كتب : عماد العذري
بطولة : سانسولس آرانغورن ، إيثيار بويايين ،
أوميرو أنتونوتي
إخراج : فيكتور إيريثه
عندما يتذكر
السينمائيون فيكتور إيريثه تراودهم دائماً حقيقة أن الإسباني لم يحقق سوى فيلمين
روائيين طويلين كانت المسافة بينهما عشرة أعوامٍ كاملة ، الفيلمان نجحا بشكلٍ ملفت
و صنعا للرجل قيمةً و أهميةً و اعتباراً من الصعب أن يصنعها عملان فقط ، يوم اختار
نقاد أسبانيا أعظم الأفلام في المئوية الأولى لسينماهم ، وضعوا فيلمي إيريثه
في قائمة العشرة الأولى .
بعد عقد من الزمان
يعود مخرج The Spirit of the Beehive لممارسة هوايته المفضلة : العودة إلى طفولته (هو) ليستخرج من طفولتنا (نحن) شيئاً ندركه ولا نستطيع الإمساك به ، في فيلمه هذا المقتبس عن قصةٍ قصيرةٍ لآديليدا غارسيا
موراليس
يحكي علينا إيريثه حكايةً عن استريا ، فتاةٌ من جنوب أسبانيا تنتقل مع عائلتها
للإقامة في إحدى بلدات ريف الشمال بعدما تعثرت مسيرة والدها الطبيب في الجنوب ،
تبقى استريا
مرتبطةً وجدانياً و ذهنياً بالأرض التي تنتمي إليها و نشأ فيها والدها دون أن تتاح
لها فرصة التعرف عليها ، ارتباط نابعٌ في جوهره من علاقة هيامها و حبها الشديد
لوالدها ، قبل أن تكتشف من مراقبتها الحميمية له الشيء الذي يغير نظرتها له للأبد
.
في هذا الفيلم يعود فيكتور إيريثه
ليغازل مجدداً ذات الثيمات القصصية / البصرية التي صنعت تحفته الأولى : الطفولة و
العزلة و البلدة و الطريق و الأشجار و الأسرة و الماضي و الشروق و الغروب ، ووحده
مخرجٌ عظيمٌ ذلك الذي يطرق الثيمات ذاتها ليصنع شيئاً عظيماً و مختلفاً مرةً تلو
أخرى ، لن تحتاج لوقتٍ طويلٍ لتلامس ملامح العظمة هنا ، إفتتاحية الفيلم شيءٌ
للذكرى ، يستقبلنا إيريثه بلقطةٍ ثابتةٍ بالإضاءة الطبيعية يتدرج فيها المكان من الظلام
نحو الإشراق ، ضوءٌ ينسل إلى غرفةٍ على أصوات كلبٍ ينبح ، تتكشف ملامح الغرفة
شيئاً فشيئاً لنجد استريا ابنة الخامسة عشرة ، أثناء تأملها يدير إيريثه
الحدث في خلفية الكادر غير المرئية ، زوجةٌ لا تعثر على زوجها ، تبحث عنه ، تتحدث
على الهاتف ، كلبٌ ينبح في البعيد ، استريا تحاول النهوض من فراشها لتعثر على
بندول والدها تحت وسادتها ، هنا أدركت أن كل شيءٍ إنتهى ، و أنه ذهب و لن يعود
مرةً أخرى ، ثم دمعةٌ تسقط على ضوء شمسٍ إكتملت ، واحدة من أجمل الإفتتاحيات التي
شاهدتها في حياتي ، إيريثه يثبت منذ المشهد الإفتتاحي كم هو عظيمٌ في استخدام
التوليف الموسيقي لإينريك غرانادوس ، و في إدارة الميزانسين ، و في التعامل مع الضوء
الطبيعي بحس فنانٍ تشكيلي ، سكون الصورة – على مدار الفيلم – بلاغةٌ بصرية ، يجعلك
تشعر برغبةٍ في تحريك الكادر و كأنما هو تحريك لسكون الحياة التي يضعها على الشاشة
، صورته تتعامل مع السيمترية دونما انضباط ، نراها في الطريق و الحديقة و الممرات
و الكنيسة بعيداً عن نمطيتها الهندسية و هذا يمنحها شكلاً أكثر حميمية ، يختصر بصرياً
– على صوت بطلته في سنٍ متقدمة – حقيقة هذه الحكاية ، حكايةُ شيءٍ في الظلام يتكشف
بمرور الوقت ليبدو قاسياً في صورته المكتملة عند الشروق ، المشهد التالي استكمالٌ
لذلك ، يبدأه إيريثه من الظلام نحو الإشراق ، ليكشف قدرة الأب التي لطالما فتنت
الأخرين (التنبؤ)
، شاهدته استريا
يفعلها عشرات المرات و هو يكشف جنس الجنين أو يكشف موقع المياه الجوفية ، لن نحتاج
لفترةٍ طويلةٍ لندرك مقدار الوله الذي يربط استريا بوالدها ، عندما نرتد
سبعة أعوامٍ إلى الوراء لنلتقي استريا مطلع الخمسينيات في سن الثامنة لا نحتاج للكثير
من التفكير لندرك أن إيريثه يعود مجدداً إلى طفولته الشخصية ، إلى مرحلةٍ
متقدمةٍ عن تلك التي عايشناها معه في The Spirit of the Beehive ، المرحلة التي وضعت الحرب فيها أوزارها و أصبحت البلاد وحدةً
جغرافيةً في كيانين (الشمال و الجنوب) ، حكايةٌ تعود روحها إلى إيريثه ،
الطفل الشمالي الذي قضى جزءًا كبيراً من حياته في الجنوب ، سرعان ما سيبدو واضحاً –
للمرة الثانية – أن الخلفية التاريخية للحكاية هي جزءٌ لا يتجزأ من نسيج الواقع
الذي تعيشه الشخصيات ، بعض التفاصيل ستختلف بالطبع ، علاقة استريا
بوالديها ألطف بكثير مما كانت في فيلمه السابق ، ربما لأنهما يمثلان الجزء الأهم
في العالم الذي تستكشفه طفولة استريا ، سرعان ما يلجأ إيريثه لتحييد ألوان الصورة
مستخدما نفس تكنيك الإضاءة الذي استخدمه في الإفتتاح ليتعامل مع مرحلة الإستكشاف
هذه ، ماضي الوالدين لا يكون مهماً لأستريا طالما أنه لا يوجد فيه ما يستفز
مخيلتها ، و عندما تسمع لأول مرة قصة الجنوب تبدأ في اشباع فراغات الحكاية ، ربما
هو شعورٌ بالإنتماء إلى أرضٍ لم ترها ، أو شعورٌ بالغرابة من علاقةٍ غير وديةٍ
جمعت والدها بوالده (على عكس ما تعيشه هي مع والدها) ، هذه المشاعر لا تلبث تشتعل
مع وصول الجدة و المربية ميلا غروس إلى المنزل ، طوال تلك المسافة يولد فينا إيريثه المخرج
شعوراً قهرياً ببعد الجنوب جغرافياً و كأنما هو كوكبٌ آخر ستعجز عجوزان عن تحمل
مشقة المجيء منه براً ، هو الجنوب كما تراه استريا ، لا يبدو غريباً أن تنجذب استريا
لشخصية ميلا
غروس أكثر من انجذابها لجدتها ، ميلا غروس هي من ربت والدها ، و كل شيءٍ تحبه استريا
يدور في فلك والدها ، ذاكرتها في الواقع لم ترتبط فقط بوالدها ، ذاكرتها جاءت عن
طريق والدها ، كان هو منفذ استقبالها للعالم ، ملامحها و هي تحادثه ، ترافقه ،
تبتسم بإندهاشٍ و هي ترى اعجاب الآخرين به ، يبدو مثيراً لها أن تعرف عن طريق ميلا غروس
عن الإختلاف السياسي الذي فرق والدها و جدها بوقوفهم على جانبي الحرب ثم سجن
والدها بعد ذلك ، تخبرها ميلا غروس عندما تكتشف أن والدتها هي من حكت لها
حكايات الجنوب (ألم يكن بإمكانها اخبارك بأمورٍ ألطف ؟ أو الإنتظار قليلاً ، لديكِ الكثير من
الوقت لإكتشاف كل هذا) ، يسمح نص إيريثه لمشاهده إدراك قيمة (الإستكشاف)
في روح هذه الحكاية ، هو ليس عن الحقائق التي تتكشف ، هو عن الحقائق التي نحاول أن
نجعلها تتكشف ، عن (الإكتشاف قبل الأوان) ، المستوى الذي لا تسمح فيه
قدراتنا العقلية و العاطفية لنا بتقبل الشيء المكتشف فتعمد إلى ملئه بما يجعله
ملائماً لتلك القدرات ، الشيء الذي لا نستطيع تقبله في طفولتنا ثم يصبح واقعاً
عندما نكبر ، هذا الرجل يدهشني ، يعود مجدداً إلى الطفولة ليخبرنا عن عوالمها
القابلة للإكتشاف بعين الرجل البالغ و ليس بعين الطفل الذي عاشها حينها ، استريا
تستقبل العالم عن طريق والدها ، تستكشفه عن طريق علاقتها به ، في مشهد مناولتها الأولى
تكون فكرة حضور والدها إلى الكنيسة هي أول ما تفكر به و هو الذي لم يذهب إلى هناك
من قبل ، تتغير ملامحها عندما تعلم أنه ذهب للصيد صبيحة يوم المناولة ، نحن لا
ندرك تماماً توجهات والدها السياسية أو الفكرية أو العقائدية ، لكننا نفهمها كما تفهمها
استريا
التي لم تر والدها في كنيسةٍ من قبل و تتساءل عما إذا كان والدها من الأشرار أو
الأخيار في الحرب ، وجهها يضيء – حرفياً – عندما تراه هناك في الكنيسة قادماً من
الظلال نحو النور ليراها ، إضاءة مدير التصوير العبقري خوسيه لويس آلكايني في هذا
المشهد – كما يفعل على الدوام في الفيلم – تقسم المساحة البصرية إلى نصفين عرضياً
، مساحةٌ من الضوء و مساحةٌ من الظل ، تتحرك العناصر ضمن المساحتين لتأسر لهفة استريا
برؤية والدها المختبيء في الخلف يطل عليها في هيئتها الملائكية ، (فعلها من أجلي)
تقولها بسعادة في أداءٍ فعالٍ من سانسولس آرانغورن.
لقاءنا باستريا
يحدث في مرحلةٍ عمريةٍ تسبق فتاتي خلية النحل ، لذلك فالجانب المؤثر في تفاعل
خيالها مع حياتها مختلف ، لا وجود هنا لروحٍ أو شبح أو مغامرة ، هناك فقط جزءٌ من
ماضي والدها ، صلته الروحية بالجنوب هي ما تجعل استريا تشتعل ، الجنوب هنا
هو حلم
/ مسعى
/ هاجس
، الشيء الذي يبدو لوهلةٍ منتمياً إلينا لكننا نعجز عن الوصول إليه و ملامسته ، ذاكرة
طفولتنا – كما في خلية النحل – تشكلها هواجس و أوهامٌ و صورٌ غير حقيقية ، محاولاتٌ غير
حقيقية لفهم العالم من حولنا ، عندما نكبر إما أن ندركها باكراً ، أو أن تكبر معنا
و يكبر معها أساها الذي يحرق القلب ، الجنوب هو اسطورة الحكاية ، فرقه عن فيلمه
السابق أن الأسطورة ليست فانتازية ، هي مكانٌ حقيقي شكّل جزءاً مهماً من وعي والد استريا و
احتضن جزءاً من حياته و ماضيه و أسراره ، إيريثه يتحرى مجدداً قدرة خيالنا على التعامل
مع الأسطورة ، خلقها و التفاعل معها و إيجاد تفسيراتٍ مقنعةٍ لها ثم الصدمة عندما
تتلاشى ! ، الفيلم هو عن مرحلةٍ يكون فيها تفاعلنا مع الحياة قائماً على استكشاف
ما نحب ، رغبتنا في كشف ما خفي عنا ، رسم ملامح ترضينا له و التعامل معها ،
المرحلة التي يكون أقسى ما يواجهنا هو أسطورةٌ تتلاشى و صورةٌ مغايرة رسمناها
لشيءٍ أحببناه ، مجال تأثير الحكاية هنا يقبع في مستوىً غير ملحوظٍ أو غير اعتيادي
، ظاهر الحكاية غير مؤثر ، لكنها تترك أثراً لا يزول من الذاكرة بعد المشاهد ربما
لأن مستوى ربطها بشيءٍ غير محسوس من ذاكرة طفولتنا – كما حدث في خلية النحل
– فعالٌ جداً .
في عمق ذلك يتناول إيريثه
مفهوم العزلة
و السعادة
، و مقدار الإرتباط بين السعادة و التواصل مع الآخر ، يبدو التواصل هنا بحد ذاته
ألماً ، و العزلة – دونما تخطيطٍ لذلك – جزءاً من مسعى السعادة ، تقول استريا مختصرة رحلة ثمان سنواتٍ من النضوج في
مونتاجٍ ذوباني لا ينسى من إيريثه (كبرت تقريباً مثل أي شخصٍ آخر ، تعودت أن أكون وحيدةً
و ألا أفكر كثيراً بالسعادة) ، محاولتها التواصل مع الآخر – في جسد أقرب
إنسانٍ إليها – هو ما منحها كل هذا الألم ، العزلة قد لا تمنحها السعادة ، لكنها
قد تخفف آلامها ، الأب مثالٌ صريحٌ على ذلك ، و ربما نسخةٌ مستقبليةٌ عن استريا
ذاتها ، هو ليس غامضاً بقدر ما تبدو عزلته جزءاً من نسيجه ، جزءاً من ملحمة هروبه
من الجنوب كما تراها استريا ، الجزء القليل جداً من ماضيه لا تحصل عليه استريا
منه ، تعرفه عن طريق والدتها و مربيته ، هذه العزلة هي ما تجعله بالنسبة لإبنته
بيئة استكشافٍ خصبة حتى تصبح علاقته القديمة بإيريني ريوس الممثلة هي
السماء و الأرض بالنسبة لإستريا ، في السينما يجلس الأب ليشاهد قطعةً من ماضيه
، بصرياً يمنح ايريثه ألواناً باهتةً لصورة الأب في السينما تتوازى مع حالته :
الحنين و الماضي و مسعى السعادة الهارب ، مجدداً - و كما فعل بوحش فرنكنشتين
في فيلمه السابق – تحرك السينما شغف الطفولة و فضولها ، تحتل صورة إيريني ريوس
هواجس استريا
في مزاوجةٍ لاحقةٍ ذكيةٍ مع ملصقٍ لفيلم هيتشكوك Shadow of a Doubt الذي يشترك مع هذا
الفيلم في روح حدثه عن فتاةٍ تكتشف أن أقرب المقربين إليها ليس تماماً كما يبدو
عليه ، والد استريا مات منذ زمن ، روحه بقيت معلقةً بأرضٍ لا يستطيع الذهاب إليها
، ردة فعل استريا تجاه إيريني ريوس ليست ردة فعلٍ تجاه امرأةٍ غريبةٍ تسرق
والدها من زوجته ، هي تسرقه من استريا ذاتها ، تشوه الصورة التي رسمتها له و هذا ما
يؤلم استريا
بحق ، يبرع إيريثه في هذه المرحلة في تجسيد حجم العزلة – نفسياً و بصرياً – الذي
يلف والدها عندما تبدأ استريا بالشك به ، تلقينا لشخصيته يأتي من عيني استريا ،
شيءٌ يصر إيريثه
على التأكيد عليه من خلال جعلها تنظر مباشرةً في الكاميرا في أكثر من مناسبة ، عبرهما
تنسل كل الشحنة العاطفية التي نستلذ بمراقبتها تملأ جو العلاقة بين استريا و
والدها ، كل لحظةٍ تجمعهما عظيمة ، درس الإضاءة العظيم الذي يقدمه إيريثه
في مشهد تعليم استريا التعامل مع البندول لا ينسى ، اللحظة التي تضع رأسها على نافذة
المطعم و تطرق عليها منبهةً والدها لوجودها شيءٌ للذكرى ، رقصتهما احتفاءً بمناولة
استريا
الأولى واحدةٌ من أجمل اللحظات السينمائية التي عايشتها ، و بالتأكيد إيثيار بويايين
التي تسرق مشهد جلوس استريا مع والدها في مشهد الغداء الأخير تمهيداً
لوداعٍ ملؤه الأسى قبل أن يتذكر – هو تحديداً – من خلال موسيقى العرس المجاور رقصتهما
الفاتنة ، جميعها لحظاتٌ ترحل معنا من مشاهدةٍ لأخرى .
كان إيريثه
يعتزم أن يصور فيلمه هذا في ثلاث ساعات يتضمن نصفها الثاني متابعة رحلة استريا
نحو الجنوب ، أخبره منتج الفيلم فجأة بقرار التوقف لظروفٍ إنتاجية ، عبقرية إيريثه
كانت في الإكتفاء بما تم تصويره لتقديم نهايةٍ لا تقل عظمةً عم كان يعتزمه ،
لاحقاً أعلن منتج الفيلم أن قرار التوقف لم يكن مادياً و أنه رأى أن ما تم تصويره
فعلاً قد وصل بالحكاية إلى منتهاها ، بعيداً عن حقيقة الدوافع يبدو لي هذا واحداً
من أكثر قرارات المنتجين فنيةً و صواباً على الإطلاق ، من الجميل ربما أننا لم
نشاهد الجنوب
و احتفظنا بالحس الأسطوري لتناول المكان الذي لطالما فتن قلب استريا
دون أن تراه لأننا نحن أيضاً لا نراه ، أفلام هذا الرجل تجعلك تتفاعل معها بطريقةٍ
غريبة ، تتمنى أن تكون جزءاً منها ، لا أخيار و لا أشرار في الفيلم ، لا يرسم
شخصياتٍ مكتملة و لا يحفر فيها و لا يجعلك تشعر أساساً بحاجتك للحفر فيها ، يظهر
لك تماماً المقدار الذي تحتاجه للتفاعل معها من خلال الثنائيات التي يقدمها (الأب و الإبنة ،
الحقيقة
و الخيال
، الشمال
و الجنوب)
، إيريثه
يثبت لنا مرةً أخرى كم كانت طفولتنا مليئةً بالسحر ، سحرٌ لا يفصلنا عنه سوى
الإستسلام لخيالنا ، لكذبةٍ نقتنع بوجودها ، أو لوهمٍ نرتاح أنه هناك ، لا ندرك
تماماً عندما نكبر هل كشف الحقيقة هو المؤلم أم أن فقدان استغراقنا في الزيف هو
المؤلم ، هل الألم هو فقداننا للحلم ، أم هو اكتشافنا أنه مجرد حلم ، في مشاهدةٍ
ثالثة أصبح واحداً من أقرب الأفلام إلى قلبي .
التقييم من 10 : 10
0 تعليقات:
إرسال تعليق