كتب : عماد العذري
بطولة : آلن لاد ، فان هيفلن ، جيان آرثر
إخراج : جورج ستيفنز (1953)
يوماً
ما اختارت رابطة كتاب أفلام
الويسترن في الولايات المتحدة هذا الفيلم على رأس قائمتها
لأعظم أفلام الويسترن ، رشح لست جوائز أوسكار عام ١٩٥٣ و كان واحداً من قلةٍ من أعمال
الويسترن رشحت
للجائزة الكبرى ، ستة عقودٍ مرت بعد ذلك و هو ما يزال يراوح قمة الصنف مع كلاسيكياتٍ
من طراز The Searchers
و Red River و High
Noon
شاركته صناعة مجد أزهى حقب الويسترن .
نص أيه بي غاذري جونيور
الذي يقتبس روايةً حملت الإسم ذاته لجاك شيفر يحكي - كما هو عنوان الفيلم - حكاية
شين
، جوّالٌ مسلّحٌ غامض في الغرب الأميركي يصل إلى بلدةٍ صغيرةٍ في وايومنغ أواخر
القرن التاسع عشر و يحظى بضيافة عائلة مزارعٍ يدعى جو ستاريت يروقه شين و يرى
فيه سنداً جيداً للعمل في مزرعته التي تتعرض لمحاولات استيلاءٍ مستمرة من قبل راعي
بقرٍ متسلط يدعى روفوس رايكر .
قبل أي
شيء : هذا واحدٌ من أقوى أفلام الويسترن شخصية ، و كأنما هو قائمٌ بمفرده ، و الشخصية
ليست شيئاً يسهل الحصول عليه في صنفٍ كهذا ، لا يبدو العمل - عند الحديث
عنه - منتمياً لأي شيءٍ قبله ، ربما عدة أسبابٍ ساهمت في ذلك : الفلسفة التي تقوم عليها
حكايته ، طابعه البصري ، و أن يأتي من مخرجٍ بعيدٍ عن سينما الويسترن حقق شهرته في
أفلام الكوميديا الأربعينية ، و أن يقوم ببطولته نجمٌ غير تقليديٍ اطلاقاً في فيلم
من أفلام الويسترن .
فلسفة
الفيلم تتحقق من خلال العمل على اربع مستوياتٍ تتداخل مع تقدم الحكاية : صورة الغرب
المحتضر ، و انقسام رجل الغرب بين ماضٍ يندثر و مستقبلٍ يطل ، و عاطفةٌ مكتومة تطفو
تحت السطح بين رجلٍ ذي ماضٍ و امرأةٍ قامت باستضافته ، و قصة نضوج على عتبة تحول اجتماعي
عظيم تم تجسيده أمام هذا الفتى في صورة رجلٍ رآه مثالاً و قدوة بينما رأى هو أنه أقل
من أن يكون كذلك ، هذه المستويات الأربع تتقدم بالحكاية بفعاليةٍ تستحق الدراسة مستفيدةً
من طبيعة الشخصيات التي تعمل على تحقيقها ، شخصيات الفيلم حقيقية ، ثلاثية الأبعاد
، غير حدية و تتوزع على مدروجٍ واسعٍ من الخير و الشر يبدأ عند براءة الطفل جوي ستاريت و
ينتهي عند شر المرتزق جاك ويلسون ، هذا النوع من الموزاييك في الشخصيات يجعل
من بناء الأحداث و تطورها حقيقياً و غير اعتياديٍ في أفلام الويسترن ، لا يوجد اندفاعٌ
- تقليدي - بإتجاه (المواجهة) ، المواجهة هنا ليست كل شيء وليست المصبّ الذي
يقودنا اليه النص و ليست عظيمة أو فخمةً قياساً لمثيلات عصرها ، تبدو وفقاً لهذا النص
و كأنما هي خيارٌ أخير فعلاً و شرٌ لا بد منه ، في نصوصٍ مماثلة يحاول كاتب النص تأجيل
هذا النوع من المواجهات كي يصنع مشهد ذروة فخم ، نص غاذري هنا يقوم بتخدير المشاهد
بالرغم من ارتقابه لتلك المواجهة ، ينجح في جعلنا نشعر و كأنها لن تحدث أبداً ، ثم
يجعلها تبدو و كأنما هي مشهدٌ اضطر لكتابته ، في الواقع هو لا يفعل هذا لمجرد أن يبدو
مختلفاً ، و انما ليحاول التأكيد على قيمة و روح هذا العمل عن مجتمع الغرب المحتضر
و المتراجع أمام زحف الحياة المدنية ، هذه المواجهة المؤجلة تجسيدٌ ماديٌ ملموس على
ذلك التراجع .
كي يصل
النص الى تلك الروح فعلاً يخلق في محور عمله واحدة من أكثر شخصيات الويسترن جاذبيةً
و غموضاً و اثارةً للأسئلة ، بطله شين جاء من حيث لا يعلم أحد و يمضي بإتجاه اللامكان
، عندما يُسأل عن وجهته يقول (مكانٌ لم أقصده من قبل) ، نشاهده أول مرة في ضوء الشمس
المشرقة على المراعي ، مساحاتٌ خضراء ، جبال مكسوة بالعشب ، و غزلانٌ ترعى ، صورةٌ
مختلفةٌ تماماً عن افتتاحيات افلام الويسترن ، جوالٌ غريبٌ مسلح يصبح جزءاً من عائلة
مزارع دون أن تعرف تلك العائلة عنه شيئاً ، ماضي شين يبقى في الظل ، يتشكل في خيال
المشاهد و لا يفرض عليه ، ماضيه بالنسبة لهٌ يبدو حقبةً تتلاشى ليحل بدلاً عنه عالمٌ
جديدٌ ينشده ، غموضه و توتره كلما سمع صوتاً غريباً يكشفان أي حياةٍ تلك التي يريد
الانعتاق منها ، و ربما من اجل ذلك يصبح نصير المشاهد بمجرد ان نلتقيه ، لا يحتاج
- مع أداءٍ غير مقدر من آلن لاد - لأي شيءٍ ليصبح كذلك ، افتقار آلن لاد للبنية
الجسدية و الملامح المنهكة لبطل الويسترن ، حيادية ملامحه التي تجعله شخصاً بعيداً
عن اظهار قدرته على سحب السلاح أو حتى رغبته في ذلك ، ستيفنز كان يبحث عن بطلٍ بهذه المواصفات
حين عرض الدور أولاً على مونتغمري كليفت قبل أن يمنحه لآلن لاد ، مع لاد من السهل
علينا ادراك لماذا أسر شين قلب هذه العائلة و اصبح هاجسها من النظرة الأولى ،
لا نحتاج لأي تفصيلٍ آخر لنعرف ما ننتظره منه و ما هو قادرٌ عليه ، عندما يهزأ به كالاواي في
زيارته الأولى الى الحانة نشعر برغبةٍ حقيقيةٍ في أن يرد ، و حين يرد عليه في لقاءٍ
آخر نشعر بالنصر .
عندما
نلتقي شين
أول مرة في لقطةٍ متوسطة في مزرعة جو ستاريت يزاوج ستيفنز لقطته المتوسطة تلك بلقطتين
مماثلتين للطفل جوي ثم لوالدته ، يحاول أن يشد وتراً بصرياً بين الشخصيات الثلاث قد نحتاج
لوقتٍ أطول لتلمسه ، ثم يترك لتفاصيل النص الصغيرة مهمة رسم حدود تلك العلاقتين ، شين مثّل
بالنسبة لجوي
الشيء القوي الأليف القادم مما وراء عالمه الصغير الذي بناه والده ، كل شيءٍ
ارتبط بالقوة في عالمه ارتبط تلقائياً بالعنف و الوحشية و هذا ما جعل ألعابه تدور في
ذلك النطاق الضيق ، شين بالنسبة له رجلٌ مبهر ، لديه مهارة استخدام السلاح
و لديه القوة على تركه جانباً ، يكسب قلبه من أول كلمةٍ ينطقها بفضل أداءٍ طبيعيٍ جداً
من ابن العاشرة براندن دي ويلد الذي يرشح للأوسكار هنا ، و ستيفنز - من خلال القطع المتكرر
على جوي
مع كل حدثٍ كبير في الصورة ثم جعله يتراجع ليراقبها يبدو و كأنما يجعل جوي راوياً
للحكاية دون أن يرويها فيصبح روحها و منظور سردها ، بينما على النقيض من العلاقة التعبيرية
جداً بين شين
و جوي
تنسل علاقة شين بالزوجة ماريان تحت السطح ، مرتكزةً على تعابير الوجه و طول اللقطة
المتوسطة ، ماريان - في آخر ظهورٍ سينمائي للنجمة جيان آرثر - تتحسس باكراً في شين الرجل الذي ترك ماضيه خلفه و انتقل دون هدى من مكانٍ
لآخر ، ماضيه الذي يختصره لجوي بعبارة (انها قصةٌ طويلة) فتجيبه ماريان (أظننا نعرفها)
، ماريان
تطلب من جوي
الا يتعلق بشين ، تحاول أن تنأى بعائلتها من التعلق بالإرث القديم للغرب ، حيث القصة
القديمة التي اعيدت مراراً و تكراراً ، و حيث تبدو رؤية ماريان فيها الصورة الأكثر نضجاً
و اكتمالاً للعالم المأمول .
من خلال
شين و
علاقته تلك بعائلة ستاريت ثم علاقته بمحيطه ككل تتشكل أمامنا صورةٌ مختلفةٌ لعالم الغرب ،
يكثف ستيفنز
وهو يقدم تلك العلاقات بصرياً على خلق تباينٍ واضحٍ بين عالم جو ستاريت
و عالم روفوس
ريكر ، تبدو مزرعة جو ستاريت صورةً اختزاليةً لطيفةً للعالم المنشود ، بينما
ينحصر عالم روفوس ريكر المحتضر - بصرياً - في الحانة الكئيبة التي يقضي أوقاته فيها
، من خلال هذا التباين البصري يفتح ستيفنز منفذاً سلساً لفهم فلسفة نشوء الحضارات
من خلال واحدةٍ من أشهر قصصها : فترة الانتقال العظيمة من مرحلة البراري الى مرحلة المزارع
، و من مرحلة راعي البقر الاقطاعية الى مرحلة المشاريع الصغيرة الرأسمالية التي نسجت
ملامح الحضارة الأمريكية الوليدة ، فترة انتقالٍ مصيرية سادها صوت الرصاص و منطق الاحتكام
للقوة ، ضمن مساحة التضاد هذه يجرد النص حكايته الغربية من ملامحها التقليدية : لا
وجود للشريف و لا لقطاع الطرق و لا للهنود الحمر و لا حتى للقطار ، يدير صراعاً (عقلانياً)
مباشراً بين رعاة البقر و ملاك المزارع ، صراعاً بين عالمٍ حكم الأرض البكر لعقود
قبل أن يبدأ مرحلة الأفول دون أن يمتلك القدرة على ادراك أن القادم شيءٌ مختلفٌ تماماً
عن كل ما اختبره من قبل ، و عالمٍ أدرك تلك المرحلة مبكراً و وجد في القانون خير نصيرٍ
في بناء وجوده ، ستيفنز يعكس مواجهة العالمين القديم و الجديد بصرياً ، و بقدر ما هناك
أسلحةٌ و مسلحون في الصورة ، هناك مزارع و أسيجةٌ ، و بلدةٌ تتشكل ، و وحلٌ في الطرقات
، و متجر حاجياتٍ و أمتعة ، و احتفالاتٌ بيوم الاستقلال ، مع أقل مساحةٍ ممكنةٍ للقفار
، ذلك الصراع الذي يقدمه ستيفنز للأعين قبل أن يخاطب به العقول يجد مساحة اختزالٍ
و تكثيفٍ ممتازة في شخصية بطله شين ، شين هو الكائن البرزخي لهذين العالمين ، غموضه
و صمته و ملابسه و سلاحه تقول كل شيءٍ عن العالم الذي هرب منه ، شين يجد في
مزرعة جو ستاريت
عالمه المنشود ، القالب المصغر للحياة التي يريدها ، أن يرتدي زي مزارع و يترك سلاحه
في المنزل و يكدّ كل يوم كي يحصل على قوت يومه ، لكن مدروج الشخصيات الذي ذكرته من
قبل لا يجعل شخصية شين مثاليةً وهي تقدم لنا صورتها الافتراضية لهذا العالم ، شين يرى المسدس
أداةً تعتمد على من يستخدمها ، نظرةٌ لا تشاركه اياها ماريان زوجة جو ستاريت
، ماريان
ترى في المسدسات شيئاً يجب أن يختفي مهما كان من يستخدمها ، مساحة مواجهةٍ ذكيةٍ و
ناضجة - بالرغم من صغرها - بين عالمٍ مرتقب ما زال يؤمن بحاجة الانسان لاستخدام سلاحه
(في الخير هذه المرة) ، و عالمٍ يقفز كلياً على استخدام القوة لصالح عقدٍ اجتماعيٍ
جديد تحكم علاقاته ارتباطاتٌ جديدةٌ كـ (المدنية) و (التحضر) و (الدولة) ،
ذات الصراع الذي نشاهده أيضاً بين جو ستاريت الذي يؤمن بالقانون ثم يجد في نفسه الرغبة
في تنفيذ القانون بطريقته عندما يعلم أن رجال القانون يبعدون عنه مسافة ثلاثة أيام
و بين رفاقه المزارعين الذين يؤثرون الرحيل و ترك مزارعهم على الاشتراك في نزاعٍ مسلح
.
روفوس رايكر ذاته
- كشخصيةٍ نقيضة - له منطقه أيضاً حتى وفق عالمه القديم ، يرى الرجل في مشاركته المزارعين
ممتلكاتهم في أراضٍ كان هو أول من وصل اليها و قام بحمايتها شيئاً (عقلانياً)
، يريد أن يمنحهم أجوراً عالية تفوق ما يجنونه ، تبدو الملكية بحد ذاتها هي هاجسه ،
ما يزال عالم البراري المفتوحة و قطعان الأبقار تحكم علاقته بمحيطه ، و علاقته حتى
في ظل صدامها الصارخ مع مجتمع الملكيات الصغيرة الذي ينمو من حوله تبقى متجردةً بشكلٍ
ملفت من الصورة التقليدية للغرب ، يبدو احتكامه للرصاص شيئاً مؤجلاً جداً و غير متوقع
، لكن رجاله قادرون على التحرش بستاريت من حينٍ لآخر أو ضرب شين لو تطلب الأمر.
عندما
ينكسر روفوس
رايكر بعقليته القديمة و حلوله الناعمة أمام صلابة ستاريت و شين يمنح
النص الحكاية دفعتها التي تنتظرها مع ظهور جاك ويسلون حامل السلاح المأجور في أداءٍ بارعٍ من
جاك بالانس
منحه ترشيحاً للأوسكار ، لغة جسده و نبرة صوته الهادئة لا تخلق خصماً استعراضياً لكنها
مع ذلك تمنحه مسحة شرٍ طاغية ، جاك ويلسون الذي يقدمه جاك بالانس هو (غرب) أفلام
الويسترن الأخرى ، الغرب الذي لا يرحم و لا يمتلك حلولاً وسط ، قانون الغرب القاسي
لم يكن يقوم على الحق ، مجرد أن تسحب مسدسك يجردك من أي حق و يجعل حياتك كلها معلقةً
بين اصبعٍ يرتجف و زنادٍ لم تصل اليه يد المزارع فرانك توري كي يرديه جاك ويسلون
قتيلاً في الوحل ، مشهدٌ مؤثرٌ لرجلٍ يؤمن بحقه و يدافع عنه في وجه رجلٍ أجيرٍ لا يمتلك
حتى حقاً مزيفاً ليطالب به ، فقط كان أسرع منه في سحب مسدسه ، نظرة الأسى على وجه توري عندما
أدرك أنه سحب مسدسه متأخراً لوحةٌ قاسيةٌ لا تنسى من لوحات الغرب المجنون .
في جنازة
توري
يلقي ستيفنز
نظرةً بانورامية من أقصى يسار الجنازة ليمر عليها في اضاءةٍ خافتة و ينتهي منها مطلاً
على صورة البلدة في الخلفية ، ساعة المواجهة تقترب ، لكن ما جرؤ عليه فرانك توري قد لا
يجرؤ عليه جاره لويس الذي يغادر منزله قبل أن يشعر بالأسى لرؤيته يحترق ، صحيح أن ذلك
التحول لا يكون ناعماً كما يجب لكن النص يحاول من خلاله التأكيد على تضحيات كل عقدٍ
اجتماعيٍ تشكل عبر التاريخ ، نقطة التماس التي غيرت كل شيء و عجلة المدنية التي لا
تعود للخلف ، كريس كالاواي يغادر عالم رايكر من خلال تنبيه شين ، لا نعلم تماماً هل هو مجرد
رفضٍ لعالم الغرب المجنون الذي يعيشه ، أم احساسٌ بالغبن لمسناه في ملامحه مع ظهور
جاك ويلسون
ليستولي على الصورة ، أم (صحوة ضميرٍ) كما يصفها لشين ، وهذا الغموض هو سحر شخصيات
الفيلم التي تقف – كما ذكرت - على مسافاتٍ غير متساوية من الخير و الشر ، في الذروة
يجد جو
و شين
حلّهم النهائي في مواجهةٍ مسلحةٍ مع رايكر ، بينما يقدم النص في ماريان -
مجدداً - الصورة الأنضج للمستقبل المنشود حيث لا شيء يستحق أن نحمل سلاحاً من أجله
، صورة شين
البطولية التي انتظرناها منذ البداية تتحقق قبل موعدها و تحمل جزءاً متوارياً قد لا
يراه الجميع ، اصراره على ابقاء جو بعيداً عن القتال هو حمايةٌ لهذه العائلة ، ليست تضحيةً
من أجل جو
كـ (زوجٍ لماريان) أو (أبٍ لجوي) ، هي تضحية من أجل جو نموذج الاستقرار المتجسد في
الرجل المزارع الذي يكسب قوته و يبني عالمه بعيداً عن منطق السلاح ، يقود ستيفنز بطله
نحو ذروته في جلالٍ مهيب ، مشاهد فجريةٌ فاتنة ، رحلة مقاتل ساموراي يتحرك في الظلال
ليواجه بعض قطاع الطرق ، مقدمةٌ عظيمةٌ لذروةٍ لا تطول ، يخبر شين رايكر
(لقد انتهت
أيامك) فيتسائل رايكر (و ماذا عنك أيها المقاتل ؟!!) ، يخبره شين (الفرق بيننا هو أنني أعرف
ذلك) ، يحطم العالم القديم و يودّع الفتى جوي بكلماتٍ لا تنسى ، يرحل دون
أن يخبرنا على وجه التحديد لماذا يرحل ، يغادرهم في الضوء الخافت بعد أن جاءهم في وضح
النهار .
ربما
لا أحب قطعه المتوازي في بعض المشاهد على حساب جمالية شيء مثل حركة الكاميرا عبر
الجدران ، لكن عظمة هذا الفيلم بالنسبة لي تكمن في مقدار ما يبقى منه بعد انتهائه قياساً
لفيلم ويسترن ، تصوير لويال غريغز الذي يوظف مستوياتٍ مختلفة من اللقطات المتوسطة
و مجالاً ضيقاً من اللون الترابي / الخشبي ليخلق تبايناً تشكيلياً مع زرقة السماء و
حمرة الوجوه ، و موسيقى فيكتور يونغ بدراميتها العالية و مسحتها الأوبرالية و كأنما
تحتفل بالعالم الجديد ، ، تشعب و حقيقية شخصياته ، و جاذبية شخصيته الرئيسية ، و أداءات
أبطاله جميعهم تحت إدارة واحدٍ من أفضل مديري الممثلين في تاريخ هوليوود ، لطالما كان
العمل في واجهة أفلام الويسترن العظيمة و المؤثرة ، و حقيقةً لستُ على ثقةٍ تماماً
أيها يمكن أن أعتبره الأعظم أو الأفضل ، لكنني على ثقة بأن هذا الفيلم هو أقربها إلى
قلبي .
التقييم من 10 : 10
0 تعليقات:
إرسال تعليق