوان لو بصورةٍ عظيمة تحاكي العمل العظيم ليانوش كامينسكي في Schindler’s List ، و مستغلاً إخراجاً فنياً على أعلى مستوى يقدمه يي هاو ، لا جدال أبداً على عظمة الصورة في الفيلم.
الجدال يبدو أعمق من جلال الصورة ، النفس الشاعري الذي تقدمه هذه اللوحة البصرية كان مساهماً برأيي في تغذية الصورة أكثر من مساهمته في تغذية الحدث ، و هو ما آخذه على الفيلم ، و على الرغم من حجم التأثير العاطفي الذي تحمله الصورة للمشاهد ، إلا أنه يكتفي بإبقاءه ضمن إطار المشاهد و لا ينجح تماماً في غمر المشاهد في قصته و جعله يهتم بشكلٍ كامل أو يتعاطف بشكلٍ حقيقي مع ما يجري ، على الرغم من أن الصورة تحاول أن تغريك كثيراً بالتعاطف مع شخوص النص ، بعد ربع ساعةٍ تقريباً سنشهد معركةً رهيبةً مع مونتاجٍ ولا أروع ، و بعد 40 دقيقة من العرض سنتعاطف و نحن نتأمل مذبحةً مروعة ، لكن كل تلك اللوحات تعجز في أن تشعرك بأنها أبعد بكثير من كونها لوحاتٍ للتأمل و التعاطف ، لا تنجح تماماً في جعلك تتعامل مع الحدث كمنظومةٍ واحدةٍ تحكي صفحةً مطويةً من صفحات التاريخ ، و هي جزئيةٌ لو نجح النص و إخراج تشوان لو في التعامل معها جيداً لأنتجت ربما واحداً من أعظم الأفلام التي تناولت مآسي الحروب على الإطلاق .
و مع ذلك لا أستطيع أن أنكر أن عمل تشوان لو يبدو قريباً فعلاً من مكانةٍ كهذه حتى وإن لم يصلها ، إدارة الصورة في هذا الفيلم من النمط الذي يبهرك و يؤثر فيك و يعبر عما يريد دون الحاجة لكلمات ، تماماً كتحفة ستيفن سبيلبيرغ Saving Private Ryan يتجنب الفيلم الوعظ و الإرشاد فيما يخص المآسي التي تخلفها الحروب ، يذهب أبعد من ذلك ليجعلنا نعيش المآساة بدلاً من مشاهدتها ، على الرغم من أنه لا يوفق – على خلاف عمل سبيلبيرغ- في جعلنا نتواصل مع شخصياته و نهتم فعلاً بالبعد القصصي للنص ، إضافةً لذلك راقني جداً كيف لا تبدو لحظات الفيلم الصادمة مثلاً لحظاتٍ إنفجارية بتاتاً لكنها مع ذلك مؤثرةٌ جداً و تؤدي غرضها تماماً ، شيء شبيه تماماً بما فعله ستيفن سبيلبيرغ في رائعته Schindler’s List ، لحظات من الرهبة الحقيقية سلبها جزءاً من عظمتها عدم قدرة صانعي العمل على غمرنا في أحداثه و شخصياته بشكلٍ كامل كما فعل سبيلبيرغ في فيلمه ذاك.
في الحدث يفترض النص جون ريب محوراً مؤقتاً للحدث في البدايات ، يحاول أن يقول من خلال هذه الشخصية كيف أن حجم المآساة التي حدثت في نانكينغ دفعت النازي بكل إجرامه و وحشيته للتعاطف معها و محاولة إيجاد حلٍ لها ، ومع تلك الرسالة إلا أن دور ريب في النتيجة النهائية لم يقدم بذات الثقل الذي يفترضه النص ، فتبدو مجرد شخصيةٍ زائرة لا تستطيع تذكر تفاصيلها مع ختام العمل.
علاوةً على ذلك يحاول الفيلم أن يرسل رسالة عن جنون الحرب و هستيريتها، من خلال صورة الجندي الياباني التي يرسمها والتي يختزلها في كادوكاوا ، صورة غير مشوهة على الرغم من حجم المأساة ، تشعر ببساطة هؤلاء الجنود و سذاجتهم أحياناً ، يبدون أقرب لمجموعة أغرار وضعوا رهائن لقسوة الحرب ، يحاول الفيلم أن يقول بأن الإنسان هو الإنسان في أي مكانٍ و زمان ، و أن الحرب وحدها هي من تخلق ذلك السلوك الحيواني فيه.
بالنتيجة هذا فيلمٌ مهم ، ستغريك صورته كثيراً ، الطريقة التي يحاول بها التعبير من خلال جلال الصورة عن مأساة الحرب ، و درجة البهيمية التي يبلغها الإنسان فيها ، و قيمة الإنسان التي تنخفض إلى مجرد رصاصةٍ واحدة في أتون الحرب ، و هي قيمة فنية رفيعة قد تتغاضى فيها عن سوية النص على مستوى بناء الحدث أو إهتمامنا بشخصياته ، و قد تتغاضى من خلالها عن رداءة أداءاته أيضاً ، و قد تشعر بمجرد إنتهاءه أنك شاهدت ملحمةً بصرية كأفضل ما قدمت هذه النوعية من الأعمال.
التقييم من 10 : 8.5
بطولة : يي ليو ، يوان يوان جاو ، هايدو ناكايزومي
إخراج : تشوان لو
في العمل السينمائي الثالث للمخرج الصيني تشوان لو يبدو الرجل و كأنما يضع قدماً بالفعل ضمن الأسماء المهمة في الجيل السادس من مخرجي السينما الصينية على الرغم من كونه يبدو بعيداً كل البعد عن مشاطرتهم المواضيع و الثيمات التي طبعت أعمال هذا الجيل عن الصين الحديثة المنفتحة على الرأسمالية ، تشوان على الرغم من صغر مسيرته يبدو بشكلٍ واضح أن ثيمات الجيل السادس لا تغريه كثيراً ، و أن البحث في الصفحات المطوية للعملاق الأصفر هو ما يستهويه و يشبع غريزته السينمائية.
و على الرغم من أن الحكم على مسيرة الرجل من ثلاثة أفلام - أو بالأحرى من فيلمين فقط بالنظر لكون تجربته الأولى لم تكن سوى فيلم إثارةٍ تجاري غير ناجح – يبدو أمراً مبالغاً به ، إلا أن المتأمل في طبيعة العملين الممدوحين للرجل قد يستشف نوعاً من الحنين تجاه بعض الصفحات المنسية من تاريخ بلده العظيم ، بغض النظر عن خصوصيتها أو عموميتها ، و هو أمرٌ يمنحه نوعاً من التفرد بين بقية أبناء جيله .
الفيلم الثالث لتشوان لو يسرد علينا قصةً شبه منسية من تاريخ الإجتياح الياباني للصين إبان الحرب العالمية الثانية ، في تلك الحقبة تحدث الكثيرون عما فعله اليابانيون في بيرل هاربر ، لكن قلة أولئك الذين يعرفون ما حدث فيما يعرف بـ (إغتصاب نانكينغ) ، عندما غزت القوات اليابانية في التاسع من ديسمبر من عام 1937 العاصمة الصينية (حينها) وقامت خلال بضعة أسابيع بقتل آلاف المدنيين و اغتصاب مئات النسوة ، الأسابيع الستة التي تقول السلطات الصينية بأنها خلفت وراءها 300 ألف قتيل من سكان المدينة.
الفيلم يتتبع رحلة جندي ياباني يدعى كادوكاوا ، عبر الأسابيع الستة التي عاشتها المدينة أثناء اغتصابها من قبل القوات اليابانية ، و يتتبع محاولات مندوب الفوهرر في الصين جون ريب حماية المدنيين الصينيين من بطش القوات اليابانية من خلال تقديم المساعدات الإنسانية و تأمين مأوى للاجئين ، قبل أن يترك المدينة تواجه مصيرها المحتوم.
الحديث عن هذه المادة كمادة سينمائية هو أمرٌ مثيرٌ بحق ، و إلى حدٍ بعيد يستطيع الفيلم أن يلامس الأبعاد التاريخية للحادثة ، من خلال اللغة السينمائية التي يبدو تشوان لو و كأنما يجيدها تماماً حيث التركيز على الإطارات الواسعة للصورة و التي تبدو كفيلةً بحد ذاتها بأسر المشاهد و جعله مغموراً تماماً ضمن القصة التي يسردها ، و في الوقت ذاته منح نفسٍ شاعري مميز من خلال تصوير الفيلم بالأبيض و الأسود ، هذا المذاق الرمادي للصورة يبدو ضارباً في صميم العمل ذاته و كأن ما كان يحدث حينها في ذلك المكان و ذلك الزمان هو حالةٌ إستثنائية عن كل ما يجري في العالم الذي كان يخوض الحرب الأعظم ربما في تاريخه.
في جوهر العمل كفيلم يتناول غزواً عسكرياً تبدو الصورة و كأنما هي تحيةٌ جليلة لألبوم الصور الذي قدمته الأفلام التي تناولت مآسي الحروب فيما مضى ، كان من الصعب علي أثناء مشاهدته مراوغة جلال الصورة في Saving Private Ryan و Schindler’s List و The Pianist و Letters From Iwo Jima ، و أفلام الواقعية الإيطالية.
في عمق التعبير البصري للعمل يبدو جو المعارك حقيقياً فعلاً ، لا تشعر كمشاهد بأنك مفصولٌ عنه أبداً ، من خلال كادرات بديعة جداً يوظفها تشوان لو بصورةٍ عظيمة تحاكي العمل العظيم ليانوش كامينسكي في Schindler’s List ، و مستغلاً إخراجاً فنياً على أعلى مستوى يقدمه يي هاو ، لا جدال أبداً على عظمة الصورة في الفيلم.
الجدال يبدو أعمق من جلال الصورة ، النفس الشاعري الذي تقدمه هذه اللوحة البصرية كان مساهماً برأيي في تغذية الصورة أكثر من مساهمته في تغذية الحدث ، و هو ما آخذه على الفيلم ، و على الرغم من حجم التأثير العاطفي الذي تحمله الصورة للمشاهد ، إلا أنه يكتفي بإبقاءه ضمن إطار المشاهد و لا ينجح تماماً في غمر المشاهد في قصته و جعله يهتم بشكلٍ كامل أو يتعاطف بشكلٍ حقيقي مع ما يجري ، على الرغم من أن الصورة تحاول أن تغريك كثيراً بالتعاطف مع شخوص النص ، بعد ربع ساعةٍ تقريباً سنشهد معركةً رهيبةً مع مونتاجٍ ولا أروع ، و بعد 40 دقيقة من العرض سنتعاطف و نحن نتأمل مذبحةً مروعة ، لكن كل تلك اللوحات تعجز في أن تشعرك بأنها أبعد بكثير من كونها لوحاتٍ للتأمل و التعاطف ، لا تنجح تماماً في جعلك تتعامل مع الحدث كمنظومةٍ واحدةٍ تحكي صفحةً مطويةً من صفحات التاريخ ، و هي جزئيةٌ لو نجح النص و إخراج تشوان لو في التعامل معها جيداً لأنتجت ربما واحداً من أعظم الأفلام التي تناولت مآسي الحروب على الإطلاق .
و مع ذلك لا أستطيع أن أنكر أن عمل تشوان لو يبدو قريباً فعلاً من مكانةٍ كهذه حتى وإن لم يصلها ، إدارة الصورة في هذا الفيلم من النمط الذي يبهرك و يؤثر فيك و يعبر عما يريد دون الحاجة لكلمات ، تماماً كتحفة ستيفن سبيلبيرغ Saving Private Ryan يتجنب الفيلم الوعظ و الإرشاد فيما يخص المآسي التي تخلفها الحروب ، يذهب أبعد من ذلك ليجعلنا نعيش المآساة بدلاً من مشاهدتها ، على الرغم من أنه لا يوفق – على خلاف عمل سبيلبيرغ- في جعلنا نتواصل مع شخصياته و نهتم فعلاً بالبعد القصصي للنص ، إضافةً لذلك راقني جداً كيف لا تبدو لحظات الفيلم الصادمة مثلاً لحظاتٍ إنفجارية بتاتاً لكنها مع ذلك مؤثرةٌ جداً و تؤدي غرضها تماماً ، شيء شبيه تماماً بما فعله ستيفن سبيلبيرغ في رائعته Schindler’s List ، لحظات من الرهبة الحقيقية سلبها جزءاً من عظمتها عدم قدرة صانعي العمل على غمرنا في أحداثه و شخصياته بشكلٍ كامل كما فعل سبيلبيرغ في فيلمه ذاك.
في الحدث يفترض النص جون ريب محوراً مؤقتاً للحدث في البدايات ، يحاول أن يقول من خلال هذه الشخصية كيف أن حجم المآساة التي حدثت في نانكينغ دفعت النازي بكل إجرامه و وحشيته للتعاطف معها و محاولة إيجاد حلٍ لها ، ومع تلك الرسالة إلا أن دور ريب في النتيجة النهائية لم يقدم بذات الثقل الذي يفترضه النص ، فتبدو مجرد شخصيةٍ زائرة لا تستطيع تذكر تفاصيلها مع ختام العمل.
علاوةً على ذلك يحاول الفيلم أن يرسل رسالة عن جنون الحرب و هستيريتها، من خلال صورة الجندي الياباني التي يرسمها والتي يختزلها في كادوكاوا ، صورة غير مشوهة على الرغم من حجم المأساة ، تشعر ببساطة هؤلاء الجنود و سذاجتهم أحياناً ، يبدون أقرب لمجموعة أغرار وضعوا رهائن لقسوة الحرب ، يحاول الفيلم أن يقول بأن الإنسان هو الإنسان في أي مكانٍ و زمان ، و أن الحرب وحدها هي من تخلق ذلك السلوك الحيواني فيه.
بالنتيجة هذا فيلمٌ مهم ، ستغريك صورته كثيراً ، الطريقة التي يحاول بها التعبير من خلال جلال الصورة عن مأساة الحرب ، و درجة البهيمية التي يبلغها الإنسان فيها ، و قيمة الإنسان التي تنخفض إلى مجرد رصاصةٍ واحدة في أتون الحرب ، و هي قيمة فنية رفيعة قد تتغاضى فيها عن سوية النص على مستوى بناء الحدث أو إهتمامنا بشخصياته ، و قد تتغاضى من خلالها عن رداءة أداءاته أيضاً ، و قد تشعر بمجرد إنتهاءه أنك شاهدت ملحمةً بصرية كأفضل ما قدمت هذه النوعية من الأعمال.
التقييم من 10 : 8.5
0 تعليقات:
إرسال تعليق