•   شخصيات تختبىء وراء إدراكها
  • أريدك أن تصنع فيلماً عن معاناتي
  •  بركات الحضارة
  •  أشياؤه المفقودة
  •  كل الحيوانات تخرج ليلاً
  •  اللحظات المختلسة
  •  الفن والحب والحياة
  •  عن أحياءٍ لم يعودوا يحيون وأمواتٍ لا يموتون أبداً
  •  روسيا بوتن في شتائها الثاني عشر
  • أفكاره ومشهديته تجعله يستحق المشاهدة
  • الإضافة من خلال الحذف

الخميس، 11 يونيو 2009

متابعات نقدية : دنكان جونز ينحني لكيوبريك و تاركوفسكي و سكوت


على مدى أكثر من شهرٍ كاملٍ حتى الآن واصل فيلم الفضاء الجديد Moon و هو باكورة أعمال المخرج الشاب دنكان جونز ( نجل المغني البريطاني الشهير ديفيد بوي ) إثارة إعجاب النقاد و الإستيلاء على مديحهم , الفيلم يقدم فيه سام روكويل أخيراً الدور الذي يليق بموهبته الواضحة و ينال أخيراً ما يستحقه من النقاد الذين إعتبروا العمل نوعاً من الإنحناء تجاه المعالجات النفسية العميقة لحياة رواد الفضاء التي شاهدناها في أعمال ستانلي كيوبريك 2001: A Space Odyssey , و أندريه تاركوفسكي Solaris , و ريدلي سكوت Alien .

و يحكي الفيلم قصة رائد فضاء يدعى سام بيل يعمل على إستخراج غاز ثمين يدعى الهيليوم 3 من سطح القمر لصالح شركة ليونار التي ستساهم من خلاله في حل مشكلة الطاقة التي يعاني منها كوبكنا , يتم رائد الفضاء خلال هذه الفترة عامه الثالث على سطح المركبة الفضائية سيلين , و يقترب عقده من الإنتهاء , يطمح سام للعودة إلى الأرض أخيراً حيث تنتظره زوجته و إبنته , يريد الرجل أن يتقاعد مبكراً لتعويضهن ما فقدنه في غيابه , لكن عزلته الطويلة لا تمر مرور الكرام , في الأسبوعين الأخيرين له على سطح المركبة يبدأ الرجل بالإضطراب و الشعور بالغربة , و يتعرض لمشاهداتٍ غير مفسرة , و يسمع أصواتاً مستحيلة , قبل أن تنقلب حياته على سطح المركبة عندما يدرك نوايا شركة ليونار حول رائد الفضاء الذي سيحل محله , الرجل الجديد يبدو مألوفاً جداً بالنسبة له , و قبل أن يعود إلى الأرض سيجاهد سام لإدراك أن الحياة التي صنعها على سطح المركبة قد لا تكون ملكه بالكامل , و هناك على بعد ملايين الأميال عن الأرض يبدو بأن عقد سام مع الشركة هو ليس الشيء الوحيد الذي يوشك أن ينتهي .

و إمتدح الناقد أوين غيلبرمان ناقد Entertainment Weekly في الفيلم قدرة دنكان جونز على منح فيلمه النظرة القذرة للثورة الصناعية حيث يبدو كل شيء مسخراً لعمل الآلة , أمرٌ يعززه العلاقة التي نشكلها تجاه جيرتي ( كمبيوتر المركبة ) الذي يثيرنا بالوجه الأصفر المتقلب بين الإبتسام و العبوس في نظرةٍ قلقة يعززها صوت كيفن سبيسي , و رأى الناقد إيمانويل ليفي في مقاله عن الفيلم بأن دنكان جونز يستحق التقدير و الإحترام لقدرته على خلق فيلم خيال علمي ذكي يحترم كل مواثيق الصنف ( و قيوده ) دون أن يعتمد كثيراً على المؤثرات الخاصة , و إعتبرت الناقدة سارة فيلكوميرسن ناقدة الـ New York Observer بأن الفيلم يعد إرتداداً إلى أفلام الخيال العلمي العظيمة مثل 2001 و Blade Runner التي لم تعتمد كثيراً على الـCGI قدر إعتمادها على الرعب الإنساني المحض بتقاليده القديمة , و إعتبر الناقد ألونسو دورليد في مقاله بأن الذكاء و الحنكة التي صنع بها هذا الفيلم جعلت نقائص النص البسيطة تبدو نوعاً من المحاسن على النقيض مما يفترض , بينما وصفه الناقد برايان أوروندورف ناقد الخيال العلمي المتخصص بالفيلم الرائد و الجذاب , و إعتبره فيلماً معاصراً ( في جوهر تعامله مع حبكة رواد الفضاء التقليدية ) , و قال في مقاله بأن الفيلم ( قطعةٌ تأملية رائعة , أسست بشكلٍ رفيع المستوى من قبل جونز , و نقيت بواسطة جهدٍ لا يكل من سام روكويل ) .

و بدى الحماس واضحاً في مراجعة كريستي ليماير ناقدة وكالة الأسوشيتد بريس حيث إعتبرت بأن ( Moon ينجز شيئاً إستثنائياً : يبدو مألوفاً و مسبوقاً , لكنه رغم ذلك يقلب توقعاتك حول الخيال العلمي و يفاجئك مراراً و تكراراً ) , بينما كتب جيمس روكي في مقاله في موقع Cinematical بأنه ( في عصرٍ أنتجت فيه معظم أفلام الخيال العلمي ذات التكلفة الضخمة من قبل أشخاصٍ لا يبدون أي ولاءٍ أو إحترامٍ لـ ( العلم ) أو لـ ( الخيال ) , يبدو Moon متعةً مرحباً بها ) , و إعتبر الناقد إريك دي سنايدر بأن الفيلم يجب أن يستقبل بالترحاب من قبل عشاق الخيال العلمي الحقيقيين بسبب سحر قصته الذكية التي لا تبوح بكل شيء لكنها في الوقت ذاته لا تبدو غامضةً للمشاهد , و بدت عبارة الناقدة ويتني بورب لذيذةً للغاية و هي تتساءل في مراجعتها ( ما الأفضل من فيلمٍ يقوم سام روكويل ببطولته ؟ ماذا عن فيلمٍ يقوم ببطولته إثنان من سام روكويل ؟!!! ) ..

الناقدة بام غرادي بدت مندهشة من مستوى الكونترول العالي لدنكان جونز في هذا الفيلم خصوصاً مع كونه عمله السينمائي الأول , بينما أكد الناقد إدوارد دوغلاس على أنه على الرغم من أن رؤيته البصرية و تصميمه الصوتي يبدوان جذابين بقوة إلا أن قدرته على جعل سام روكويل يتألق في هذا الأداء الرائع و المعقد هو ما يجب تقديره أكثر , و بدت مراجعة الناقدة مارلو ستيرن كنوعٍ من المقاربة بين هذا العمل و أعمالٍ عظيمةٍ أخرى , حيث كتبت ( خذ الإفتتاحية و الإخراج الفني المشبع باللون الأبيض و الموسيقى المثيرة لـ 2001 , خذ المعالجة النفسية لـ Solaris , و خذ حبكة التنقيب عن الطاقة في Outland , و ستحصل على Moon : الدخول الأثيري و الفلسفي الجديد إلى دنيا الخيال العلمي ) , و إعتبرت الناقدة ستاسي لاين ويلسن هذا الفيلم أفضل أفلام الخيال العلمي منذ Children of Men و Sunshine , بينما ذهب الناقدان سكوت واينبيرغ و كول سمايثي أبعد من ذلك , حيث وضعه الأول ضمن أفضل أفلام الخيال العلمي خلال العشرين عاماً الماضية , و وصفه الثاني بـ ( أفضل أفلام الخيال العلمي خلال جيل أو ربما إثنين ) .

0 تعليقات:

إرسال تعليق

free counters