كتب : عماد العذري
كان أسبوعاً حافلاً بالنسبة لتوم هوبر , و بالنسبة للكثيرين من عشاق الفن السابع اللذين إنتظروا بشغف إطلاق الفيلم الجديد للمخرج البريطاني الممدوح The King’s Speech و لو على نطاقٍ محدود في الصالات الأمريكية , ربما لتأكيد الزخم الكبير الذي رافق العمل منذ وقتٍ مبكرٍ من هذا العام , و تعزز مع عرضه في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي قبل أشهر و ظفره بالجائزة الكبرى هناك , قبل أن يؤكده الإطلاق المحدود للفيلم في نيويورك و لوس أنجلوس و الذي فرضه بإمتياز واحداً من أهم فرسان الطاولة الأوسكارية هذا العام .
و الفيلم هو العمل الإخراجي الثامن للمخرج البريطاني الشاب , الذي لفت الأنظار إليه من خلال أعماله الممدوحة في The Damned United و Longford و John Adams , و يحكي الفيلم – الذي يقوم ببطولته كولن فيرث و هيلينا بونهام كارتر و جيفري راش – حكايةً خاصة عن الملك البريطاني جورج السادس الذي إضطر لإستلام عرش بريطانيا بعد تنازل شقيقه عنه , لكن مشاكله مع النطق تثير حفيظة المحيطين به و تعزز شكوكهم بخصوص قدرة الملك الجديد على إدارة أمور البلاد في وضعٍ كهذا , لكن الملك يلجأ لمدربٍ خاص لتدريبه على الكلام و تحسين النطق , تتعزز علاقة الرجلين , و يأتي اليوم الذي توضع فيه هذه العلاقة على المحك .
و لقي الفيلم عبارات ترحيبٍ حارة من عددٍ من نقاد هوليوود الذين إعتبروه عملاً عميقاً و مسلياً في آن , حيث كتب عنه الناقد الكبير جو مورغنستيرن في الوول ستريت ( مزيجٌ نادرٌ من البهجة , و الفن الرفيع ) , و إعتبره كريس بومبراي ( ملهمٌ و مسلٍ و مثالُ على نوعية أفلامٍ لم نعد نشاهدها اليوم ) , كما قال عنه بيت هاموند بأنه ( واحدٌ من أكثر الأفلام إمتاعاً في صنفها منذ أعوام ) .
و جاءت بعض عبارات النقاد مباشرةً و قوية و معبرةً بشكلٍ كافٍ عن قيمة هذا العمل و ما شكله بالنسبة لهم , فإعتبرته سوزان غرانغر ( واحداً من أفضل أفلام العام ) , و وصفه مات ستيفنز بأنه فيلمٌ ( كلاسيكي و مصوغ بشكلٍ محترف ) , في حين إعتبرت كريستي ليماير في مراجعتها في الأسوشيتد بريس بأن هذا الفيلم ( سحرٌ لا يمكن تجاهله ) , و وصفته كاتي ريتش بـ ( القطعةٌ الكلاسيكية النادرة ) , و مال نقادٌ آخرون لإستخدام عباراتٍ اقل قوة , فوصفته سينثيا فوكس بـ ( الفيلم الأنيق ) , و إعتبره توني ماكلين ( فيلماً ذكياً و جذاباً ) , و كتبت عنه ستيفاني زاكاريك ( عملٌ رائعٌ من المباشرة و الصدق ) , و رأى فيه جوشوا روثكوف قصة تأهيل ذكورية جديدة عندما كتب عنه ( فيلمٌ محترم , و ذو قابليةٍ هائلة لإعتباره نسخةً معاكسةً من My Fair Lady ) , في حين كان الناقد الكبير ريكس ريد مبهوراً جداً إلى درجة الصمت , فكتب في النيويورك أوبزرفر كنايةً عن خطابٍ ملكيٍ إستمع له ( خطاب الملك جعلني صامتاً ) .
و مال البعض لتوجيه مديحٍ خاص لخصوصية العمل على مستوى قصته و أحداثه , فكتب توني ميدلي في مقاله ( تحية مؤثرة لرجلٍ تم تجاهله من قبل التاريخ ) , و إعتبره كيفن لالي ( سردٌ حقيقي مقنع و مرضٍ لقصة الملك جورج السادس و المعالج غير التقليدي الذي تولى معالجته ) , كما كتب عنه جو نيوماير في مراجعته في النيويورك دايلي نيوز ( أحد أكثر الأمور أهمية في هذا الفيلم هو الكيفية التي يخاطب بها الفيلم الإنقسامات بين البشر من خلال العلاقة المركزية في قصته ) , كما رأى فيه أندرو أوهيهر ( قصةٌ دافئة و مضحكة و ممتعةٌ جداً تمنحك لمحةً جانبيةً فضولية عن فترةٍ حاسمةٍ من تاريخ القرن العشرين ) , في حين إعتبره فريدريك و ماري آن بروسات ( دراما توثيقية مؤثرة عن الصداقة الغير عادية التي غيرت روح و حياة الملك جورج السادس ) , و ذهبت جوانا روبليدو في إتجاهٍ آخر عندما وصفته بـ ( دراما رائعة عن التغلب على المخاوف ) مكثفةً حديثها عن القيمة الإلهامية للفيلم , و مثلها رأى إدوارد دوغلاس الذي كتب ( يوفر الدفء و الألفة التي تسمح له بسهولة للبروز كقصةٍ ملهمةٍ عن ( تجاوز نقاط الضعف ) , كما يبرز أيضاً كتجربةٍ غنيةٍ متعددة الطبقات تدفعك لإعادة مشاهدته ) , و رأى فيه هارفي كارتن صورةً مشرقةً للحياة البريطانية الجافة , و قال في مقاله ( لا يمكن للحياة الملكية البريطانية أن تكون أكثر إمتاعاً من هذا ) , و بصورةٍ مماثلة رأى جيف هوبرمان بأنه ( فيلمٌ مطواع , و دراما ملهمة بصورةٍ ممتعة تنجح في إضفاء مسحةٍ إنسانية على آل ويندسور ) , و إعتبر الناقد الكبير بيتر ترافيرز في مراجعته في الرولينغ ستون بأن قيمة العمل تكمن في كونه ( حفراً في الدراما الإنسانية على حواف الغبار التاريخي الجاف ) و هو نوعٌ من المعالجات السينمائية بات نادراً بالفعل هذه الأيام , في حين بدت درو ماكويني سعيدةً عندما كتبت ( يقدم هذا الفيلم قطعةً ذكيةً من دراسة الشخصية , مع أهميةٍ تاريخيةٍ حقيقية , و إنه لمن دواعي سروري مشاهدته ) .
و قرن الكثير من النقاد في مراجعاتهم بين هذا الفيلم و موسم الجوائز , و إعتبروه حلاً مثالياً لنيل الترشيح في فئاتٍ مختلفة أو حتى الفوز بالجائزة , ومع أن الناقد كيرت لودر كتب عنه باكراً ( لا يبدو فيلماً نموذجياً بالنسبة للأوسكار , لكن الترشيحات على الأقل تبدو قريبةً منه ) رأى الناقد مارك آدامز بأن الفيلم ( سيكون منافساً قوياً مع إقتراب موسم الجوائز , مدعوماً بأداءاتٍ رائعةٍ من كولن فيرث و جيفري راش ) , و قالت فيكتوريا أليكساندر في مراجعتها بأن الفيلم ( يستحق ترشيحاً لأوسكار أفضل فيلم و ممثل ) , قال الناقد الكبير ريتشارد كورليس في مراجعته في التايم بأن الفيلم ( يجب أن يلعب أن يتواجد في كل فئةٍ من فئات الأوسكار ) .
و إمتدحت جميع المراجعات الأداءين البراقين اللذين يقدمهما كولن فيرث و جيفري راش في الدورين الرئيسيين للفيلم , فكتب إيثان ألتر في الهوليوود ريبورتر (فيرث و راش لا يخيبان الأمل ) , و رأى الناقد الشهير جيفري إم أندرسون بأن ( الممثلين بحد ذاتهم يحققون تواصلاً عاطفياً مرضياً ) , و إعتبر توم تيودورتشوك بأن ( كولن فيرث يقدم أفضل أداءاته ) , و وصف الناقد تيم أبيلو في مقاله الكيمياء الرفيعة التي يقدمها النجمان عندما كتب ( فيرث و راش عبقريان يحلّقان ببعضهما بعضاً ) .
و تناثرت بعض عبارات المديح الجميلة و المنفعلة عن الفيلم , فكتب عنه ديفيد إيدلستين ( إنه مزيجٌ من فيلمٍ جوائزي , إنجليزي بشكلٍ رهيب , و هوليوودي بشكلٍ كامل ) , و قرنه الناقد الشهير إيمانويل ليفي في مراجعته بفيلم ستيفن فريرز The Queen قبل أربعة أعوام , و قال ( تماماً مثل فيلم The Queen , فيلم توم هوبر الجديد هو دراما أنيقة , متصاعدة الإيقاع بشكلٍ رائع , و ممتعةٌ بشكلٍ كبير , و تشتمل على أداءين أوسكاريين من كولن فيرث و جيفري راش ) , فيلم حين نفى جيف بيركشاير الجفاف الذي يمكن ملامسته في نوعية أعمالٍ كهذه , و كتب ( ليس من المهم ما إذا كانت مشاهدة فيلمٍ عن العائلة المالكة البريطانية نوعاً من المتعة أو نوعاً من أداء الواجب المنزلي .. هذا الفيلم من الصعب مقاومته ) , وبدى ليونارد مالتين منفعلاً و هو يقول في مقاله ( فيلمٌ كهذا يصل إلى الساحة و يعيد إيماني ليس في صناعة السينما فحسب , بل في الجنس البشري كله ) , و كان ماثيو تيرنر تلخيصياً جداً و هو يختزل مفاتيح قوة الفيلم بقوله ( إخراجٌ أنيق , و نصٌ بارع , و أداءاتٌ رائعة من كولن فيرث و جيفري راش ) , في حين جمع مارشال فاين عمق الفيلم و متعته بعبارته المشجعة ( سيجعلك تضحك أكثر مما تتصور , و سيلامسك أعمق مما كنت تتوقع ) .