Sometimes I think we're alone in the universe, and sometimes I think
we're not. In either case the idea is quite staggering
Arthur C. Clarke
يعرف معهد الفيلم الأمريكي فيلم الخيال العلمي بالفيلم الذي يزاوج الفرضيات التقنية و العلمية مع الرؤية البصرية .
و سواءً كان صحناً طائراً يقطع الفضاء أو مدينةً مضيئةً في كوكبٍ بعيد , في جوهر أفلام الخيال العلمي هناك دائماً سؤالٌ مستفز ( ماذا لو ؟ ) , يقدم فيلم الخيال العلمي قصصاً و حالاتٍ تلامس آمالنا الأكثر تفاؤلاً و مخاوفنا الأكثر سواداً حول ما قد يمكن أن يكون - في يومٍ من الأيام - حقيقةً واقعة .
أفضل 10 أفلام خيال علمي وفقاً لتصنيف معهد الفيلم الأمريكي (يونيو 2008)
10
Back to The Future 1985
بطولة : مايكل جي فوكس , كريستوفر لويد
إخراج : روبرت زيميكس
على الرغم من أن هذه الثلاثية تشكل واحدة من المتع السينمائية الحقيقية في سينما الثمانينيات , إلا أنني لم أستستغ تماماً وجود هذا الفيلم ضمن نخبة أعمال الخيال العلمي , ربما بسبب إفتقاره للإشباع البصري المعتاد في أفلام الخيال العلمي ( فقط 32 لقطة مؤثرات خاصة في الفيلم كله ) , أو ربما بسبب كونه يقدم محورية الخيال العلمي الموجود فيه بصورة مغايرة لجميع الأفلام الأخرى في هذه القائمة , صورة بمسحةٍ كوميدية , و مع ذلك يبدو هذا من منظور آخر شيئاً مميزاً له , الفيلم الذي وقف وراءه روبرت زيميكس و ستيفن سبيلبيرغ يحكي قصة مارتي ماكفلاي المراهق الذي يعيش حياةً متوترة بسبب علاقته السيئة مع مدير مدرسته , و العلاقة المتوترة بين والده و والدته , بهجته الوحيدة في الحياة هي علاقته مع العالم غريب الأطوار دوك براون الذي يعمل حالياً على آلة الزمن التي يجربها مارتي ذات يوم فيجد نفسه في الخمسينيات شاهداً على علاقة الحب المتأزمة التي نشأت بين والديه المراهقين و يجد نفسه مسئولاً عن إعادة العلاقة إلى مجراها خوفاً من أن يزال من الوجود في الثمانينيات !! , فيلم ممتع يغوص في التساؤل الحقيقي و الأساسي لأفلام الخيال العلمي ( ماذا لو ؟ ) من خلال واحدٍ من التساؤلات الخصبة للغاية ( على غرار تساؤل It’s a Wonderful Life الشهير ) , و يشبع إجابتها كثيراً لدى مشاهده الذي يروقه جداً ما يشاهده , كان أنجح فيلمٍ في عام 1985 , و أحد أنجح أفلام العقد في شباك التذاكر , قدم روبرت زيميكس بقوة للجمهور , و أطلق شهرة مايكل جي فوكس الذي وجد طريقه بعد ذلك في السلاسل التلفيزيونية , أتبع الفيلم بجزئين آخرين عامي 1989 و 1990 , و نال المرتبة السابعة في إستفتاء القناة الرابعة البريطانية حول أعظم الأفلام العائلية عبر العصور , و صنفه موقع IGN الترفيهي الشهير ( مع الفيلمين اللاحقين ) في المرتبة السابعة لأعظم 25 سلسلة سينمائية على الإطلاق ..
9
Invasion Of The Body Snatchers 1956
إخراج : دون سيغل
واحدة من أشهر كلاسيكيات الخمسينيات , و أحد أعظم ما خلفه للسينما المعلم دون سيغل , فيلم إستمد شهرته الحقيقية من الإستعارة الواضحة التي قدمها عن حملة المكارثية المسعورة في الخمسينيات , رغم أنه بقي في جوهره فيلم ترقبٍ و إثارة رفيع المستوى في أجواءٍ من الخيال العلمي , مايلز بينل طبيب في سانتا ميرا بولاية كاليفورنيا , يتابع حوادث متكررة مؤخراً عن أناس ينكرون على بعض المحيطين بهم برودهم و جفائهم العاطفي و أفعالهم الغريبة و تصرفاتهم غير المفسرة , قبل أن يكتشف من خلال أبحاثه في البلدة الحقيقة الصادمة : مخلوقات فضائية إستوطنت البلدة قادمةً من كوكب بعيد حاملةً معها قدرةً على التأقلم مع أي جسدٍ تحتله , تستولي على الأجساد أثناء نومها ثم لا تلبث أن تدمرها و تنتقل إلى مضيفٍ جديد بهدف القضاء على سكان الكوكب و فرض سيطرتها عليه , قبل أن يصاب من نجا منهم بجنون إرتياب ساحق لجهلهم الذي يستحوذ عليهم : من منا لا يزال إنساناً ؟! , فيلم عظيم عن ثنائية الحليف و العدو , على خلاف سائر أفلام الرعب التي تستلهم الخيال العلمي كمحورٍ لرعبها في تلك الحقبة تجنب هذا الفيلم التركيز على أبعاد الخيال العلمي و المؤثرات الخاصة بحد ذاتها ( أنفق 15 ألف دولار فقط على المؤثرات الخاصة ) , و فضَل صنع نغمةً متوترة و قلقة أثبتت فعاليتها بشدة لدى الجمهور , و رسخت دون سيغل كواحد من معلمي السينما الحقيقيين , الفيلم تمت إعادة تقديمه على يد فيليب كوفمان عام 1978 ثم على يد أبيل فيرارا عام 1993 و ظهر تأثيره الواضح بقوة على أعمالٍ أخرى مثل The Stepford Wives و X-Men , هنا كلاسيكية سينمائية حقيقية .
Terminator 2: Judgement Day 1991
إخراج : جيمس كاميرون
هذا الفيلم يبدو مخالفاً لعادة معهد الفيلم الأمريكي في تكريم الأجزاء الأولى غالباً من السلاسل التي تحمل العظمة ذاتها , المعهد إكتفى بترشيح هذا الفيلم وحده و منحه هذه المرتبة في قائمة أفضل أفلام الخيال العلمي , و هو يستحقها برأيي , لو كان لي أن أكرم أفضل مغامر في تاريخ هوليوود فدون شك سأكرم جيمس كاميرون , و لو خمنت إسم الشخص الذي سيحطم حاجز الـ 300 مليون دولار لكلفة فيلمٍ ما , فسأتوقع أن يكون جيمس كاميرون , الرجل الذي كسر حاجز المئتي مليون دولار لأول مرة في Titanic عام 1997 , كان قبلها بستة أعوام قد كسر حاجز المئة مليون دولار لأول مرة في رائعته هذه التي إستهلكت 300 كيلومتر من الأشرطة السينمائية لتصويرها , إستكمال للعمل العظيم الذي أطلق شهرته مع نجمه آرنولد شوارزنيغر قبل سبعة أعوام , أحداث الفيلم تدور في أواخر التسعينيات , سارة كونور الأم العزباء للمراهق المتمرد جون كونور تعلم جيداً أي رجلٍ سيصبح ولدها في المستقبل , تحذير والده الذي أرسل من المستقبل لإنقاذها في الجزء الأول أوصل لها الرسالة عن أسطورة مقاومة الروبوتات في المستقبل جون كونور , لكن هوسها بحقيقة ما سيؤول إليه العالم حوّلها إلى شخصٍ مجنون بالنسبة للمحيطين بها و أرسلها إلى الإصلاحية , و أخضع إبنها لنظام الرعاية الإجتماعية , المراهق المتمرد أصبح هدفاً الآن لروبوت مستقبلي متطور يدعى T-1000 سيبذل كل جهوده لقتل عدوه المستقبلي , بينما روبوت قديم يدعى T-800 ( برمجه جون كونور في المستقبل و أرسله إلى الماضي ) سيقف عثرةً في وجه ذلك , ترسيخ لصورة آرنولد شوارزنيغر بملامحه القاسية و نظرته النارية التي حفظها جيلٌ بأكمله و أصبحت جملة Hasta la vista, baby التي ينطقها شوارزنيغر واحدةً من أشهر الجمل السينمائية في التسعينيات , مؤثرات بصرية رائدة بكل مافي الكلمة من معنى أغنت بعد الخيال العلمي الذي يقدمه الفيلم لدرجةٍ دفعت مختبرات التجارب النووية الإتحادية في الولايات المتحدة لإعتبار مشهد كابوس سارة كونور حول الفناء النووي ( التصوير الأكثر دقة للتدمير النووي في الأفلام السينمائية ) , رشح لست جوائز أوسكار فاز بأربعٍ منها , هذه ملحمة أكشن في أجواء من الخيال العلمي نادرة المثيل فعلاً حتى بعد 18 عاماً على ظهورها .
Alien 1979
إخراج : ريدلي سكوت
واحد من أعظم أفلام رعب الخيال العلمي على الإطلاق , و من أكثرها ثوريةً و ريادة , في أكثر عقود الرعب ثورية و ريادة , في الطريق إلى الأرض عقب مهمةٍ ناجحة يستيقظ طاقم مركبة الفضاء نوسترومو على صوت إنذار كومبيوتر المركبة الذي إلتقط إشارة من أحد الكواكب القريبة , و بهبوطهم عليه , يكتشف الكابتن دالاس حقلاً مريباً مملوءاً ببيوض غريبة , سرعان ما يخرج كائن غريب من إحداها ليهاجم و يلتصق بوجه أحد أعضاء الطاقم و يدعى كين , الأمر الذي يضطر القائد العلمي للمركبة آش لإعادة الرجل إلى المركبة وسط تحذيرات و أعتراضات من رائدة الفضاء ريبلي , لاحقاً يستيقظ الطاقم على إختفاء الكائن الغريب الملتصق بوجه كين , ويبدأون رحلةً عسيرة من أجل العثور عليه , قبل أن يتحول الوضع لكابوس حقيقي من جنون الإرتياب و رهاب الأماكن المغلقة و رعب المجهول , أطلق هذا الفيلم شهرة المخرج البريطاني ريدلي سكوت و نجمته سيغورني ويفر , و تضمن في جنباته مجموعةً من أخلد المشاهد في تاريخ هوليوود كمشهد رأس آش المتكلم , أو مشهد توجيه دالاس أثناء مطاردته للكائن في الدهاليز السفلية للمركبة , أو مشهد المواجهة الختامية بين ريبلي و الكائن , يقودها جميعاً مشهد تفجير صدر كين الذي صور بأربع كاميرات و من اللقطة الأولى و دون معرفة مسبقة من قبل طاقم الممثلين بما سيدور في المشهد ( بإستثناء جون هيرت الذي لعب دور كين ) , وهو المشهد الذي وضعته مجلة Bravo في المرتبة الثانية في قائمتها المئوية لأكثر المشاهد السينمائية إثارةً للرعب عبر العصور , تحفة سينمائية حقيقية , برأيي الشخصي هذا هو أفضل أفلام رعب الخيال العلمي على الإطلاق , و ضعته مجلة Entertainment Weekly في المرتبة الثالثة لأعظم أفلام الرعب عبر العصور , بينما وضعه معهد الفيلم الأمريكي ( في تصنيفٍ سابق ) في المرتبة السادسة لأفضل 100 إثارة سينمائية في تاريخ هوليوود .
Blade Runner 1982
إخراج : ريدلي سكوت
فيلم الخيال العلمي المفضل لدي بين كل ما شاهدت في هذا الصنف , أحياناً أتساءل لماذا تخلى ريدلي سكوت عن أفلام الخيال العلمي على مدى ربع قرنٍ لاحقة , هل شعر الرجل بأنه إكتفى عندما قدم خلال 3 أعوام إثنين من أعظم إنجازات الصنف ؟ , وجهة نظر ربما تبدو منطقية , هذا الفيلم هو مثال حقيقي مكتمل عن الفيلم الذي لم يقدر في زمانه , وكان سابقاً لعصره , قبل أن يتكفل الزمن وحده بإعادة الإعتبار إليه , المزيج الأكثر فرادةً و تميزاً للخيال العلمي مع طقوس أفلام النوار , لا يجاريه في ذلك أي فيلمٍ آخر , الرؤية البصرية التي قدمها هذا الفيلم للمستقبل عجز أي فيلمٍ آخر جاء بعده عن مجاراتها أو تحقيق جزء من عظمتها , ريك ديكارد شرطي متقاعد في شرطة لوس أنجلوس عام 2019 في مستقبل مليء بالتلوث و زاخرٍ بثورةٍ صناعية مهولة يزخرفها مظهر ناطحات السحاب الهرمية التي تملأ المدينة , ريك ديكارد عمل في الشرطة كـ Blade Runner وهي المجموعة المسئولة عن إلقاء القبض على الروبوتات المعروفة بالـ Replicants و التي طورتهم شركة تايريل العملاقة بمحاكاة كاملة للجنس البشري من أجل الإستعمار الفضائي قبل أن يتمرد بعضهم على عبوديتهم , ريك ديكارد يعاد إلى عمله من أجل تعقب أربعةٍ منهم تسببوا بعد عودتهم إلى الأرض بمقتل بعض الأبرياء , لكن المهمة الجديدة تغير حياة ريك ديكارد إلى الأبد , عملٌ سينمائي إستثنائي و فريد بكل معنى الكلمة , يأتي بعد ثلاثة أعوام على ترسيخ إسم ريدلي سكوت كمخرجٍ مهم في هوليوود و عقب النجومية المنطلقة بسرعة النفاثة لهاريسون فورد نجم ثلاثيتي حرب النجوم و إنديانا جونز , كان فشلاً حقيقياً في شباك التذاكر , و لم يتمكن النقاد في حينها من تقديره كما يجب , و ما يزال إخراجه الفني رمزاً إستثنائياً على النبوغ الذي يسبق عصره , لدرجة أصبح معها مثالاً تهكمياً على عملٍ جبار لم يفز بجائزة أوسكار في فئة أفضل إخراج فني , فيلم عظيم عن الحياة و الموت , فيلم عن الخلود , عن رغبة البقاء المزروعة في الغور الأعمق من جيناتنا , عن المأساة التي تقودنا إليها الثورة العلمية , عن المعادلة التي تنقلب عندما تصبح الآلة أكثر حباً و رغبةً بالحياة و أكثر توقاً للحرية من الإنسان الذي أبدعها , و ما تزال صورة المواجهة الشهيرة ( الصورة أعلاه ) بين روتجر هاور و هاريسون فورد على سطح إحدى البنايات في خاتمة الفيلم و عبارة ( Time to Die ) التي تختمها واحدة من أعظم اللحظات و أكثرها خلوداً في الذاكرة الهوليوودية على الإطلاق , و بعد قرابة عقدين على إطلاقه الذي لم يقابل كما يليق به جاء الإنحناء المتأخر من قبل الجمعيات النقدية و المجلات السينمائية كتكريم لهذه التحفة الخالدة , فوضعته Moviemail في المرتبة الرابعة على قائمتها المئوية لأعظم الأفلام عبر العصور , بينما وضعته الـ BBC في المرتبة الثانية في قائمةٍ مماثلة , و في المرتبة الثامنة على قائمة القناة الرابعة البريطانية , بينما صنفته Online Film Critics Society وهي إحدى أشهر الجمعيات النقدية في الولايات المتحدة في المرتبة الثانية لأعظم أفلام الخيال العلمي عبر العصور , و إختارته مجلة Wired في المرتبة الأولى على قائمة مماثلة , بينما صنفته مجلة Sight & Sound السينمائية الشهيرة في المرتبة السابعة على قائمتها ذائعة الصيت لأعظم الأفلام في الربع قرن الأخير , و إعتبرته مجلة Empire الشهيرة أعظم فيلم خيال علمي على الإطلاق , و وضعته جمعية المؤثرات البصرية VES وهي أرفع جمعيات المؤثرات البصرية في الولايات المتحدة في المرتبة الثانية لأكثر الأفلام تأثيراً بصرياً عبر العصور , و وضعته The Screen Directory في المرتبة الثالثة لأعظم الأفلام في تاريخ هوليوود , و إعتبرته Futurist Movies أعظم فيلم خيال علمي على الإطلاق , و إختاره قراء مجلة New Scientist العلمية الشهيرة أفضل فيلم خيال علمي على الإطلاق , و صنفه معهد الفيلم الأمريكي AFI في تصنيف سابق في المرتبة الـ97 لأعظم 100 فيلم في تاريخ هوليوود , و تم تكريمه من قبل الغارديان البريطانية كأعظم فيلم خيال علمي لدى العلماء في إستفتاءها الشهير الذي أجرته عام 2004 .
The Day The Earth Stood Still 1951
بطولة : مايكل ريني , باتريشا نيل , لوك مارتن
إخراج : روبرت وايس
واحدة من أشهر كلاسيكيات الخيال العلمي , تأتي من روبرت وايس المونتير الذي قدم للعالم عملي أورسون ويلز العظيمين Citizen Kane عام 1941 و The Magnificent Ambersons عام 1942 قبل أن يجلس مطلع الستينيات على كرسي المخرج ليقدم إثنتين من أشهر الكلاسيكيات الموسيقية عبر العصور : West Side Story عام 1961 و The Sound of Music عام 1965 , مركبةٌ غامضة آتية من مجرةٍ أخرى تتوقف أمام البيت الأبيض بينما العالم كله يراقب أول إتصال بين البشر و مخلوقات الفضاء , يخرج من المركبة رجل بهيئة آدمية يدعى كلاتو يحرسه روبوت عملاق ذو أشعة ليزرية قاتلة حيث يعلن الرجل للبشر بأنه قادمٌ في مهمةٍ خاصة لكن أحد الجنود المتحمسين يطلق الرصاص على الوافد الفضائي مما يدفع الروبوت العملاق للكشف عن قدراته المدمرة , و في المستشفى الذي يعالج فيه الرجل يعلن لهم بأنه قادمٌ لتوجيه رسالةٍ خاصة لكل حكام الأرض و أنه يريد الإجتماع بهم , لكن السياسة الأمريكية تقف حجر عثرةٍ أمام فكرةٍ كهذه , و تفرض على الرجل إقامةً جبرية لكنه يقرر الرحيل مستخدماً قدراته الخاصة , و في الخارج يتنكر تحت إسم مستر كاربنتر ( في واحدة من المقاربات المتعددة في الفيلم بين شخصية الرجل و شخصية السيد المسيح ) و ينال تعاطف أرملةٍ شابة و إبنها , قبل أن يوقف الرجل الأرض دون حراك بإطفاء كل مصادر الطاقة على وجه الكوكب ليرسل للبشر تحذيره الحقيقي مما ينتظرهم , في الحقبة التي كانت فيها أفلام الخيال العلمي تجاهد للخروج من قوقعة مخلوقات الفضاء ذات العيون الضخمة جاءت هذه الكلاسيكية لتقدم نقلةً نوعية في هذا الصنف , من خلال حبكةٍ محترمةٍ و ذكية , مضمون موغل العمق , و إسقاطات أزلية على رحلة الحضارة البشرية و الخلاص الذي يأتيها من حينٍ لآخر , خصوصاً مع كونه يأتي هنا في ذروة الحرب الباردة في دعوةٍ مبكرة و جريئة جداً لمنع التسلح النووي , كان أول فيلم هوليوودي يأخذ فكرة زوار الفضاء الخارجي على محمل الجد , و عجزت العديد من الأفلام التي جاءت بعده على الرغم من إمكانياتها الضخمة في تقديم ذات الرهبة و ذات التوتر الذي تمكن روبرت وايس من خلقه في مرحلة وصول المركبة الفضائية , و بقي الفيلم على مدى ستة عقود كلاسيكية سينمائية خالدة ( قدمه في إعادةٍ سيئة سكوت ديريكسن العام الماضي ) .
A Clockwork Orange 1971
بطولة : مالكوم ماكدويل , باتريك ماغي , أدريان كوري , وارن كلارك
إخراج : ستانلي كيوبريك
من أعظم الأفلام عبر العصور و أكثرها إثارةً للجدل , و أحد أكثر أفلام ستانلي كيوبريك جماهيرية , هجائية كيوبريكية للعنف المستقبلي عن روايةٍ لأنتوني بيرجيس , يتتبع الفيلم حياة الشاب المجنون - الذي يعشق موسيقى بيتوهوفن و ينضح بالشر - أليكس مع رفاقه ( يسميهم The Droogs ) في لندن مستقبلية حيث يقضون لياليهم في الحانات قبل أن يمارسوا هواياتهم في التعذيب و العنف البدائي , مثل تعذيب كاتبٍ يدعى السيد أليكساندر و إغتصاب زوجته مما يودي بها إلى الموت , قبل أن يسجن أليكس لضربه السيدة القطة حتى الموت , في السجن يخضع أليكس لتقنية لودوفايكو لتعديل السلوك من أجل الحصول على حريته , التقنية تستهدف تغيير سلوكه حيث يتم تكييفه لنبذ العنف من خلال مشاهدة الأفلام الدموية قبل أن ينقلب عشقه لبيتهوفن ضده أيضاً , و عندما يعود أليكس إلى وحدته في العالم الذي يمقته , يصبح ضحية لضحاياه , حيث يستخدم السيد أليكساندر سيمفونية بيتهوفن التاسعة لتسبيب الألم له , قبل أن تتداعى الأحداث صانعةً تساؤلاً عبقرياً يطرحه ستانلي كيوبريك على مشاهديه بقوة : هل نفقد إنسانيتنا عندما نحرم من الإختيار الطوعي بين الخير و الشر ؟! , أثار الفيلم جدلاً واسعاً حين عرضه في الولايات المتحدة بسبب العنف الشديد الذي يحمله , و منح تصنيف X حين عرضه قبل أن يضطر ستانلي كيوبريك لحذف مشهدين عنيفين ليمنح فيلمه التصنيف R بعد عامٍ على إطلاقه , لكن المشكلة لم تحل في بريطانيا حيث لم يعرض الفيلم ( إما بأمرٍ من السلطات أو وفقاً لرغبة كيوبريك نفسه كما يقال ) , و قوبل بالرفض الإجتماعي بسبب بعض الحوادث التي نتجت عن عرضه , ففي عام 1973 أغتصبت فتاة هولندية في السابعة عشر من عمرها على يد شبان يغنون Singing in the Rain ( كحال أليكس و رفاقه ) , ثم قام فتىً في السادسة عشر من عمره بضربٍ طفل و هو يرتدي ذات الزي الذي يرتديه أليكس في الفيلم , أثار الفيلم زوبعةً عظيمة مطلع السبعينيات رغم قيمته الفنية الرفيعة و رغم كونه واحداً من إنجازات كيوبريك العبقرية الأعظم , و كان واحداً من فيلمين فقط رشحا لأوسكار أفضل فيلم رغم حملهما للتصنيف X ( الآخر هو Midnight Cowboy الذي فاز بالجائزة عام 1969 ) , و كلله أداءٌ للذكرى من مالكوم ماكدويل الذي عانى صعوبات جسدية كبرى أثناء تصوير الفيلم ( كسر أحد أضلاعه و أصيب بالعمى عقب أحد المشاهد قبل أن يوشك على الغرق في مشهدٍ آخر ) و هو الأداء الذي يقال بأنه ألهم هيث لادجر – كما ذكر في لقاءٍ قبل وفاته – أداءه لشخصية الجوكر في The Dark Knight , صنفت مجلة Entertainment Weekly الفيلم في المرتبة الثانية لأكثر 25 فيلماً إثارةً للجدل في تاريخ السينما , كما وضعته مجلة Premiere على قائمتها لأخطر 25 فيلماً على الإطلاق , و وضعه معهد الفيلم الأمريكي في تصنيفٍ سابق في المرتبة السبعين لأعظم 100 فيلم في تاريخ هوليوود .
E.T. - The Extra Terrestrial 1982
بطولة : هنري توماس , درو باريمور , دي والاس
إخراج : ستيفن سبيلبيرغ
أحد أكثر أفلام الخيال العلمي جماهيرية عبر العصور , و مفخرة ستيفن سبيلبيرغ الأعظم ضمن الصنف الذي قدم فيه الكثير و الكثير , الفيلم السادس لستيفن سبيلبيرغ ( و الكلاسيكية الرابعة في المسيرة المبكرة للعبقري الثلاثيني ) , إليوت صبي صغير يعيش مع والدته و شقيقه الأكبر مايكل و شقيقته الصغرى جيرتي , يعيش إليوت في عالمه الخاص الذي يبدو بعيداً عن العالم الذي يعيش فيه الكبار , و في أحد الأيام و بينما هو يبحث عن شيءٍِ ما في الفناء الخلفي لمنزله يشعر بأن هناك شيئاً ما يراقبه , مركبة فضاء مختبئة في مهمةٍ علمية تخلف وراءها مخلوقاً فضائياً على بعد 3 ملايين سنة ضوئية من موطنه , عندها يتخلى إليوت عن مخاوفه و يقف إلى جوار المخلوق الفضائي في محاولةٍ لإيجاد طريقةٍ ما لإعادته إلى وطنه , و مع محاولات إليوت الجاهدة إبقاء موضوع الكائن سرياً يكتشف بأنه يمكنه أن يتحاور مع هذا الكائن بالتخاطر و يجدا نفسيهما في وحدتيهما صديقين , يبدأ الصديقان بالتعلم من بعضهما البعض , و يكتشب إليوت قدرةً أكبر على مواجهة وحدته و واقعه و يكتسب الشجاعة التي يحتاجها , قبل أن ينجح الصديقان في مهمتهما و تأتي لحظة الوداع , أحد أنجح الأفلام في تاريخ هوليوود بمقاييس الحقبة التي أطلق فيها , كان ضربةً جريئةً للغاية من سبيلبيرغ في دنيا الخيال العلمي بعد خمسة أعوام على تحفته الشهيرة Close Encounters Of The Third Kind , على خلاف جميع الأفلام التي قدمت المخلوقات الفضائية قبله يبدو إي تي ألطف مخلوق فضائي ظهر على الشاشة ( و أخلدها و أكثرها شهرةً أيضاً ) , كما أنه على خلاف سائر الأفلام التي تعرضت للتهديد الذي يشكله زوار الفضاء على كوكبنا , بدى البشر في هذا الفيلم هم من يهددون حياة الكائن الفضائي , فيلم عظيم بكل مقاييس العظمة , ضرب على أوتار أفلام الأطفال أكثر من عزفه على بعد الخيال العلمي الذي يحمله , قدم نظرةً حميمية على براءة الطفولة و قوة الحب الذي يحمله الأطفال لمن يحبون , و هي الأوتار التي مكنته في الواقع من زحزحة Star Wars من عرشه في حينها معتلياً صدارة أكثر الأفلام إيراداً في تاريخ شباك التذاكر الأمريكي ( و هي مرتبة ضلت بحوزته 15 عاماً حتى أعيد إطلاق Star Wars مطلع 1997 ليستعيد الصدارة بضعة أشهر قبل أن يفقدها مع زلزال Titanic ) , رشح الفيلم لتسع جوائز أوسكار عام 1982 بما فيها أفضل فيلم و مخرج , نال أربعاً منها , و ضعته Entertainment Weekly على رأس قائمتها لأعظم الأفلام في تاريخ هوليوود , بينما وضعته القناة الرابعة البريطانية على رأس قائمتها لأعظم الأفلام العائلية عبر العصور , و وضعه معهد الفيلم الأمريكي في ستٍ من قوائمه السابقة, بما في ذلك المرتبة السادسة لأكثر الأفلام إلهاماً في تاريخ هوليوود , و في المرتبة الرابعة و العشرين لأعظم 100 فيلم عبر العصور .
2
Star Wars: Episode Iv - A New Hope 1977
بطولة : هاريسون فورد , مارك هاميل , كاري فيشر , أليك غينيس
إخراج : جورج لوكاس
واحدة من أشهر الكلاسيكيات في تاريخ هوليوود , و الثورة الأعظم في تاريخ أفلام مغامرات الفضاء , أصرت جميع القوائم السينمائية على الإنحناء له رغم الإعتراف النقدي بتفوق جزءه الثاني The Empire Strikes Back عام 1980 عليه , لكن الثورة الأم بقيت له وحده , واحد من الأفلام التي ما زلت أحمل لها حميمية خاصة و ذاكرة لا تضمحل كلما شاهدت مشهداً منها , فتىً شجاع يدعى لوك سكايووكر يكتشف بأن الروبوت المستعمل الذي إشترته عائلته مؤخراً يعرض رسالة إستغاثة من الأميرة ليا تطلب فيها المساعدة من أوبي ون كانوبي أحد فرسان المجرة العظماء المعروفين بالجيداي , و عندما يسأل لوك سكايووكر أحد أصدقاء والده و يدعى بن كانوبي عن مغزى هذه الرسالة , يكتشف بأن بن كانوبي هو نفسه الفارس العظيم أوبي ون الذي يحكي له قصة معركة الثوار ضد الإمبراطورية الحاكمة و الصراع المتجدد حول طاقةٍ روحيةٍ عظيمة تدعى ( القوة ) , لاحقاً يستأجر الرجلان قائد مركبة يدعى هان سولو لإنقاذ الأميرة ليا من سفينة الإمبراطورية ( نجم الموت ) التي يقودها العبقري الشرير دارث فيدر , تأثرت هذه الكلاسيكية بشكلٍ واضح بروح رائعتي أكيرا كوروساوا Yojimbo و The Hidden Fortress و تحفة جون فورد The Searchers مع ولاءها الجلي لمغامرات فلاش جوردان الشهيرة و فرسان الطاولة المستديرة , قلةٌ هي تلك الحالات التي تجلت فيها عظمة السينما في التأثير على شريحةٍ كبرى من البشر , حالات نادرة للغاية حاكت التأثير الذي أحدثه هذا الفيلم , دفع بالسينما للواجهة بطريقة أصبحت فيها جزءاً لا تتجزأ من الحدث العالمي في عام إطلاقه , تأثير لا يوازيه فيه أي شيء آخر جاء بعده بإستثناء ما فعله جيمس كاميرون في Titanic و بيتر جاكسون في The Lord of The Rings Triology , مزيج فذ و غير مسبوق في حينه من المغامرة اللاهثة , الحوارات المشبعة ( و أحياناً بطاقةٍ وهمية لكنها بالغة التأثير ) , و المتعة البصرية التي لا تمل , ظاهرة سينمائية حقيقة و أحد أكثر الظواهر الثقافية تأثيراً في التاريخ بفعل جيلٍ كاملٍ صنعته من المعجبين عبر أربعة عقود و من خلال خمسة أجزاء أخرى ( منها ثلاثة سابقة له في أحداثها ) , قفز الفيلم بصنف الخيال العلمي إلى أحد أكثر الأصناف جماهيرية و قبولاً لدى المشاهدين في تلك الفترة , أطلق الفيلم شهرة هاريسون فورد ( الممثل الذي حققت أفلامه الإيرادات الأعلى في تاريخ هوليوود ) , كما قفز بجورج لوكاس إلى مصاف أكثر رجال هوليوود قوةً و نفوذاً ( كاتباً و مخرجاً و منتجاً ) و قاده ليصبح اليوم أثرى أثرياء هوليوود , رشح لعشر جوائز أوسكار نال ستاً منها , و أصبحت مقدمته الشهيرة " A long time ago in a galaxy far, far away " واحدة من أشهر الإفتتاحيات التي عرضت على الشاشة يوماً , بينما تحولت عبارة ( فلترافقك القوة ) إلى رمزٍ لجيلٍ بأكمله وتحيةً وداعية يومية في الشارع الأمريكي , أصبح أول فيلمٍ يكسر حاجز الـ 300 مليون دولار في شباك التذاكر , وضعته القناة الرابعة البريطانية في المرتبة التاسعة لأعظم الأفلام العائلية , بينما وضعه معهد الفيلم الأمريكي في المرتبة الثالثة عشر لأعظم 100 فيلم في تاريخ هوليوود .
إخراج : ستانلي كيوبريك
في الحقيقة هذا الفيلم ليس فيلم خيال علمي , بل هو سيمفونية خيال علمي , معلم سينمائي عظيم و إستثنائي , يخدمه واحد من أعظم الإنجازات الإخراجية التي قد تشاهدها في حياتك , يقتبس العبقري ستانلي كيوبريك في فيلمه هذا رواية The Sentinel لعملاق الخيال العلمي آرثر سي كلارك الذي يشاركه هنا كتابة السيناريو , الفيلم مقدم في أربع حركات ( نعم هي سيمفونية و ليست فيلماً ) , و من الحركة الأولى ( فجر الإنسان ) يقفز بنا كيوبريك من خلال مشهد عبقري لقطعة من العظام تتحول إلى مركبة فضاء في القرن الحادي و العشرين في الحركة الثانية , حيث العالم الأمريكي الدكتور هايوود فلويد يسافر إلى القمر لتقصي إكتشاف عمود أسود ضخم على سطح القمر , ثم في الحركة الثالثة بعد 18 شهراً رائدا فضاء ديفيد بومان و فرانك بول ينطلقان إلى المشتري على متن مركبة الفضاء ديسكفري برفقة ثلاثة رواد فضاء ( في وضعية السبات ) و كمبيوتر السفينة HAL 9000 الذي يدير السفينة كلها و الذي يتعرض لإختلال يدفعه لمحاولة قتل باومان لمداراة أخطاءه مما يدفع باومان للدفاع عن نفسه بالطريقة الوحيدة الممكنة , قبل أن يكتشف الغرض الأساسي من رحلته على متن هذه المركبة , قبل أن يقفز بنا في الحركة الرابعة ( عقب رحلة حقيقية للمشاهدين ) ليقودنا إلى النهاية العبقرية لفيلمه , أمضى ستانلي كيوبريك عامين كاملين مع خبير المؤثرات البصرية دوغلاس ترومبل لخلق التصوير الأكثر واقعية للفضاء الخارجي بصورةٍ تبدو إعجازية حتى يومنا هذا ( بعد 40 عاماً على إطلاق الفيلم ) , كان الفيلم نقطة تحول جبارة في أفلام الخيال العلمي مختلفة تماماً عن أي شيء آخر جاء قبلها أو شوهد بعدها , فيلم عظيم يعكس نظرة كيوبريك للمصير الإنساني من خلال أحد أكثر الأمور إلهاماً للإنسان في مسيرة تطوره ( الفضاء ) , و كان واحداً من أهم أفلام عام 1968 رغم أنه كان سابقاً لعصره بكل مقاييس هذه العبارة , كان آخر فيلم يتناول غزو الفضاء قبل خطوات الإنسان الأولى على سطح القمر عام 1969 , أحد أكثر الأفلام تأثيراً على الصعيد البصري و الصوتي , الملحمة البصرية التي يصنعها كيوبريك في هذا الفيلم تكاد تكون إعجازية بحق , الفيلم في الواقع لم يسرد قصةً حقيقية مكتملة , لكنه قدم ملحمة بصرية مكتملة و متناغمة و صامتة ( كلمته الأولى تقال بعد 25 دقيقة من العرض ) في الكثير من لحظاتها تدفع المشاهد للتأمل بعمق في ما يشاهده , و تفتح عليه باباً واسعاً من التأويلات و التفسيرات , مدعومةً بغنىً لا يمكن تخيله من قبل المقطوعات الموسيقية العظيمة التي طعم بها كيوبريك تحفته هذه , خصوصاً مقطوعة ريتشارد شتراوس Also Sprach Zarathustra و يوهان شتراوس The Blue Danube Waltz , رشح لأربع جوائز أوسكار بما فيها أفضل إخراج و تم تجاهله في فئة أفضل فيلم , قوبل بطريقة مزرية من قبل النقاد في حينها و إعتبروها فيلماً مملاً و يفتقر للخيال , الأمر الذي دفع كيوبريك لإقتطاع 19 دقيقة منه بعد ليلة إفتتاحه , و نال أهميته الحقيقية و الإعتراف الكامل به على مدى سنواتٍ عدة , و تحول إلى كلاسيكية سينمائية نادرة , و تحفة غاية في الشاعرية قل أن تجود السينما بمثلها , وضعته Entertainment Weekly في المرتبة الـ 26 لأعظم الأفلام في تاريخ السينما , بينما وضعته Positif الفرنسية على رأس قائمتيها لأعظم 50 فيلماً في الخمسين عاماً الماضية ( الأول على قائمة النقاد و الأول على قائمة القراء ) , و كرمه معهد الفيلم الأمريكي سابقاً بوضعه في المرتبة الخامسة عشر لأعظم 100 فيلم في تاريخ هوليوود , قبل أن تمنحه وكالة الفضاء الأمريكية ( ناسا ) التكريم الأعظم عندما أطلقت على مدار المريخ إسم 2001 Mars Odyssey .
قائمتي الشخصية لأعظم 10 أفلام خيال علمي
1. 2001: A Space Odyssey (1968)
2. Blade Runner (1982)
3. E.T. - The Extra Terrestrial (1982)
4. The Empire Strikes Back (1980)
5. A Clockwork Orange (1971)
6. Alien (1979)
7. Terminator 2: Judgement Day (1991)
8. Close Encounters Of The Third Kind (1977)
9. The Fly (1986)
10. The Matrix (1999)
0 تعليقات:
إرسال تعليق