•   شخصيات تختبىء وراء إدراكها
  • أريدك أن تصنع فيلماً عن معاناتي
  •  بركات الحضارة
  •  أشياؤه المفقودة
  •  كل الحيوانات تخرج ليلاً
  •  اللحظات المختلسة
  •  الفن والحب والحياة
  •  عن أحياءٍ لم يعودوا يحيون وأمواتٍ لا يموتون أبداً
  •  روسيا بوتن في شتائها الثاني عشر
  • أفكاره ومشهديته تجعله يستحق المشاهدة
  • الإضافة من خلال الحذف

الأربعاء، 2 مارس 2011

أفضل المشاهد السينمائية لعام 2010


كتب : عماد العذري

مجدداً أجد متعةً حقيقيةً في مطاردة المشاهد الأجمل كل عام , و عام 2010 لم يكن مخيباً بهذا الخصوص , كان عاماً مميزاً على صعيد مشاهده , و كثيرةٌ تلك المشاهد التي قدمها هذا العام و أصرت على أن تبقى في الذاكرة طويلاً , و على الرغم من أنني كنت أرغب في أن تشتمل قائمة هذا العام على عشرين فيلماً مختلفاً , إلا أن منطقية التقييم المتعلقة بجودة المشهد بغض النظر عن تنوع الأفلام في القائمة جعلتني أصر على إختيار المشاهد الأفضل بعيداً عن حقيقة إشتمال قائمتي هذه على أكثر من مشهدٍ من فيلمٍ واحد , آملاً أن تنال إعجابكم و رضاكم , أذكركم قبل البدء بأن هذه المشاهد جميعها هي مفاصل مهمة في أفلامها و يفضّل عدم القراءة عنها لمن لم يشاهد أفلامها .

تنويه : لم أشاهد أفلام Another Year و The Illusionist و Uncle Boonmee و Incendies و سيتم تحديث القائمة إذا لزم الأمر بعد مشاهدتها .


أفضل 20 مشهداً سينمائياً لعام 2010


20




مشهد The Deathly Hallows من فيلم Harry Potter and the Deathly Hallows: Part 1

يبدو بأن إدراج مقطعٍ رسوميٍ في فيلمٍ غير رسومي أصبح أمراً أقرب إلى الموضة و تحديداً منذ Kill Bill , و مع ذلك قد يكون من الصعب إنكار أهمية و جمالية المشهد خصوصاً و هو يحكي قصة الأقداس المهلكة التي يحمل الفيلم إسمها , أجمل مافي المشهد أنه لا يستهلك فكرة إدراج مقطع رسومي في فيلمٍ كهذا , بل يوظفها تماماً كما يجب , فتوقيت المشهد و أهميته بالنسبة للحدث و نمط الرسومات ذاتها كلها أمورٌ تخدم جمالية هذا المشهد إلى حدٍ بعيد , علاوةً على أن تقديم المشهد أساساً بهذه الطريقة لا يبدو هنا تحديداً نوعاً من البهارات غير المستساغة فتبدو الصورة المرسومة حلاً مثالياً جداً لهذه القصة المروية , و عندما ينتهي المشهد سيروق لك من حينٍ لآخر مشاهدته و الإستمتاع بها , مجدداً و دائماً .


19




مشهد The Opening Monologue من فيلم True Grit

عادةً هناك قطعةٌ ما من العمل الفني يمكن أن تختزل إلى حدٍ بعيد القيمة الحقيقية للعمل الفني كله , مثل Funny How عند الحديث عن أداء جو باشي في Goodfellas أو You talkin to me عند الحديث عن أداء روبرت دي نيرو في Taxi Driver , بالنسبة للمصور العبقري روجر ديكنز و عمله العظيم في True Grit يمكن أن نعتبر المشهد الإفتتاحي هو هذه القطعة , يمكننا أن نتجاوز حقيقة أن هذه هي الإفتتاحية الأكثر شاعرية في مسيرة الكوينز , يمكننا أن نقفز على فكرة أن العمل كله هو الأكثر كلاسيكية في مسيرتهما , لكننا لا نستطيع إنكار الزخم الفني العظيم الذي أضفاه تواجد العبقري روجر ديكنز وراء الكاميرا في هذا العمل , قمت بإعادة إفتتاحية الفيلم أكثر من مرة منذ شاهدته أول مرة , في كل مرة كنت أندهش مما فعله روجر ديكنز و أصفق و أعجب أكثر و أكثر بمدير تصوير لطالما أبهرني و لطالما تمنيت أن تمنحه الأكاديمية أخيراً ما يستحقه من تكريم , دون شك هذه واحدة من أفضل إفتتاحيات العام .


18




مشهد Baby, why are you all wet من فيلم Shutter Island

بالرغم من وجود عددٍ من المشاكل التي لم أتصالح معها في عمل مارتن سكورسيزي الأخير إلا أنني لا أستطيع أن أنكر بأن هذا المشهد مؤثرٌ فعلاً , و ربما لو كان قد وضع ضمن سيناريو أكثر حنكة , و أحداثٍ أكثر إقناعاً و منطقية لربما كان واحد من أكثر المشاهد إلتصاقاً في الذاكرة , هنا مربط الفرس , نقطة التحول الأكثر عنفاً في حياة تيدي دانييلز مارشال الولايات المتحدة الذي يجد نفسه لاحقاً يواجه مصيراً غامضاً و أحداثاً متلاحقةً غير مفسرة في تلك الجزيرة الغامضة التي أوفد إليها , هنا شعرت فعلاً بأن وراء هذا المشهد شخصٌ لطالما أحببت أعماله إسمه مارتن سكورسيزي , موسيقى الكمان التي تعزف هنا , حركة الكاميرا و مستوى السكون الذي تقترب به من دولوريس , و الإنقلاب الذي نشعر به لأول مرة نحو تقديم شخصيةٍ متزنة في تيدي و شخصيةٍ مختلّة في دولوريس , و عندما يمضي المشهد قدماً نشعر بالرثاء فعلاً , و نشعر بدفعة تعاطفٍ لم نشعر بها بهذه الطريقة طوال أحداث الفيلم , و نشعر على الأقل بجزء من إمكانية إفتراض منطقية ما جرى حتى مع مشاكل السيناريو الواضحة , هذا المشهد أعجبني و أحببته .


17




مشهد There are no Deferrals من فيلم Never Let Me Go

بالنسبة لشخصٍ قرأ رائعة كازو أيشيغيرو الأدبية التي أقتبس عنها هذا العمل قد يكون من الصعب على المرء الإعجاب بمشهدٍ ما بالنظر للفارق الواضح في القيمة و السوية الفنية للعملين , هذا أمرٌ لا ينكره إلا قلة , الرواية التي توجتها التايم الأمريكية كأفضل رواية في العقد الأول من الألفية هي بالفعل أرفع بكثير من أن يختزلها عمل مارك رومانيك هذا , و بالنسبة لي لم أشعر بتلك النبرة العاطفية - المؤثرة بحق في جنبات الرواية - سوى في مشهدين فقط من هذا الفيلم أحدهما للآنسة لوسي ( تؤديها سالي هوكينز ) و هي تشرح للصغار حقيقة الغاية التي ولّدوا من أجلها في آخر حصةٍ دراسيةٍ عاشتها معهم قبل فصلها , و الثاني هو هذا المشهد , و على الرغم من أن هذا المشهد يفقد جزءاً من قيمته الفنية ضمن المنظومة العامة للفيلم و التي كانت أقل فعاليةً من أن تؤثر في المُشاهد كما يجب , إلا أن مشاهدة المشهد بحد ذاتها كانت متعةً بالنسبة لي , خصوصاً و أنني سرعان ما صرت أربط مشاهدتها بالعمل الأدبي مباشرةً , و لا أدري لذلك سبباً , ربما هي ملامح ناتالي ريتشارد المنهكة , أو نبرة صوت تشارلوت رامبلينغ التي تمزج بإمتياز القسوة و الرثاء , أو هو التدرج الرائع المرتسم على وجه أندرو غارفيلد , أو حرقة القلب المترجمة مباشرةً على ملامح الرائعة كاري موليغان , ربما هو مزيجٌ من هذا أو ذاك , المهم أن هذا المشهد جميلُ , و مؤثرُ , و نافذُ في الصميم , و كفى .


16




مشهد I’m Done من فيلم Blue Valentine

من فيلمٍ مشهديٍ جداً يبرز هذا المشهد , يختزل جزءاً كبيراً من ملامح شخصيتيه , يلتقط أهم التفاصيل فيها , و يبرمجها بطريقةٍ واقعيةٍ جداً لتعبّر عنهما , و عن الجنون الذي قاد علاقة الحب الجميلة هذه إلى أن تصل إلى ما وصلت إليه , قرابة 8 دقائق عاصفة نشاهد فيها دين و هو يقتحم المستشفى الذي تعمل فيه زوجته محاولاً الوصول إلى ردمٍ للهوة الكبيرة التي باعدت بينهما خلال الفترة القليلة الماضية , لكننا نشاهد دين كما إعتدناه , بتهوره , و عشوائيته , و غيرته المجنونة , نبهر و نستمتع و نحن نشاهد وجه رايان غوسلينغ المعجون بهذا الموزاييك الغريب من المشاعر و ردود الفعل , و عند لحظةٍ موقتةٍ بذكاءٍ إستثنائي تخبره سيندي بأن الأمور إنتهت بالنسبة لها و أن طريق العودة قد سد , و فوق ذلك تأتي التفاصيل الجميلة المتناثرة في المشهد و الميزان المدهش لردود الفعل الحقيقية جداً بين الطرفين في هذه اللحظة التي تقدم واحدة من أفضل المواجهات الأدائية التي قدمها عام 2010 .


15




مشهد Car Crazy من فيلم Let Me In

هو المشهد الوحيد المبتدع بالكامل في الفيلم الجديد المقتبس عن الأصل السويدي الذي سلب الألباب عند إطلاقه قبل عامين , المشهد الأصل للعملية التي تؤدي إلى نهاية ( الأب ) كان يجري ليلاً في مدرسة , العملية الأخيرة في الفيلم الجديد تجري في سيارةٍ توقف صاحبها لشراء بعض الحاجيات من السوبرماركت تاركاً صديقاً له في السيارة دون أن يعلم أن رجلاً غريباً كان يجلس في المقعد الخلفي , المشهد ينفذه مات ريفز بطريقةٍ معمولة , يخنقه من خلال الكاميرا الثابتة الموضوعة على الزجاج الخلفي للسيارة من الداخل , و يوزع بعض اللقطات القريبة الخانقة أيضاً على شخصيتيه , تاركاً العملية المجنونة تسير على غير هدى وصولاً إلى لقطة الإنهيار و الدمار المنفذة بذات الطريقة الخانقة و الجميلة جداً التي طبعت هذا المشهد , أحببت سينما مات ريفز في هذ الفيلم .


14




مشهد Fighting for Self-Respect من فيلم Scott Pilgrim vs. The World

بين كل مشاهد القتال الرائعة في هذا الفيلم المجنون يبقى مشهد القتال الختامي هو الأكثر إلتصاقاً بالذاكرة , ربما لكونه يبدو صورةً ختامية لعلاقات الحب المتعددة في العمل , أو ربما لكونه يمثل المعركة الأخيرة لسكوت بيلغريم , أو لكونه الأكثر متعةً و جاذبية بين جميع مشاهد القتال الممتعة و الجذابة فعلاً في هذا الفيلم , مهما كان السبب أحببت هذا المشهد كثيراً , أجمل مافيه بالطبع هي تفاصيله , اللعب على جزئيات العلاقة العاطفية بما يتناسب و هذا القالب الفريد من نوعه الذي وضعت فيه , محاولة تفسير سلوكيات سكوت بيلغريم و يقظته العاطفية و إحساسه بالمسئولية تجاه نفسه أولاً قبل أن يشعر بالمسئولية تجاه ريمونا أو نايفز , و محاولة قولبة هذا التفسير ضمن هذه الصورة الجميلة و الممتعة و المثيرة التي قدمها واحد من أفضل أفلام العام و أكثرها إهتماماً بالتفاصيل .


13




مشهد Newstead Meeting من فيلم Splice

عشاق رعب الخيال العلمي سيحبون هذا الفيلم , ليس لأنه يعيد إحياء الصنف فحسب بعد سنواتٍ من الجمود كادت أن تقوده للإنقراض , و إنما لعلاقته الحميمية بالسينما , خصوصاً بسينما أحد أشهر أساطين رعب الخيال العلمي الكندي ديفيد كرونينبيرغ , دون أن نغفل سينما ريدلي سكوت أو برايان دي بالما , في هذا المشهد يلخص فيتشنزو ناتالي جزءاً من عمق العمل حول النتائج الغير متوقعة للعلم التجريبي , و في هذا المشهد يبدو كما لو أن برايان دي بالما قام بإخراج مقطوعته الوحيدة في الفيلم , روح دي بالما تُقتبس تماماً في هذا المشهد , نوعية اللقطات , طريقة القطع , الإضاءة الجانبية , العنف الإنفجاري , الشرر الكهربائي , و الدم , هذا المشهد يحيي برايان دي بالما على طريقته الخاصة , و يجعل من الصعب على مُشاهده مراوغة كاري على المسرح في حفلة تخرجها , شخصياً لم أستطع فعل ذلك .


12




مشهد The Hit Girl Show من فيلم Kick-Ass

قد يكون أفضل مشاهد الأكشن التي قدمها عام 2010 , على الرغم من أن صفةً كهذه قد تنسب إلى فيلمٍ من أفلام نجوم الأكشن المعروفين في هوليوود , إلا أن هذا المشهد تصنعه فتاةٌ صغيرة موهوبةٌ جداً تدعى كلوي موريتز و مخرجٌ واعدٌ ينبيء بالكثير إسمه ماثيو فون , في ذروة الفيلم يقتل والد ميندي فتقرر إبنة الثالثة عشرة تدمير إمبراطورية الفساد التي يتزعمها فرانك داميكو , بعيداً عن الحبكة ماثيو فون يصنع المشهد بحيوية حقيقية , و بأكشن إندفاعي ممتازٍ و مثيرٍ , و في الوقت ذاته وفيٍ لمذاق العمل المستند إلى عمل الكوميكس الشهير , و فوق ذلك تأتي كلوي موريتز , أفضل موهبة قدمها عام 2010 من خلال فيلمي Kick-Ass و Let Me In , و التي لا تلبث أن تسرق العرض في الثلث الأخير من الفيلم بملامحها الطفولية التي لا تتناسب بأي حالٍ من الأحوال مع ملامح سوبر هيرو يواجه أشرار المدينة , فورة أكشن ممتازة و ممتعة فعلاً في هذا المشهد .


11




مشهد It’s Raining من فيلم The Social Network

هذا مشهدٌ مهم , و واحدٌ من المشاهد القليلة التي أستمتع بمشاهدتها في حالات الملل , مارك زوكيربيرغ يجلس أمام لجنة الإستماع بوجود محاميه , يشعر ربما بنوعٍ من الملل من كل ذلك الهراء الذي أصم أذنيه خلال تلك الفترة من حياته , أشخاص يدّعون الحق في ملكية الموقع الذي غير خارطة و قوانين العالم Facebook , أشخاص يجسدون المبدأ الإنساني و الغريزة البشرية المعروفة ( النصر له ألف أب ) , فيسبوك إنتصر , أصبح ملء السمع و البصر , و مارك زوكيربيرغ الذي نجح آرون سوركين في صناعته بعبقرية على الشاشة يمكن أن يتقبل الكثير من الأمور إلا إهانة عبقريته و منازعتها في إنجازها , عبقريته التي أصر سوركين على جعل الرجل يحترمها و يقدرها و يكرّمها و يفعل المستحيل من أجل إشعارها بقيمتها , هنا ينفجر زوكيربيرغ و يخرج عن طوره عندما يخبر محامي الأخوين وينكلفوس بأنه لا يمنحه إلا جزءاً يسيراً من إهتمامه الذي ترك بقيّته هناك في مكاتب فيسبوك حيث يعمل هو و أشخاصٌ آخرون على إبتداعٍ ما يعجز موكلوه الثلاثة عن مجرد التفكير به , لحظة ممتازة في نصها و إخراجها و تصويرها و مونتاجها و موسيقاها و أداء إيزنبيرغ فيها .


10




مشهد La Pensione من فيلم Certified Copy

أحياناً يلام المرء على حب كياروستامي , في أفلام المخرج الإيراني الكبير هناك حاجزٌ هش بين الإعجاب و الإستياء , بين أن تحب العمل و أن لا تحبه , و عندما يتعلق المرء بتفاصيل كياروستامي تتحول لديه إلى ما جزءٍ من ذاكرته لا يلبث أن يتنامى و يكبر و يشعل الحنين تجاهه من حينٍ لآخر , مشهدية كياروستامي في الواقع فريدةٌ من نوعها , مشهدية غير مبتورة , مختلفة تماماً عن فن صناعة تلك النوعية من المشاهد المقدّرة بحد ذاتها , مشاهد كياروستامي لا يمكن غالباً أن تقدّر بحد ذاتها , و كي تقدّرها عليك أن تشاهد العمل كله , تشعر بكل الأحاسيس التي تتجاذب شخصياته , تعيش معها , و تتوحد معها أحياناً كي تشعر بقيمتها , و بدون ذلك تبقى مجرد لوحاتٍ سينمائيةٍ مرصوفةٍ إلى جوار بعضها البعض , فيلم كياروستامي الأخير هو مجموعةٌ محدودةٌ من اللوحات ( بالتحديد 11 لوحةً فقط ) جميعها تمتلك سحر كياروستامي الذي لا تدري له سبباً , لوحته قبل الأخيرة لبطلي الفيلم يجلسان على درج الفندق الصغير الذي زاراه قبل 15 عاماً لم أملك أمامها إلا أن أحبها , و أعيدها من حينٍ لآخر , و أقدرها بحق , لا أملك لذلك سبباً , و لا يمكن أن تلومونني على ذلك !


9




مشهد Metamorphosis من فيلم Black Swan

ما يفعله دارين أرونوفسكي على خشبة المسرح في عرض بحيرة البجع في هذا الفيلم يبدو نوعاً من الطاقة الوهمية الإيجابية التي تجعل المرء يتغاضى – و لو مؤقتاً - عن بعض نقاط الضعف التي لمسها في النص خصوصاً في بدايات الفيلم , و يندمج و ينبهر و يصفق في ختامه , إستهلك هذا المشهد جزءاً مهماً من لوحات المؤثرات الخاصة الموجودة في الفيلم , و وراء الكاميرا يبدو للمرء فعلاً بأن العمل على مشهد رقصة التحول من البجعة البيضاء إلى السوداء نحو الوصول إلى الكمال كان مضنياً بحق , لكن نتيجته بالمقابل كانت ساحرةً و مثاليةً إلى درجةٍ لا يمكن الإلتفاف عليها أو تجاهلها حتى لو تشكّلت لديك ردة فعلٍ سلبية تجاه الفيلم كله , هذا المشهد سيتذكره الناس طويلاً لأنه بهجةٌ سينمائيةٌ حقيقية في واحدةٍ من أكثر لحظات العام بريقاً و ألقاً .


8




مشهد What do I care من فيلم Blue Valentine

هنا واحدٌ من قلةٍ من مشاهد 2010 صفقت مباشرةً بعد إنتهاءه , لا أدري كيف كتب هذا المشهد , و لا أدري مالذي كان يخطر ببال ديريك سينافرانس كي يقدم هذا الصدق في ردود الفعل إستناداً للتركيبة التي بنى شخصيتيه وفقاً لها , و لا أدري في أي مزاجٍ كان رايان غوسلينغ و ميشيل ويليامز كي يجسدا ذلك الصدق بشكلٍ حقيقيٍ و ملموسٍ فعلاً , لا أدري , لكنني متأكدٌ فقط من شيءٍ واحد : أنني أعدته أكثر من مرة و إستمتعت في كل مرة و كأنها المرة الأولى , تجسيد ذكي جداً لعقدة الماضي يرسمه سيانفرانس في هذين الزوجين اللذين أحبا بعضهما في يومٍ من الأيام قبل أن تلبث مشاكل الحياة أن تطغى على روحيهما و تلبّد عليها صفوها , تلتقي سيندي بعشيقها السابق بوبي أونتاريو في متجرٍ للكحول , في السيارة تخبر زوجها دين بما حدث , و هناك في السيارة يمكن للمرء أن يشاهد المشهد و يمعن في تأمله لأنه بالفعل يستحق المشاهدة و أشك في أنني سأتمكن من وصفه كما يجب .


7




مشهد Confession من فيلم Get Low

أعتقد بأن ما فعله روبرت دوفال في هذا المشهد لم يكن مقدراً بالشكل الكافي , روبرت دوفال يستجمع كل خبرة السنين التي إكتسبها واحدٌ من أعظم المحاربين في تاريخ هوليوود ليجسد صورةً للرجل الزاهد الذي رفض كل شيء , و إبتعد عن بلدته لأربعة عقودٍ كاملة , دون أهلٍ , أو ولدٍ , أو أصدقاء , و دون تفسير , إبتعد لغايةٍ في نفسه , إحتفظ بها أربعين عاماً , و قرر الآن البحث عمن يقيم له جنازةً مشهودة كي يبوح لهم بالسر الذي كان وراء ذلك كله , في مشهد الإعتراف يثيرني دوفال في قدرته المدهشة ترويض كل تلك العاطفة التي حملها تجاه من يحب , كل الرغبة بالتكفير , و كل الإنكسار الذي يحمله مجرد التفكير في الحديث عن الأمر وصب كل ذلك ضمن قالب الملامح الفجة و الجامدة و المجنونة التي إمتلكها فيليكس بوش على مدى كل تلك السنوات , قلّة تلك المشاهد في قائمتى هذه التي تقوم جماليتها على عبقرية الأداء المرسوم فيها , و هذا بالتأكيد واحدٌ من أفضلها هذا العام .


6




مشهد The Amputation من فيلم 127 Hours

مثل بعضٍ من الأدوات المستخدمة في عمليةٍ جراحيةٍ كهذه يبدو هذا المشهد Disposable أو ( للإستعمال مرةً واحدةً فقط !! ) , واحدٌ من أهم مشاهد العام , و أكثرها حقيقيةً , و أكثرها إثارةً للجدل أيضاً , خصوصاً عقب التوصيات التي صدرت من مجموعةٍ من الجمعيات الطبية التي نصحت ضعاف القلوب و مرضى إرتفاع الضغط و المرضى القلبيين بتجنب مشاهدة الفيلم بسببه , أمرٌ مشابه إلى حدٍ بعيد لما حدث قبل ستة أعوام مع فيلم ميل غيبسون The Passion of The Christ الذي أثار الضجة ذاتها بسبب عنف مشهد تعذيب المسيح الذي قدّمه , و مع ذلك لا يمكن للمرء أن يتجاهل حجم القسوة و دفعة الأدرينالين التي ضخها داني بويل بعنفٍ فيه إمعاناً في جعلنا نعيش حالة الرعب ذاتها التي عاشها آرون رالستون في محنته العصيبة تلك على مدى أكثر من خمسة أيام , و لأن الرجل كان فظاً في حصرنا في تلك الفجوة الضيقة كشركاء لرالستون فيما يحدث له , لم يكن من اللائق ألا يكون مشهد الخلاص فظاً وقاسياً كما كان في الواقع , و لا أبالغ إذا ما قلت بأنني إسترحت لدقائق بعد مشاهدته , قبل أن أقرر متابعة الفيلم , و في ختامه عندما يرتد رالستون إلى الوراء ليرى نتيجة ما فعل تبدو هذه واحدةً من أقسى لحظات الخلاص في تاريخ السينما كله .


5




مشهد The War Speech من فيلم The King’s Speech

على الرغم من أن نوعية مشاهد كهذه تبدو مستهلكةً و تقليديةً بالنسبة لي , إلا أن هذا المشهد في نتيجته لا يبدو كذلك , و صدقوني لا أرى لذلك سبباً واضحاً , شاهدته أكثر من مرة , و إستمتعت في كل مرة , ربما لأن توم هوبر ينسج على مدى ساعتي العرض نوعاً من الكوميديا المنسلة لم نعهدها بهذه العظمة منذ زمن , و ربما لأن سر القوة الحقيقية في إخراج توم هوبر يمكن أن نختزلها في قدرته على خلق الحالة التي تعيشها شخصيتاه الرئيسيتان بمثل تلك الصورة التي شاهدناها , و القدرة على تجسيد حالة الرهبة التي تعيشها جميع شخصيات العمل بالنظر إلى أهمية هذه اللحظة بالنسبة لهم , فيما يبدو تمكناً من إدارة تحولات السيناريو في إتجاه جعل هذا الخطاب أمراً مهماً ليس للملك فحسب أو لعائلته أو لليونيل لوغ , و لكن بالنسبة أيضاً للشعب البريطاني الذي ينتظر رجلاً يقوده في حرب هتلر المجنونة على أوروبا , و حقيقةً فإن هذه الحالة تخلق تماماً و تصل إلى الجمهور بحذافيرها , و بدعمٍ ممتاز من الكيمياء رفيعة المستوى التي تجمع كولن فيرث و جيفري راش نحصل في الختام على مشهدٍ من تلك النوعية التي تعشش في الذاكرة طويلاً .


4




مشهد The Break-Up من فيلم The Social Network

بالرغم من تلك الأحداث الصاخبة و المثيرة للضحك التي قضيتها تلك الليلة مع أحد أصدقائي , و على الرغم محاولتنا الجاهدة اللحاق بموعد السينما و الوصول إلى أماكن جلوسنا في لحظة الصفر تماماً , إلا أن هذا المشهد الإفتتاحي أجبرني فجأةً على تناسي كل ما عشته خلال 18 ساعة مضت و الصمت , حاولت فقط أن أحاول إستيعاب ما يجري في إفتتاحية أكثر أفلام العام مديحاً , و إنبهرت , و ما زلت أنبهر من جمال ما حققه آرون سوركين و ديفيد فينشر فيه , القدرة على صناعة خلفية عميقة جداً لمنبع العالم الإفتراضي ( الذي أصبح فيسبوك عملاقه الأول لاحقاً ) من خلال رسم صورة الإنبهار و الإنجذاب الذي إستحوذ و يستحوذ على شباب الألفية نحو حرارة التواصل و التعارف و الإنفتاح المشروع على خصوصيات العالم , أمور تجسدت في ( النوادي ) و حوار ( النوادي ) الذي يدور بين مارك و إيريكا في هذا المشهد , و نرى أبعاده أعمق بكثير عندما نرى كيف جسد مارك كل تلك الرغبات في فيسبوك , و فوق ذلك رسمِ صورةٍ تمهيديةٍ كافيةٍ و واضحة لشخصية مارك زوكيربيرغ , المنعزل , العبقري , الطموح , المعتد بنفسه , و ربما الأحمق أيضاً , برأيي هذه أفضل إفتتاحية لفيلم قدمها عام 2010 .


3




مشهد The Good-Morning Show من فيلم 127 Hours

من الصعب ربما صناعة مشهدية حقيقية في فيلمٍ يقوم ببطولته شخصٌ واحد يظهر بمفرده لقرابة 90 بالمائة من مدة عرض الفيلم , لكن داني بويل يفعل ذلك بإمتياز , مشهد البتر قد يكون مشهداً للذاكرة , لكنه ليس من نوعية المشاهد التي سيصرُّ المشاهد على إستذكارها كلما أحس بحنينٍ من أي نوع تجاه هذا الفيلم أو أي فيلم , مشهد البرنامج التلفزيوني الصباحي هو من سيلبي هذه الحاجة , شاهدته أكثر من 10 مرات منذ شاهدت الفيلم أول مرة , توليفة المرح و الإهتمام و الشعور بالرثاء و الحسرة التي يصنعها الرجل في المشهد تثير الإعجاب حقاً , آرون رالستون المغامر المحتجز رهن صخرةٍ ساقطةٍ إعتقلت ذراعه اليمنى يوجه حديثه لكاميرا الفيديو التي شاركته تلك المحنة , يتحدث إليها فيما يشبه برنامجاً حوارياً موجهاً من خلاله إعتذاره لوالديه , و أسفه لطيشه المتكرر , و لثقته المفرطة بنفسه و التي دفعته لمغادرة منزله متناسياً شرط السلامة الأول في ترك رسالةٍ عن مكان وجوده , مشهدٌ صنع منه الرائع جيمس فرانكو واحداً من أجمل لحظات 2010 و أكثرها مديحاً و إحتفاءاً و خلوداً في الذاكرة .


2




مشهد Zero-Gravity من فيلم Inception

برأيي الشخصي : هذه مقطوعةٌ سينمائيةٌ من كوكبٍ آخر , و أحد أهم و أخلد مشاهد العام دون شك , دعك من الصورة المبهرة لما يجري هنا , دعك من دفعة الإثارة الرهيبة التي تنطلق فيه و تجعل المشاهدين يجلسون على أطراف مقاعدهم , عبقرية كريستوفر نولان تبدو هنا أبعد من ذلك , قدرته التي أثارتني على الفصل بوضوحٍ عجيب بين المستويات الأربعة للمشهد/ الحلم , من خلال إستغلاله الممتاز للإخراج الفني و المؤثرات البصرية من الطراز الأول و التي وظفها كريستوفر نولان بواقعيةٍ أفضل من خلال لجوءه للمدرسة القديمة في المؤثرات و عدم إعتماده على تقنيات الـCGI , الأمر الذي جعل المشهد أكثر حقيقيةً و إلتصاقاً في الذاكرة و كسراً لجمود أفلام الأكشن و الخيال العلمي التي أسرفت كثيراً في إستخدام تقنيات الـ CGI خلال السنوات القليلة الماضية , و لا أخفيكم بأنني حاولت كثيراً تجميد عاطفتي تجاه المشهد منذ قمت بإعادة الفيلم أول مرة منذ أشهر , لكنني عندما قمت بإعادة جميع المشاهد التي رشحتها لهذه القائمة وجدت نفسي مبهوراً مجدداً بهذه المقطوعة التي أراها عظيمةً فعلاً , و أعتقد بأنها ستعيش طويلاً في الذاكرة .


1




مشهد Andy’s Farewell من فيلم Toy Story 3

أفخر مشاهد العام من وجهة نظري , تتذكرون المشهد الذي يفجع فيه مايكل كورليوني بمقتل إبنته على درج الأوبرا في ختام الجزء الثالث من ثلاثية The Godfather , قد يكون مشهداً مؤثراً بالنسبة للبعض , جميلاً و سينمائياً بالنسبة لآخرين , لكنه في الواقع أكبر من ذلك بكثير , أنت لست بحاجةٍ فقط لتشاهد الثلاثية من أجل تقديره , بل أنت بحاجةٍ لأن تعيش الثلاثية كلها على مدى 18 عاماً لكي تبلغ قيمته الحقيقية , مشهد الوداع في الفصل الأخير من رائعة بيكسار الجديدة Toy Story 3 يملك قيمةً مماثلة , أولئك الذين عاشوا إنطلاقة بيكسار في فيلمها الروائي الطويل الأول , و بلوغها الذروة في جزءٍ ثانٍ منه , أولئك الذين عاشوا نجاحاتها الإحدى عشرة , أوسكاراتها الخمسة , بريقها , ألمعيتها , ريادتها في مجالها , و ملياراتها الستة التي فرضتها واحدةً من أنجح منتجي الافلام على الإطلاق , أولئك فقط سيشعرون بهذا المشهد أكثر بكثير من أولئك الذين سيعتبرونه مشهداً جميلاً و مؤثراً , على مدى 15 عاماً عشنا علاقة العشق التي عاشتها و تعيشها ألعاب آندي بالولد الذي إختارها و إصطفاها لنفسه , سنوات شاهدنا فيها الرائعتين السابقتين مراراً و تكراراً بكل الحنين و الحميمية و الإعجاب , آندي الآن كبر , و أصبح في طريقه إلى جامعته , و عليه أن يتخلى الآن عن رفاق الطفولة , جزء من العزاء أنه سيبحث عمن يقدرها و يحسن الإعتناء بها , و عندما يعتقد بأنه فعل يذهب بها ليوصلها إلى مسكنها الجديد , و هناك يصنع لي أونكريتش واحداً من أكثر المشاهد التي شاهدتها في حياتي حنيناً و شجناً و تأثيراً , يحيي آندي الرفاق , و ينظر في عيني وودي , لعبته المفضل , يجلس معها , يتأملها في أسى , و يلعب بها مرةً أخرى .. أخيرة .. يلقي نظرة الوداع عليها .. و يمضي .. تاركاً إياها تستمر في مهمتها التي صنعت لأجلها : رسم إبتسامةٍ على محيا طفلٍ صغير .. ختامٌ عظيم , لخاتمةٍ عظيمة .


free counters