اليوم بدأت مدونتي
العزيزة عامها الخامس ، أربعة أعوامٍ مرّت على ذلك الهاجس الذي راودني في التعبير
عن حبي الذي لا يتوقف لهذا الفن العظيم ، كان عاماً عصيباً على أصعدةٍ عدة ، و كان
عاماً للنسيان بالنسبة لي على الصعيد الشخصي ، و بالرغم من أنه واحدٌ من الأعوام القليلة
في حياتي التي مضت دون أن تترك أثراً حقيقياً ، إلا أن السينما وحدها تبقى ربما
دافعاً مهماً لكي أتذكره ببعض الشعور الجيد ، و مدوّنتي في عام 2012 وحدها
كانت عزائي اليتيم !
ربما هي الظروف الشخصية التي جعلت المدونة تمر بمرحلة انعدام وزن بعد حفل الأوسكار الماضي ، لكن رغبة الإستمرارية لدي كانت أقوى ، و تمكنت بحمد الله من العودة إلى سابق عهدي في التعبير عن محبتي و امتناني لهذا الفن و عن رغبتي بمشاركتي تجربتي في الإستمتاع به مع الآخرين ، تعرفت على أصدقاء جدد من عشاق الفن السابع ، شاهدت أفلاماً كثيرة و كتبت عن بعضها ، استطعت أن أحفّز ذاتي بما فيه الكفاية لكتابة جزءٍ خامسٍ من سلسلة قوائم معهد الفيلم الأميركي العشارية – تناولت فيها أفضل أفلام المحاكم - بعد أكثر من عام على كتابة الجزء الرابع فيها ، آملاً أن يستمر ذلك الحافز في دفعي لكتابة جزءٍ سادسٍ و سابعٍ و ربما أكثر خلال الفترة القليلة القادمة بالرغم من أن الرغبة في اطلاق موضوعٍ متكاملٍ تبقى دائماً حجر عثرةٍ أمامي في الكثير من مشاريع المدونة .
ما هو أهم من ذلك كله
هو قناعتي التي تزداد يوماً بعد آخر بأن الحافز الأكبر قبل كل شيء هو الدافع الذي
يولّده فيّ قراء المدونة و متابعوها الكرام ، لا يمكن للمرء أن يتخيّل كم هو صعب
أن تستمر في الكتابة و التدوين و بمجهودٍ فردي بحت وسط كم المشاغل التي تحيط بك في
حياتك و لمدة أربعة أعوامٍ متواصلة ، يكون هذا صعباً مع أي نوعٍ من التدوين ، و
تبلغ الصعوبة ذروتها مع التدوين السينمائي الذي يستنزف في المرء متابعته و اهتمامه
و ذاكرته و تركيزه و وقته من أجل تقديم ما يرضي القراء على الدوام ، هذا شعورٌ لا
يمكن اختزاله أو الحديث عنه بسهولة .
أتمنى أن يحمل هذا
العام الخير للجميع في كافة أرجاء وطننا العربي الغالي ، أتمنى أن تسهم السينما
أكثر و أكثر في جعلنا قادرين على أن نفهم و نتعايش و نتقبل بعضنا بعضاً مهما
اختلفت آراؤنا و نظرتنا للحياة ، و الأهم أن توسّع مداركنا – كما عهدناها – و تجعلنا
ننظر كل يومٍ للحياة بنظرةٍ أكثر عمقاً و تفهماً من سابقتها ، أتمنى للجميع عاماً
مليئاً بالعطاء و التفاؤل و المحبة ، و أتمنى لمدونتي أن أتمكن من كتابة تدوينةٍ
كهذه بعد عامٍ من الآن !
كل عامٍ و أنتم
جميعاً بألف خير .
0 تعليقات:
إرسال تعليق