•   شخصيات تختبىء وراء إدراكها
  • أريدك أن تصنع فيلماً عن معاناتي
  •  بركات الحضارة
  •  أشياؤه المفقودة
  •  كل الحيوانات تخرج ليلاً
  •  اللحظات المختلسة
  •  الفن والحب والحياة
  •  عن أحياءٍ لم يعودوا يحيون وأمواتٍ لا يموتون أبداً
  •  روسيا بوتن في شتائها الثاني عشر
  • أفكاره ومشهديته تجعله يستحق المشاهدة
  • الإضافة من خلال الحذف

الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

Tangled

كتب : عماد العذري

بأصوات : ماندي مور , زاكاري ليفي , دونا ميرفي
إخراج : بايرون هوارد , ناثان غرينو


العملُ السينمائيُ الرسومي الخمسون في مسيرة ديزني يستحق هذا التمّيز , ربما لأنه مميزٌ بذاته , و ربما لأن تميزه هذا يبرز بقوة في حقبةٍ سحبت فيها بيكسار و دريم ووركس البساط من تحت قدمي أعرق و أهم صناع الأفلام الرسومية في تاريخ هوليوود , و ربما لأنه يتمكن من كسب الرهان و تقديم خلطة ديزني السحرية المعتادة , السحر و المتعة و المغامرة , التي ترضي النقاد و تمتع المشاهدين , و هو أمرٌ إفتقدته ديزني لفترةٍ من الزمن .

القصة مقتبسة عن عملٍ أدبيٍ شهيرٍ و رائج للأخوين غريم حمل إسم رابونزيل على مدى سنوات , و أرادت ديزني إحياءه من جديد على طريقتها المعتادة التي تضمنت هذه المرة تغيير إسمه أيضاً , رابونزيل الفتاة المحتجزة طوال عمرها مع شعرها الذهبي الطويل في برجٍ صخري تديره عجوزٌ شمطاء إستغلت على مدى سنوات الخصائص السحرية التي يتمتع بها شعر رابونزيل كي تكتسب من خلاله الشباب الدائم , مخفيةً عن الطفلة التي أصبحت شابةً الآن حقيقة كونها الأميرة الضائعة لملك المملكة , لكن دوام الحال من المحال , الأقدار تسوق إلى رابونزيل لصاً جذاباً يدعى فلين رايدر يتغير بمقدمه كل شيء .

أهم ما في هذا الفيلم هو ما قد يبدو إدراكاً متأخراً من صّناع السينما في ديزني للقفزة التي وصلتها صناعة الأفلام الرسومية اليوم , هذا الفيلم يرفض النظرية البديهية التي دُفعت ديزني لتبنيها في خمسة أعمالٍ متتالية من خلال إضفاء بعض العصرنة و فتح الباب أمام نوعٍ جديدٍ من القصص لم يسبق أن قدمته ديزني من قبل كنوعٍ من مجاراة التطور الذي حدث , أمرٌ شاهدناه في Bolt و Chicken Little على سبيل المثال , و في الوقت ذاته يقفز على محاولة الإرتداد إلى القديم و البحث عن سر التميز الأساسي الذي صنع مجد ديزني في السابق من خلال العودة و سرد قصص كلاسيكية و تنفيذها بالطريقة التقليدية ( الرسم اليدوي ) كما حدث العام الماضي في The Princess and The Frog , هذا الفيلم يبدو أذكى أعمالٍ ديزني منذ عقدٍ على الأقل , هو يقف في المكان الصحيح , يمسك العصا من منتصفها , ينحني بولاء و إحترام للقصص الكلاسيكية التي صنعت مجد ديزني في Beauty and the Beast و The Little Mermaid و The Lion King لكن من خلال مواكبة تقنيات الـ CGI و الـ 3-D و إستغلالها في خدمة تلك القصص , فكانت النتيجة العودة إلى السحر الذي لطالما جذبنا في أعمال ديزني , القصة الحالمة و المغامرة اللاهثة و الأداء الصوتي الممتاز و الكثير و الكثير من المتعة .

سحر النص لا يأتي من آلية السرد , فهو لا يقدم شيئاً جديداً هنا , لكن دان فوغلمان يغذي نصه بالكثير من الدعابة التي يضخها بقوة لمحاولة كسر الروتين في شخوص ديزني المعتادين و اللذين لطالما شاهدناهم في أعمالها السابقة : أميرةٌ ساذجةٌ طيبة القلب , عجوز شمطاء , حيوان صغير وفي و مساند , و شابٌ جذابٌ مندفع , مع جوٍ صاخبٍ من الأغاني , و نهايةٍ سعيدةٍ كالعادة , و حقيقةً فإن تكنيك فوغلمان ينجح إلى حدٍ بعيدٍ هنا , و يحافظ بنجاح على القيمة الفنية للنص عن الحلم و مشروعية البحث عنه و السعي إليه و الظفر به و السعادة بتحقيقه , حتى و إن فقد النص توازنه في بعض مراحل العمل , و حتى إن كانت هذه الجرعة من الدعابة و الإبهار و المرح غير كافيةٍ أحياناً لتجاوز بعض الأسئلة الشكسبيرية التي لابد أن يطرحها المرء على نفسه , أسئلةٌ من قبيل : كيف تطور وعي رابونزيل بمنأى كامل عن العالم الخارجي ؟ , و كيف إحتفظت لها العجوز بيوم مولدها كما هو ؟ , و غيرها من الأسئلة التي لا تلبث أن تقفز إلى ذهنك من حينٍ لآخر , لكنك تتصالح معها في الختام إذا كانت لديك الرغبة في أن تفعل ذلك .

و على الرغم من كون هذا الفيلم هو ثاني أكثر الأفلام كلفةً في تاريخ السينما ( وراء Avatar ) , إلا أن إنفاق 260 مليون دولار على إنتاجه لم تكن لأسبابٍ إنتاجيةٍ فعلية بقدر ما تسبب بها التأخير المتكرر الذي تعرض له و فترة الإنتاج التي إمتدت لتصل إلى ست سنواتٍ كاملة , و مع ذلك فإن كل تلك التكاليف و كل ذلك الإبهار ما كان ليهتم به أحد لو أن الفيلم مرّ مرور الكرام كحال أعمال ديزني الأخيرة , لكن هذا لا يحدث , ديزني عادت بكلاسيكيةٍ جميلة , و هذا هو المهم بالنسبة لي .

التقييم من 10 : 8

free counters