•   شخصيات تختبىء وراء إدراكها
  • أريدك أن تصنع فيلماً عن معاناتي
  •  بركات الحضارة
  •  أشياؤه المفقودة
  •  كل الحيوانات تخرج ليلاً
  •  اللحظات المختلسة
  •  الفن والحب والحياة
  •  عن أحياءٍ لم يعودوا يحيون وأمواتٍ لا يموتون أبداً
  •  روسيا بوتن في شتائها الثاني عشر
  • أفكاره ومشهديته تجعله يستحق المشاهدة
  • الإضافة من خلال الحذف

الأحد، 28 فبراير 2010

الفائزون بجوائز السيزار لعام 2009


جرى الليلة الماضية حفل توزيع جوائز الأكاديمية الفرنسية للفنون و العلوم السينمائية الشهيرة بالسيزار - و التي تمثل المكافيء الفرنسي لجوائز الأوسكار - في دورتها الخامسة و الثلاثين , و كما كان متوقعاً تربع فيلم المخرج الفرنسي جاك أوديار A Prophet على عرش الحفل , متوجاً بتسع جوائز سيزار بما فيها أفضل فيلم و مخرج و سيناريو و التي ذهبت إلى أوديار نفسه للمرة الثانية في مسيرته , و حقق الفيلم بلاءاً تاريخياً في الجائزة , فبعدما كان أكثر الأفلام حصداً للترشيحات في تاريخها ( بـ 13 ترشيحاً , متساوياً مع ثلاثة أفلامٍ أخرى , آخرها Amelie ) , أصبح الفيلم بهذا التتويج ثاني أكثر الأفلام حصداً لجوائز السيزار , بفارق فوزٍ واحد وراء الجوائز العشرة التي نالها فيلما جيرار ديبارديو الشهيرين Cyrano de Bergerac و The Last Metro .

كما حقق الممثل القدير نيلز أريستروب ثاني جائزة سيزار في مسيرته عن دوره الثانوي في الفيلم , و مثله فعلت النجمة إيمانويل ديفوس التي نالت سيزارها الثاني عن أداءها الثانوي في فيلم A L’origine , و إنفردت العملاقة إيزابيل أدجاني بالرقم القياسي الذي كانت تتشاركه مع الكبيرة الأخرى ناتالي باي , و أصبحت مجدداً أكثر الممثلين حصداً لجوائز السيزار بنيلها الفوز الخامس بالجائزة عن أداءها في فيلم La Journee De La Jupe , في حين كان الممثل الشاب طاهر رحيم نجم الحفل الأول بفوزه بجائزتين شخصيتين , كأفضل ممثل و أفضل ممثل واعد .

يذكر أن رئيسة الحفل هذا العام كانت الممثلة الفرنسية الشهيرة ماريون كوتيار .

القائمة الكاملة للفائزين بجوائز السيزار


Best Film : Un Prophete
Best Director : Jacques Audiard For Un Prophete
Best Actor : Tahar Rahim For Un Prophete
Best Actress : Isabelle Adjani For La Journee De La Jupe
Best Sup. Actor : Niels Arestrup For Un Prophete
Best Sup. Actress : Emmanuelle Devos For A L’origine
Best Promising Actor : Tahar Rahim For Un Prophete
Best Promising Actress : Mélanie Thierry For Le Dernier Pour La Route
Best First Film : Les Beaux Gosses
Best Original Screenplay : Un Prophete
Best Adapted Screenplay : Mademoiselle Chambon
Best Music : Le Concert
Best Sound : Le Concert
Best Art Direction : Un Prophete
Best Costume : Coco Avant Chanel
Best Cinematography : Un Prophete
Best Editing : Un Prophete
Best Foreign Film : Gran Torino
Best Documentary : L’enfer De Henri-Georges Clouzot




أكمل قراءة بقية الموضوع »

السبت، 27 فبراير 2010

يفتتح هذا الأسبوع 26-2-2010

A Prophet

بطولة : طاهر رحيم , نيلز أريستروب
إخراج : جاك أوديار


سجينٌ من أصولٍ عربية في أحد السجون الفرنسية , يتدرج ضمن هذا المجتمع الصغير المتوحش من أجل إمتلاك كل مفاتيح اللعبة هناك .

إطلاقٌ يبدو موفقاً جداً في توقيته قبل 10 أيامٍ فقط من حفل الأوسكار , أحد أفضل أفلام العام , و الفيلم المرشح بقوة للفوز بأوسكار أفضل فيلم أجنبي و الفائز بجائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان كان السينمائي الدولي سيحظى هذا الأسبوع بإطلاقٍ مصغر يتضمن مدينة نيويورك , المراجعات النقدية حتى الآن قدّرته كما يستحق .





أكمل قراءة بقية الموضوع »

How to Train Your Dragon Movie Trailer

How to Train Your Dragon Movie Trailer



بأصوات : جاي باروشيل , جيرار باتلر , أميركا فيريرا
إخراج : دين ديبلوا




أكمل قراءة بقية الموضوع »

يفتتح هذا الأسبوع 26-2-2010

The Yellow Handkerchief

بطولة : ويليام هيرت , ماريا بيلو , كريستن ستيوارت
إخراج : أودايّان براساد

مجرمٌ سابق يبدأ رحلةً مع مراهقين عاشقين من أجل إعادة الإلتقاء بزوجته الجافية .

الفيلم يستند إلى قصةٍ سبعينيةٍ للصحفي بيت هاميل حملت عنوان Going Home لكن السيناريو يعيد عصرنتها و تقديمها في لويزيانا حقبة ما بعد إعصار كاترينا , الفيلم لا يراهن كثيراً على إسم مخرجه المغمور جداً , لكنه سيعتمد بشكلٍ رئيسي على أسماء ممثليه , و خصوصاً الشابة كريستن ستيورات التي يبدو بأنها تعيش أفضل أيامها الآن .






أكمل قراءة بقية الموضوع »

يفتتح هذا الأسبوع 26-2-2010

The Crazies

بطولة : رادا ميتشل , تيموثي أوليفانت , دانييلي بانابيكر
إخراج : بريك إيزنر

بينما يبدأ سمٌ منتشر في أوغدن مارش في ولاية أيووا بتحويل سكان المنطقة مرضى نفسيين عنيفين , في الوقت الذي يحاول فيه الشريف ديفيد دوتون و زوجته و شخصين آخرين لم يصابا بالسم أن يوجدا تفسيراً لما يحدث أثناء مكافحتهم العسيرة للبقاء بعيداً عن الإصابة .

فيلمٌ جديد من أفلام الجائحات مع فارقٍ بسيط , الإستقبال النقدي لهذا الفيلم يبدو جيداً , على الرغم من كونه يأتي من مخرجٍ مغمور هو بريك أيزنر الذي يعتزم قريباً تقديم فيلم Flash Gordon و إعادة تقديم كلاسيكية ديفيد كرونينبيرغ The Brood , قد لا يبلي جيداً في أسبوعه الأول , لكن إستمرار المراجعات النقدية عنه بهذا المستوى سيجعل من الممكن أن يصمد في الصالات أكثر مما يتوقع منتجوه .





أكمل قراءة بقية الموضوع »

الخميس، 25 فبراير 2010

A Nightmare on Elm Street Movie Trailer

A Nightmare on Elm Street Movie Trailer



بطولة : جيك إيرل هيلي , روني مارا , كيلي غولنر
إخراج : صموئيل باير




أكمل قراءة بقية الموضوع »

A Nightmare on Elm Street Movie Poster

A Nightmare on Elm Street Movie Poster



بطولة : جيك إيرل هيلي , روني مارا , كيلي غولنر
إخراج : صموئيل باير




أكمل قراءة بقية الموضوع »

الاثنين، 22 فبراير 2010

شباك التذاكر الأمريكي 21-2-2010

كتب : عماد العذري

في أفضل إفتتاحية في مسيرتي مارتن سكورسيزي و ليوناردو ديكابريو , تمكن Shutter Island , اللقاء السينمائي الرابع بين مارتن سكورسيزي و ليوناردو ديكابريو , من تحقيق 40.2 مليون دولار في الأيام الثلاثة الأولى لإفتتاحه , معتلياً صدارة شباك التذاكر , على الرغم من أن فيلم بارامونت قد صنّف فقط لمن هم فوق الثامنة عشرة , أمرٌ يبدو مثيراً للدهشة في عملٍ غريبٍ تماماً على نوعية تلك الأعمال التي قدمها المخرج الأسطوري .

و كانت بارامونت قد قررت منذ أشهر تأجيل عرض فيلمها بعد النجاح الكبير الذي حققته غزوتها في دنيا أفلام الرعب الخريف الماضي Paranormal Activity , و كان هذا التأجيل موفقاً , على إعتبار أن الفيلم لم يحقق ذلك الإستقبال النقدي الذي سيجعل بارامونت تندم على فقدانها شيئاً في موسم الجوائز , كما أن 40 مليون دولار لفيلمٍ يحمل هذا التصنيف يبدو أمراً عظيماً , خصوصاً إذا ما تذكرنا أن سكورسيزي حقق إفتتاحيته الأفضل سابقاً في فيلمه الماضي The Departed و بلغت 26 مليون دولار خريف 2006 , و أن ليوناردو ديكابريو حقق إفتتاحيته الأفضل من خلال فيلم ستيفن سبيلبيرغ Catch me if You Can الذي حقق في إفتتاحيته 30 مليون دولار عام 2002 .

فيلم الصدارة الأسبوع الماضي Valentine’s Day تراجع إلى المرتبة الثانية هذا الأسبوع , محققاً تراجعاً كبيراً عقب الإفتتاحية التاريخية التي حققها الأسبوع الماضي , الفيلم إكتفى بـ 17.1 مليون دولار فقط , على الرغم من تحقيقه 56 مليون دولار في فترة الفالانتاين , أمرٌ يهدد بإمكانية رؤيته يغادر شباك التذاكر باكراً جداً , الفيلم أصبح بحوزته الآن 87 مليون دولار خلال 10 أيامٍ من إطلاقه .

و على النقيض تماماً لا يبدو بأن جيمس كاميرون سيستسلم قريباً , في عاشر أسبوعٍ لفيلمه Avatar ما يزال إعصار شباك التذاكر الأعظم قادراً على الإستمرار و المنافسة , و تقدم مرتبةً واحدةً عن تلك التي حققها الأسبوع الماضي , الفيلم المرشح لتسع جوائز أوسكار إحتل المرتبة الثالثة هذا الأسبوع من خلال 16.1 مليون دولار أضافها لخزائنه التي إتستعت لتحتوي 688 مليون دولار في صالات الولايات المتحدة , في حين إستمر الفيلم في عروضه حول العالم و وصل بإيراداته الإجمالية الآن إلى أكثر من 2.462 مليار دولار .

فيلم فوكس الجديد Percy Jackson حقق نصف إيرادات أسبوع إفتتاحه من خلال 15.3 مليون دولار أضافها في أسبوعه الثاني محتلاً المرتبة الرابعة , و وصل بعائداته الإجمالية إلى 60 مليون دولار خلال 10 أيامٍ من إطلاقه .

و على الرغم من أن فيلم الرعب الجديد The Wolfman الذي يقوم ببطولته بينيسيو ديل تورو و أنتوني هوبكنز لم يحقق المأمول منه أصلاً في أسبوع إفتتاحه , إلا أن إطلاق فيلم بارامونت الجديد Shutter Island بدى و كأنما هو رصاصة الرحمة على فيلم يونيفرسال , حيث تراجع بقوة في إيرادات أسبوعه الثاني محققاً 9.8 ملايين دولار فقط محتلاً المرتبة الخامسة , وصلت بمجموع ما حققه إلى 50 مليون دولار خلال 10 أيامٍ من إطلاقه , و لا يبدو بأي حالٍ من الأحوال أن مهمة إسترجاع ميزانية الفيلم البالغة 150 مليون دولار ستكون مهمة يسيرة في الصالات الأمريكية , عالمياً اضاف الفيلم 16 مليون دولار في الأسبوع الثاني لعروضه العالمية وصلت بعائداته من العروض خارج الولايات المتحدة إلى 46 مليون دولار .

فيلم المخرج السويدي لاسه هالستروم Dear John حقق المرتبة السادسة هذا الأسبوع , و أضاف 7.3 ملايين دولار في أسبوع عرضه الثالث رافعاً من إجمالي ما حققه خلال 17 يوماً إلى قرابة 66 مليون دولار .

سابعاً جاء الفيلم العائلي لدواين جونسون The Tooth Fairy الذي حقق في أسبوع عرضه الثالث 4.5 مليون دولار , و تمكن من تحقيق 49.8 مليون دولار خلال 17 يوماً من إطلاقه .

بالمقابل يبدو فيلم جيف بريدجيز الجديد Crazy Heart قادراً على إرسال الناس إلى الصالات على الرغم من عدم كونه فيلماً ترفيهياً , الفيلم حقق هذا الأسبوع 3 ملايين دولار جعلته يحتل المرتبة الثامنة , و جعلت من رصيده الإجمالي يرتفع إلى 21.5 مليون دولار .

فيلم الأكشن From Paris With Love الذي يقوم ببطولته جون ترافولتا مع جوناثان رايس مايرز إكتفى بالمرتبة التاسعة هذا الأسبوع , و لم يحقق ماهو أفضل من 2.5 مليون دولار في أسبوع عرضه الثاني , الفيلم أصبح بحوزته الآن 21.2 مليون دولار خلال 10 أيامٍ من إطلاقه , خيبة أملٍ جديدة لأفلام جون ترافولتا .

وبشكلٍ مماثل لم يختلف وضع Edge Of Darkness كثيراً , الفيلم الذي يقوم ببطولته النجم ميل غيبسون حل عاشراً و إكتفى في أسبوع عرضه الرابع بـ 2.2 مليون دولار , أصبح بها رصيده الكلي بعد 24 يوماً على إطلاقه 40 مليون دولار , رقمٌ يبدو متواضعاً قياساً لأفلام ميل غيبسون و كمية الإنتظار التي حظي بها الفيلم .


أكمل قراءة بقية الموضوع »

الفائزون بجوائز البافتا لعام 2009


أقيم الليلة الماضية حفل توزيع جوائز الأكاديمية البريطانية للسينما و التلفيزيون الشهيرة بـ ( البافتا ) , و كما كان متوقعاً إستكمل The Hurt Locker نجاحه المدوي هذا الموسم و عاد بالبرتقالة الذهبية كأفضل فيلم هذا العام , بينما ربحت مخرجته كاثرين بيغالو جائزة أفضل مخرج , و قطع كريستوف فالتز و مونيك ثلاثة أرباع الطريق نحو الفوز بأوسكاري الفئات المساعدة هذا العام , بنيلهم رابع جائزة كبرى هذا الموسم ( بعد الغولدن غلوب و الـBFCA و الـSAG ) , في الجائزة التي تبدو الأكثر أهمية في الفئات التمثيلة بين بقية الجوائز خلال الأعوام الثلاثة الماضية ( نجحت في التنبؤ بـ 11 فائزاً بالأوسكار من أصل 12 خلال الأعوام الثلاثة الماضية ) , بينما جاءت جوائز التمثيل الرئيسي لتشعل السباق من جديد بتتويج البريطانيين كولن فيرث و كاري موليغان بجائزتي أفضل ممثل و ممثلة , و نال فيلم Up جائزتي أفضل موسيقى تصويرية و أفضل فيلم رسومي , في حين توج الفيلم الفرنسي A Prophet لمخرجه جاك أوديار بجائزة أفضل فيلم أجنبي .

القائمة الكاملة لجوائز البافتا لعام 2009


Best Picture : The Hurt Locker
Best Actress : Carey Mulligan, An Education
Best Actor : Colin Firth, A Single Man
Supporting Actress : Mo’nique, Precious (Based On The Novel Push By Sapphire)
Supporting Actor : Christoph Waltz, Inglourious Basterds
Best Director : Kathryn Bigelow for The Hurt Locker
Film not in the English Language : Un Prophete
Animated Film : Up

Adapted Screenplay : Jason Reitman & Sheldon Turner for Up In The Air
Original Screenplay: Mark Boal for The Hurt Locker

Orange Rising Star Award : Kristen Stewart
Production Design : Rick Carter, Robert Stromberg & Kim Sinclair for Avatar
Outstanding British Film : Fish Tank

Makeup and Hair: Jenny Shircore for The Young Victoria
Costume Design: Sandy Powell for The Young Victoria

Visual Effects : Avatar
Cinematography : Barry Ackroyd for The Hurt Locker
Editing : The Hurt Locker
Sound : The Hurt Locker
Music : Michael Giacchino for Up
Outstanding British Debut : Duncan Jones for Moon

Short Film : I Do Air
Short Animation : Mother Of Many


أكمل قراءة بقية الموضوع »

Ondine Movie Poster

Ondine Movie Poster


بطولة : كولن فاريل , أليجا باشليديا كوروس , ستيفن راي
إخراج : نيل جوردان




أكمل قراءة بقية الموضوع »

الأحد، 21 فبراير 2010

الإعلان الرسمي لحفل توزيع جوائز الأوسكار الثاني و الثمانين

الإعلان الرسمي لحفل توزيع جوائز الأوسكار الثاني و الثمانين



مسرح كوداك في هوليوود
السابع من مارس 2010
إستضافة : ستيف مارتن و أليك بالدوين




أكمل قراءة بقية الموضوع »

Wall Street: Money Never Sleeps Movie Trailer

Wall Street: Money Never Sleeps Movie Trailer



بطولة : مايكل دوغلاس , شيا ليبوف , كاري موليغان , جوش برولين , فرانك لانجيلا
إخراج : أوليفر ستون




أكمل قراءة بقية الموضوع »

السبت، 20 فبراير 2010

يفتتح هذا الأسبوع 19-2-2010

Shutter Island

بطولة : ليوناردو ديكابريو , مارك روفالو , بن كينغسلي , ميشيل ويليامز , إيميلي مورتيمر , باتريشا كلاركسون , ماكس فون سايدو , جيك إيرل هيلي
إخراج : مارتن سكورسيزي


إثنان من مارشالات الولايات المتحدة يرسلان إلى جزيرةٍ نائية قبالة سواحل ماساشوستس يربض فيها مركز للأمراض العقلية , من أجل البحث عن مريضةٍ هاربة , يكتشفان سلسلةً متتاليةً من الخدع و يواجهان قسوة الطبيعة في هذا الإقتباس لرواية الكاتب الشهير دينيس ليهان التي تكيفها لايتا كاليغريديس .

اللقاء الرابع على التوالي لمارتن سكورسيزي بليوناردو ديكابريو , يأتي في فيلم إثارةٍ يبدو غريباً تماماً على نوعية الأعمال التي سبق وقدمها سكورسيزي , الفيلم تم تأجيل عرضه من ذروة الموسم العام الماضي إلى مطلع هذا العام لتهيئة الفرصة أمام أفلامٍ أخرى تنتجها بارامونت للمنافسة على جوائز الأوسكار , ولا يبدو بأن هذا التأجيل قد أضرهم كثيراً فبلاء الفيلم لدى النقاد يبدو مخيباً قياساً لأعمال سكورسيزي و مقدار الإنتظار و الترقب الذي حظي به .





أكمل قراءة بقية الموضوع »

يفتتح هذا الأسبوع 19-2-2010

The Ghost Writer

بطولة : يوان مغريغور , بريس بروسنان , أوليفيا ويليامز
إخراج : رومان بولانسكي


كاتبٌ خفي يستأجر في الظل ليكمل مذكرات رئيس الوزراء البريطاني السابق , و يكشف بعض الأسرار التي قد تضع حياته على المحك .

لا أدري ماهي هذه العلاقة الروحية بين سكورسيزي و بولانسكي ليتم طرح فيلمهما أيضاً في اليوم ذاته على الرغم من أنهما مقلاّن جداً ؟!! , يبدو إختيار هذه الفترة من العام لعرض الفيلم مغامرةً عجيبة و سلاحاً ذو حدين خصوصاً بعد حادثة الإعتقال التي تعرض لها بولانسكي في مطار زيوريخ الصيف الماضي , و التي فتحت أعين الكثيرين نحو مشاهدة أعماله , الفيلم حقق إستقبالاًَ نقدياً جيداً قد يجعله أبكر الإشراقات السينمائية هذا العام .






أكمل قراءة بقية الموضوع »

الأربعاء، 17 فبراير 2010

Up in The Air

كتب : عماد العذري

بطولة : جورج كلوني , فيرا فارميغا , آنا كيندريك
إخراج : جيسن ريتمان


يقف رايان بينغهام أمام جدول المواعيد في المطار , ثم ينظر في ساعته , يستريح قليلاً , قبل أن يسمع النداء الداخلي بالصعود إلى الطائرة , يستقلها , و يسافر آلاف الأميال , من ولايةٍ إلى أخرى , ليدلف في الأخير إلى حجرة مكتب , و يجلس أمام موظفٍ قضى جزءاً كبيراً من حياته في وظيفته , يصافحه , يبتسم له , قبل أن يخبره ببساطة بأن شركته قررت التخلي عنه , و يقدم له تصوراً عن الحقوق التي سينالها من جراء هذه العملية , و الفرص التي ما تزال متاحةً أمامه ليبدأ حياةً جديدة , في وظيفةٍ أخرى , و يخبره بأن الحياة لا تنتهي عند نقطةٍ معينة , و أن عليه ألا يلتفت إلى الماضي لأن هناك الكثير في المستقبل ينتظره , يرى أحياناً بعض الدموع , و يستمع أحياناً أخرى إلى بعض الكلام البذيء , و نادراً ما يقابل بالصمت , لا يصافح الموظف في الختام , فقط يأخذ حقيبته و يمضي , تاركاً مصير عائلةٍ كاملة وراءه , يعود إلى المطار ليقف ذات الوقفة التي وقفها منذ ساعات , يسافر آلاف الأميال إلى مدينةٍ أخرى , من أجل هذا يدفعون له , و من أجل هذا هو أسطورةٌ في مجاله .

العمل السينمائي الثالث للمخرج الشاب جيسن ريتمان هو عملٌ سينمائي محترم , واحدٌ من قلةٍ من الأفلام التي أمتعتني بحق هذا العام , عملٌ يأتي في ذروة الأزمة الإقتصادية العالمية ليقدم هجاءاً إجتماعياً مظلماً – لكن بروحٍ منعشة – للإنعكاسات و التأثيرات التي أحدثتها هذه الأزمة على حياة الملايين , جيسن ريتمان للمرة الثالثة بعد Thank You for Smoking و Juno يبدو و كأنما يحمل هموم بيئته على كتفيه , و يبدو بعد ثلاثة أعمالٍ قدمها و كأنما هو فرانك كابرا الجديد , الوفي لعصره , و المخلص لبيئته , و المجسد لهموم أمته , و يرسخ إسمه بقوة كواحدٍ من المخرجين القلائل في سنه الذين إستطاعوا أن يصنعوا لأنفسهم بصمةً مبكرةً جداً , و مع هذا النسق التصاعدي لمستوى أعماله , و ترشيحين مبكرين جداً لأوسكار أفضل إخراج حققهما خلال 3 أعوامٍ فقط و أصبح بهما أصغر مخرجٍ على الإطلاق ينال ترشيحين للأوسكار , يمكننا أن نذهب بخيالنا بعيداً و نحن نتأمل المدى الذي يمكن أن يصل إليه هذا الـ ( فرانك كابرا ) المعاصر .

عن روايةٍ لوالتر كيرن يقدم جيسن ريتمان أفضل سيناريو مقتبس شاهدته هذا العام , و سيكون الأمر نوعاً من العبث بالنسبة لي إذا لم أشاهد جيسن ريتمان يتوّج بأوسكار أفضل سيناريو مقتبس هذا العام , بطل هذا السيناريو هو رجلٌ يعشق حالات البطالة , يستلذ بصناعتها , ربما لا يحب مهنته بالمعنى التقليدي للحب , لكننا لا نلبث أن نكتشف بأنها قبل كل شيء ( حياته ) , نعم بطلنا رايان بينغهام يعيش حياةً مؤطرةً بشدة تمثلها مهنته فقط , هذه المهنة هي كل شيء في حياة الرجل , هو أسطورةٌ حقيقيةٌ فيها , و هو غير مستعدٍ للتفريط فيها من أجل أي شيءٍ آخر , رايان بينغهام أربعيني يعمل لشركةٍ للموارد البشرية , يسافر يومياً آلاف الأميال ليقوم بطرد موظفٍ ما لشركةٍ ترغب بذلك , لأن أرباب العمل – بكل بساطة – لا يجرؤون على القيام بهذه المهمة , رايان بينغهام رجلٌ خدرته مهنته , و قوقعته , لا يدقق في حقائبه لأنه يستقل الطائرة أكثر من مرةٍ في اليوم الواحد , هدف الرجل في هذه الحياة هو الوصول إلى عتبة العشرة ملايين ميل من السفر جواً , رقمٌ لم يبلغه حتى أولئك الذين ذهبوا إلى القمر , و إنجاز لم يحققه سوى 6 أشخاصٍ فقط , و عندما تقتنع بأن هذا هو الهدف الأسمى لرجلٍ أربعيني , توقن تماماً بأن الرجل يعيش حياةً مجوفةً و خاليةً من أي معنى حقيقي , هذا إذا أمكن إعتبارها حياةً في الأساس .

في محاضراته يرى رايان بينغهام بأن عملاً كهذا يحتاج إلى تجميدٍ تام للعلاقات الإجتماعية , رايان بينغهام يرى بأن العلاقات الإجتماعية تتناقض في جوهرها مع روح العصر و سرعة العصر , و من أجل إكتمال الصورة تظهر ناتالي كينر , شابةٌ طموحةٌ في الثالثة و العشرين من عمرها , تقتحم مجاله , و تتسلم مهامها في شركته , و تقدم إقتراحها لتطوير العمل , من خلال نظامٍ ألكتروني لطرد الموظفين عبر الإنترنت و من خلال دائرة إتصالٍ مغلقة , نظام هدفه – كما هو الهدف الذي يسعى إليه بينغهام على الدوام – هو خفض النفقات , يبدو السحر و كأنما إنقلب على الساحر : شركةٌ لطرد الموظفين و تخفيض النفقات تحاول التخفيض من نفقاتها !! , نظام سيجعل صانع البطالة الأول في البلاد مهدداً بفقدان وظيفته , تحولٌ يجسد باكراً في الفيلم روح العصر التي يبحث عنها جيسن ريتمان في هذا النص , هذا العمل الذي يأتي في ذروة الأزمة الإقتصادية ليراقب الأثر الذي أحدثته على أرقام البطالة في الولايات المتحدة يحاول منذ البداية ملامسة روح العصر من خلال ظهور ناتالي كينر , الفتاة الكومبيوترية التي تبدو نسخةً بشريةً لفرضيات رايان بينغهام عن العلاقات الإجتماعية من خلال نظامها الإلكتروني الذي سيجسد – نظرياً على الأقل – النظرة الخالية من التواصل العاطفي للمجتمع الأميركي كما يراه رايان بينغهام , تقنية ناتالي كينر تلامس روح العصر باكراً جداً في الفيلم : العصرنة و التطور و ثورة الإنترنت في عقدٍ قدم للبشرية الفيس بوك و اليوتوب و بلوغر و ويكيبيديا .

هذا التصوير لا يتوقف عند ناتالي كينر فحسب , رايان بينغهام يقيم علاقةً عاطفيةً مع إمراةٍ ناضجةٍ تدعة أليكس , إختارها ربما لأنها لا تختلف عنه كثيراً , أليكس سيدة أعمالٍ تسافر كثيراً بطريقةٍ مماثلةٍ له , و لا نحتاج بظهورها لأكثر من مشهدٍ واحد لنعرف لماذا يتفق هذان الشخصان , يجلسان معاً لعقد مقارنةٍ بينهما حول البطاقات الخاصة بالزبون الدائم التي حصل كل منهما عليها من سفرياته المتعددة , يمارسان الجنس , ثم يضعان جهازي اللابتوب مقابل بعضهما البعض لتحديد موعد لقاءهما المقبل !! , إذا كان لرايان بينغهام أن يقيم علاقةً جنسيةً مع إمرأة , فإن أليكس هي الخيار الملائم .

مع هذا التطور الذي طرأ في العمل , يطلب رايان بينغهام من رئيسه في العمل إرسال موظفته الجديدة ناتالي كينر معه في جولةٍ مطولة ليعلمها الفارق الذي لم تستوعبه بعد , بين أن تطرد رجلاً أمامها , أو تطرد رجلاً عبر شاشة الكومبيوتر , هنا بالذات - و بإنسيابية لا أدري كيف أبدعها جيسن ريتمان – ينزلق رايان بينغهام – دون أن يدرك - في الدرب الذي يبدو مناقضاً تماماً لما يتشدق به , رايان بينغهام يحاول إقناع ناتالي كينر بأن الطرد عبر شاشة الكومبيوتر هي بدعةٌ غير موفقة , ينقل لها تجربته الحياتية عن معنى الجلوس أمام شخصٍ و إخباره بأن حياته ستنقلب إبتداءاً من هذه اللحظة , عن معنى التواصل الإنساني الذي يحدث في هذه اللحظة و الذي لا يمكن الحصول عليه عبر شاشة الكومبيوتر , الرجل الذي ألغى قيمة العلاقات الإجتماعية في حياته , يكتشف – دون أن يدري – بأنها هي الركن الأساسي لوظيفته , جيسن ريتمان ينسل بشخصية بطله من بعدها الأحادي في البداية إلى طبقاتٍ متعددة يغنيها هذا النص البديع : نشاهد هنا شخصيةً لطالما إبتعدت عن إنسانيتها و عن قيمة التواصل الإجتماعي في حياتها , تواجه شخصيةً كومبيوترية تحاول تجسيد روح العصر في هذه المهنة , و كي تنجح في المواجهة تجد نفسها – لا إرادياً – شخصيةً إنسانية ترى في بعد ( التواصل الإجتماعي ) لهذه المهنة ركناً أساسياً لا يمكن تعويضه , قبل أن يكتشف رايان بينغهام أن هذه الشخصية الكومبيوترية التي أمامه هي بشريةٌ أكثر مما يتصور , نص جيسن ريتمان يمتلك غنى لا يمكن تصوره على صعيد تطور الشخصيات , غنى لم أشاهد مثيلاً له على هذا الصعيد في سائر أفلام العام , بإستثناء A Prophet , نشعر بها تنزلق ضمن هذا الوضع لتقدم لنا وضعاً معاكساً تماماً للدواخل المفترضة لكل شخصية , دون أن ندرك تماماً كيف تمكن جيسن ريتمان أن يفعلها بهذه الطريقة .

الفيلم يتبنى تعدد الطبقات من خلال المعالجة أيضاً و ليس فقط من خلال تطور الشخصيات , هو يتعرض لتيمة ( خرّاب البيوت ) التي يقدمها أيضاً هذا العام فيلم أورين مورفرمان The Messenger , عن شخصٍ تلتقيه مرةً واحدةً في حياتك , لكنه يغير حياتك للأبد , لكن بطريقةٍ مغايرة رايان بينغهام ليس ويل مونتغمري , رايان بينغهام يرى في محاضراته بأن عمله ليس له ذكريات , من خلال نظرية العزلة الإجتماعية التي يعتمدها في حياته , و على الرغم من أن بينغهام يدرك الفقاعة التي عزل نفسه فيها إلا أنه لا ينزعج منها , رايان بينغهام على عكس ويل مونتغمري يستمتع بما يفعله , و تماماً كما فعل راندي روبنسون في رائعة دارين أرونوفسكي The Wrestler العام الماضي يحاول رايان بينغهام أن يخلق لنفسه عالماً خاصاً ضمن هذه الفقاعة , و لا يكون من الصعب علينا إدراك أن هدف بينغهام في الوصول إلى حاجز العشرة ملايين ميل هو في الواقع ناتجٌ عن فراغ القوقعة التي يعيش فيها , , يريد أن يصنع بذلك أمراً ممتعاً في عالمٍ غير ممتعٍ يعيش فيه , و هو أيضاً على خلاف ويل مونتغمري لا يمتلك ماضياً سيئاً ليهرب منه , حياته الفارغة ليست نوعاً من الهروب أو نوعاً من العقدة من أمرٍ ما , ماضي رايان بينغهام كان سعيداً , و عائلته تحبه , بينغهام لا يهرب من شيء و هذه هي مأساته , يعتبر أن هذه الحياة التي يعيشها هي بحد ذاتها طريقٌ إختطه لنفسه , و يمكنه أن ينجح فيه , و يصبح أسطورةً من خلاله , و يمكن أن يجد فيه الكثير من المتعة , حتى لو كانت هذه المتعة تتلخص في بطاقةٍ بلاتينية يحصل عليها لتخطيه العشرة ملايين ميل , و عندما يجد في أليكس حياةً بديلة كان هذا لأن الفقاعة بحد ذاتها قد إنفجرت , إنفجرت بظهور النظام الكومبيوتري لناتالي كينر , ناتالي كينر التي وجد فيها رايان بينغهام مخلوقاً بشرياً أكثر مما كان يعتقد , جعلته – كرد فعلٍ لنظامها الكومبيوتري - يفكر أكثر بالعلاقات الإجتماعية في وظيفته , يفكر بإنسانيةٍ أكثر في مهنةٍ غير إنسانية , و تجعله يخبر الحضور في محاضرته بأن العلاقات الإجتماعية هي أهم شيءٍ في حياتهم , تهزه من خلال فكرة الزواج التي يرفضها , و الموت وحيداً دون أحدٍ إلى جوارك , ناتالي - على خلاف ما تظهر - شابةٌ مشرقةٌ كثيراً من الداخل , تحلم بالزواج في سنة الثالثة و العشرين , و تطمح للإنجاب و الإستقرار , و تستغرب من هشاشة الحياة التي يتشدق بها هذا الرجل الذي يدعي خبرته و حاجة مهنته للتواصل الإنساني , على الرغم من أنه غير موجودٍ في حياته , قبل أن تنسفه في أفضل مشاهد الفيلم عندما تسأله عن جدوى الحياة التي يعيشها بعيداً عن الآخرين , و تعري حياته المزيفة التي يعتقد بأنها مليئة بالسحر و المتعة , و تندهش لحجم الفراغ الذي يولده بقاء المرء بعيداً عن شيءٍ يحبه و يألفه و يشتاق إليه , و عن معنى أن يكون هناك شيء حقيقي في حياتنا , ناتالي تقدم على الواجهة البحرية لميامي الصدمة الأعنف التي تلقاها بينغهام في حياته و هو يرى هذه الفتاة الكومبيوترية - كما خيّل له في البدء – بشريةً أكثر مما يتصور , و على الرغم من أن المواجهة لا تهزه في ظاهرها , إلا أنها أعادت له لاحقاً بعض الحسابات حول سخافة الآمال التي بناها لنفسها , الأمر الذي دفعه لاحقاً ليعتبر في توصيته إلى مديرها الجديد بأن قرار توظيفها سيكون أفضل قرارٍ إتخذه في حياته , و من بين كل هذا بدى بينغهام و كأنما وجد في أليكس تلك الحياة البديلة التي تتحدث عنها ناتالي , هي على الأقل ( و كما تقول له في أحد المشاهد ) الصورة الأنثوية منه , يتدرج بينغهام ( بفضل براعة جيسن ريتمان ) في إلتقاط إحساسه و شعوره الذي لا يقاومه حول إمكانية أن تكون أليكس أكثر من مجرد علاقةٍ عابرةٍ في حياته , هنا يعاني بينغهام ذات العقدة التي عاناها راندي روبنسون العام الماضي , عندما يحاول أن يوجد معنىً في عالمٍ كاملٍ من ( اللامعنى ) بناه طوال السنوات الماضية , يفكر في علاقةٍ أكثر جديةً مع أليكس , و يأخذها لتكون رفيقته في زواج شقيقته , حيث يعيد أواصر الود مع عائلته التي تحبه , يذهب معها لزيارة مدرسته القديمة , يتذكر دراجته , و الأماكن التي كان يواعد الفتيات فيها , يكتشف لوهلة بأن لديه ماضٍ جميل و عائلةٌ ودودة , لكنه أسرف طوال تلك السنوات في محاولة تناسي ذلك , و عندما يحدث المنعطف , تتولد ذات الردة التي تولدت لدى راندي روبنسون , يقطع بينغهام محاضراته كي يعلن لأليكس عن مشاعره , لكنه يكتشف بأنها متزوجةٌ و لديها أبناء كذلك , يقول لها بأنه إعتقد بأنه حياتها الحقيقية , يلومها على ذلك متناسياً بأنه في الأساس لم تكن له حياةٌ حقيقية , و لم يكن هو أيضاً الحياة الحقيقية لأي أحد , حتى شقيقاته , و عندما يتحقق حلمه المنتظر و تأتي البطاقة البلاتينية بعدما قطع العشرة ملايين ميل , يأتيه هذا الحلم في أكثر لحظةٍ يكون قد نسيه فيها و وجد ما يشغل باله و تفكيره , ليرد على تساؤل القبطان ( من أين أنت ؟ ) بعبارةٍ تختزل تماماً بطل جيسن ريتمان ( من هنا ) , نعم , يشير للطائرة .

ما أزعجني كثيراً في هذا العمل هو بعض اللحظات الإفتعالية التي تناثرت فيه , و كان يمكنه بسهولةٍ أن يتجاوزها و لا يقدمها , كتلك التي تبكي فيها ناتالي كينر عند تلقيها خبر إنفصالها عن حبيبها برسالةٍ SMS في هجائيةٍ لذيذة لنظامها الإلكتروني نفذت بطريقةٍ مفتعلة , أو تلك التي تنزلق فيها الكومبيوترية ناتالي كينر – دون مقدمات – بطريقةٍ مجنونة في سهرة Three Dogs Night التي قضاها الرفاق في ميامي , أو تلك التي يحاول فيها رايان بينغهام إقناع خطيب شقيقته بالعدول عن أفكاره , و إتمام هذا الزواج , مشهد يحاول فيه نص ريتمان وضع مباديء بطله على المحك عندما يحاول إقناع الرجل بفكرة الزواج على الرغم من أنه هو ذاته غير مقتنعٍ بها , لكنه لا يقدمه بالطريقة التي يمكن أن يؤثر بها فعلاً , فيبدو المشهد بالنتيجة ساذجاً و خاوياً و دون قيمة .

لكن دعك من هذا كله , فأداءات هذا الفيلم قادرةٌ على تجاوز كل ذلك , جورج كلوني يقدم واحداً من أفضل الأداءات في مسيرته , يضفي على التحولات المفصلية التي تمر بها شخصية رايان بينغهام قيمةً حقيقيةً و يجعلها تصل للمعنى الذي ينشده النص منها , دون أي إنفعالاتٍ فائضة أو حواجز مقيدة , فيرا فارميغا تصنع من أليكس إمرأةً غايةً في الجاذبية و الأنوثة , ذلك النوع القادر على إقناع رجل فقد رغبته في التواصل الإجتماعي في الإنجذاب لها و الرغبة في الإستمرار معها , آنا كيندريك تقدم واحداً من أفضل أداءات العام لشخصية ناتالي كينر , أكثر الشخصيات التي أحببتها هذا العام , إختيار كيندريك موفقٌ للغاية , تشعر في بدايات الفيلم بأن هذه الفتاة مهووسة بالفعل بالتقنية , قبل أن تكشف شيئاً فشيئاً عن كمية الغنى التي تمتلكها روح هذه العشرينية المشرقة , كيندريك تقدم مع كلوني مستوىً عالٍ جداً من الكيمياء , ينقلان لك الصورة التي يتبناها النص عن الفارق بين خبرة بينغهام و حداثة العهد لدى ناتالي , أحياناً كثيرة تشعر بأن هناك ممثلاً واسع الخبرة إسمه جورج كلوني يحاول أن يفرض وجوده أمام ممثلةٍ طموحةٍ إسمها آنا كيندريك !

وراءهم جميعاً وقف إخراج جيسن ريتمان , إيقاعه الذي يتمايل و لا ينحني , موسيقى الكاونتري الجميلة التي تنساب في الفيلم , المونتاجات اللذيذة التي تروض حياة الخواء التي يعيشها بينغهام , القدرة الفذة على الإنتقال من تيمات ( كوميديا المهنة ) و ( أفلام الطريق ) التي يبدو عليها في البداية إلى ( دراما التحول ) ذات المسحة التراجيدية التي يتبناها لاحقاً , ميزان الكوميديا و الجدية الذي يجعل هذا الفيلم رائق المزاج , و ممتعاً , و مثيراً للمشاهد , أمورٌ تستحق التقدير و رفع القبعة قدمها جيسن ريتمان في فيلمه السينمائي الثالث .

أصعب المعالجات في السينما منذ الأزل هي تلك التي تتطرق للواقع الراهن الذي ما يزال يحدث من حولنا , و الإنعكاسات التي تنتج عن هذا الواقع , تحتاج للكثير من الحذر و الدقة لتتعرض لأمرٍ كهذا , هذا الفيلم يناقش إنعكاسات الأزمة الإقتصادية العالمية , و ثورة المعلوماتية في الألفية الجديدة , ليس فقط من منظورها الجوهري كأزمة , أو كثورة , بل من منظورها الإنساني في مجتمعٍ إزدادت فيه التقنية و إنخفضت فيه بشرية الإنسان حتى كادت تتلاشى , و في الختام يقف رايان بينغهام أمام لوحة المواعيد في أحد المطارات , و يقرر إكمال حياته كما بدأها لأنه إكتشف بأنه لم تكن له حياة في الأساس كي يحاول البحث عنها في الخارج , بالنسبة لي : هذا واحدُ من أفضل أفلام العام .

التقييم من 10 : 9


أكمل قراءة بقية الموضوع »

The Killer Inside Me Movie Poster

The Killer Inside Me Movie Poster


بطولة : جيسيكا ألبا , كيت هدسون , سيمون بيكر , كيسي أفليك , إلياس كوتياس , بيل بولمان
إخراج : مايكل وينتربوتوم




أكمل قراءة بقية الموضوع »

Defendor Movie Trailer

Defendor Movie Trailer



بطولة : وودي هارلسون , كات دينينغز , إلياس كوتياس
إخراج : بيتر ستيبينغز





أكمل قراءة بقية الموضوع »

The Secret of Kells Movie Poster

The Secret of Kells Movie Poster


بأصوات : بريندان غليسون , ليام هوريكان , ميك لالي
إخراج : توم مور , نورا توومي



أكمل قراءة بقية الموضوع »

Oscar Nominees Luncheon Photo 2010

الصورة الجماعية لمرشحي جوائز الأوسكار لعام 2010


إضغط على الصورة لتكبيرها



أكمل قراءة بقية الموضوع »

Once Fallen Movie Poster

Once Fallen Movie Poster

بطولة : برايان بريسلي , تاراجي بي هنسون , إد هاريس , أيمي ماديغان
إخراج : آش آدامز



أكمل قراءة بقية الموضوع »

الأحد، 14 فبراير 2010

كيت وينسليت و تود هاينز رسمياً في مشروع Mildred Pierce


بعد سلسلةٍ مطولةٍ من الإشاعات و التلميحات في مايو الماضي , و بعض الإشارات القوية في أغسطس , أكدت The Hollywood Reporter يوم أمس كل ما تناقلته الصحف و وسائل الإعلام عن مشروع إعادة كلاسيكية المخرج الكبير مايكل كورتيز Mildred Pierce من قبل شركة HBO العملاقة لأعمال الكيبل , في فيلمٍ من خمس ساعات سيعرض على قنواتها , و ستقوم ببطولته النجمة البريطانية كيت وينسليت , و تقوم HBO بإنتاجه بالتعاون مع MGM و Killer Films و المنتج جون ويلس .

و تماماً كما جاء في الشائعات , أكد تقرير المجلة بأن إخراج العمل أسند رسمياً للمخرج المرموق تود هاينز الذي قدم للعالم فيلمي Safe و I'm not There و سبق له مجاراة الكلاسيكيات الميلودرامية العظيمة في عصورها الذهبية عندما قدم في عام 2002 فيلمه الذي تحول إلى ما يشبه الكلاسيكية Far From Heaven , مديراً جوليان مور في دورٍ إستلهم الكثير من سوزان هايوارد و جوان كروفورد .

و سيقتبس تود هاينز في هذه الإعادة رواية جيمس إم . كاين النوارية الشهيرة , عن ميلدريد بيرس الأم العزباء التي تعمل كنادلة في مطعم و تكافح بقوة لكسب حب إبنتها الكبرى , و تأمين حياةٍ كريمةٍ لها في مجتمع لوس أنجلوس إبان الكساد الكبير في عشرينيات القرن الماضي , و ستؤدي كيت وينسليت الدور الذي لعبته الراحلة جوان كروفورد و منحها جائزة أوسكار أفضل ممثلة عام 1945 , في واحدٍ من أشهر الأدوار الميلودرامية في تاريخ هوليوود .

و لم يذكر التقرير أي تفاصيل بخصوص الممثلتين اللتين من المقرر أن تقوما بدور أيدا و فيدا إبنتي ميلدريد بيرس اللتين قامت بأداءهما إيف آردن و آن بليث في نسخة مايكل كورتيز عام 1945 و منحتا يومها ترشيحين لأوسكار أفضل ممثلة مساعدة , كما لم يحدد التقرير جدولاً زمنياً لتصوير العمل .



أكمل قراءة بقية الموضوع »

How to Train Your Dragon Movie Poster

How to Train Your Dragon Movie Poster


بأصوات : جاي باروشل , جيرار باتلر , أميركا فيريرا
إخراج : ديان ديبلوا , كريس ساندرس





أكمل قراءة بقية الموضوع »

يعرض على التلفيزيون 14-2-2010

Point Break

بطولة : كيانو ريفز , غاري بيزي , توم سيزمور , باتريك سويزي
إخراج : كاثرين بيغالو


الفيلم السينمائي الرابع لمخرجة الموسم كاثرين بيغالو , يتتبع عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي جوني يوتاه لاعب كرة القدم الأمريكية السابق الذي يرسل إلى لوس أنجلوس لملاحقة أربعة من سارقي البنوك الذين نفذوا بعض السرقات الناجحة التي عجز أمامها رجال الـ FBI , حيث تكون المسئولية أمام يوتاه و زميله باباس وضع الخطة الملائمة للإيقاع بهذه العصابة الغامضة التي يعتقد بأنها من راكبي الأمواج .

الفيلم وصفه البعض بالمحاولة الفاشلة لصناعة إثارةٍ ناجحة , و بالرغم من ذلك يبقى فيلماً مثيراً بالنسبة لآخرين , و يأتي توقيت عرضه الآن مناسبةً لأولئك الراغبين بالإطلاع على بعض الأعمال السابقة لمخرجة The Hurt Locker كاثرين بيغالو .

يعرض الفيلم على قناة Fox Movies اليوم الأحد في الساعة 20:00 بتوقيت غرينيتش , و يعاد الإثنين في الساعة 16:00 بتوقيت غرينيتش .





أكمل قراءة بقية الموضوع »

The Last Song Movie Poster

The Last Song Movie Poster


بطولة : مايلي سايروس , ليام هيمسوورث , غريغ كينير
إخراج : جولي آن روبنسون




أكمل قراءة بقية الموضوع »

Toy Story 3 Movie Trailer

Toy Story 3 Movie Trailer



بأصوات : توم هانكس , تيم ألن , جوان كيوزاك
إخراج : لي أونكريتش



أكمل قراءة بقية الموضوع »

Defendor Movie Poster

Defendor Movie Poster


بطولة : وودي هارلسون , كات دينينغز , ساندرا أوه
إخراج : بيتر ستيبينغز





أكمل قراءة بقية الموضوع »

السبت، 13 فبراير 2010

يفتتح هذا الأسبوع 12-2-2010

The Wolfman

بطولة : بينيسيو ديل تورو , أنتوني هوبكنز , إيميلي بلونت , هوغو ويفينغ
إخراج : جوي جونستون


رجل نبيل يدعى لورانس تالبوت يعود إلى بلدته الأم لتحري الإختفاء المفاجيء لشقيقه , المترافق مع مقتل بعض القرويين على يد وحشٍ مرعب , لكن هذه العودة ستعني لقاءه من جديد بوالده الجافي , و لقاءه بخطيبة أخيه الملهوفة , قبل أن يكتشف هناك قدراً أشد سواداً من أبشع كوابيسه و أكثرها ظلمة .

الفيلم الذي تأجل عرضه 3 مرات يظهر إلى النور أخيراً , لكن لا يبدو بأن ظهوره يحمل أخباراً سعيدةً لها بعد هذا الإستقبال النقدي المخيّب الذي حظي به , و على الرغم من ذلك فإنه مهيأ – بناءاً على طول الإنتظار – ليبلي بشكل جيد في شباك التذاكر .





أكمل قراءة بقية الموضوع »

يفتتح هذا الأسبوع 12-2-2010

Valentine's Day

بطولة : جوليا روبرتس , جيمي فوكس , آن هاثاواي , جيسيكا بيل , جيسيكا ألبا , كاثي بيتس
إخراج : جيري مارشال


مجموعة من القصص المختلفة عن ثنائيات من العزاب و المتزوجين , تدور أحداثها في الفترة المحيطة بعيد الحب في مدينة لوس أنجلوس .

توقيتٌ مميز لطرح فيلم شركة New Line Cinema الجديد تزامناً مع الفالانتاين , و مجاراةً للنجاح المميز الذي حظي به فيلم He's Just Not That Into You و الذي إستثمر أيضاً عدداً كبيراً من نجوم هوليوود في الفترة ذاتها العام الماضي , لكن إلى أي مدى سيكون هذا النجاح ؟





أكمل قراءة بقية الموضوع »

يفتتح هذا الأسبوع 12-2-2010

Percy Jackson & the Olympians: The Lightning Thief

بطولة : لوغان ليرمان , بيرس بروسنان , أوما ثيرمان , شون بين
إخراج : كريس كولومبوس


تتغير حياة المراهق بيرسي جاكسون عندما يكتشف بأن والده الحقيقي هو بوسايدون إله البحار في الأساطير الإغريقية , و أنه مرسلٌ في مهمة لإنهاء النزاع بين والده و زيوس كبير الآلهة و حادس سيد الجحيم .

الجزء الأول من سلسلةٍ من كتب المغامرات كتبها ريك ريوردان , يأتي من كريس كولومبوس مخرج الجزئين الأوليين من سلسلة هاري بوتر , توقيت عرض الفيلم و أسماء أبطاله و مخرجه سيضمن الكثير لهذا الفيلم في شباك التذاكر خلال الأسابيع القليلة المقبلة .




أكمل قراءة بقية الموضوع »

الخميس، 11 فبراير 2010

An Education

كتب : عماد العذري

بطولة : كاري موليغان , بيتر سارسغارد , ألفريد مولينا
إخراج : لون سكيرفيغ

يحكي الفيلم السينمائي الخامس للمخرجة لون سكيرفيغ قصة جيني , تلميذة بريطانية مجتهدة في السادسة عشر من عمرها تقطن في ضاحية تويكنهام اللندنية عام 1961 , تحاول تحقيق حلم والديها بالنجاح و التفوق , كي تتمكن من الذهاب إلى جامعة أوكسفورد , لكن الأمور تتغير في حياتها مع ظهور ديفيد , شابٌ يهودي ثري و جذاب يكبرها بسنوات , يدخلها إلى عوالم ما كانت تحلم بإرتيادها , و يقدمها إلى مجتمع النخبة البريطاني , و يقودها إلى المطاعم و المسارح و المتاحف , و يحقق لها حلم الذهاب إلى باريس , قبل أن تكتشف بأن الأحلام الوردية لا تستمر للأبد .

يمثل هذا الفيلم التجربة الإخراجية الخامسة للمخرجة الدنماركية لون سكيرفيغ , التي تخرجت من مدرسة الدوغما لصناعة الأفلام , و حققت عام 2000 فيلماً بعنوان Italian for Beginners , و هو الفيلم الذي أصبح العمل السينمائي الثاني عشر الذي ينال موافقة قانون الدوغما لصناعة الأفلام , و بإستثناءه لم تقدم سكيرفيغ طوال الأعوام التالية ما يمكن إعتباره عملاً سينمائياً مهماً , حتى واتتها الفرصة الآن – في أفضل أعوام الإخراج النسائي في تاريخ هوليوود – مع هذا النص الذي كتبه نيك هورنبي إقتباساً عن مذكرات الصحفية البريطانية لين باربر .

تفتتح سكيرفيغ فيلمها بواحدة من أجمل تترات الإفتتاح لعام 2009 , تستعرض من خلالها بعض التفاصيل الممتعة المتعلقة بالحياة الدراسية , كتمهيد منطقي لصورة بطلتها جيني , و ما أن تظهر هذه الصورة حتى نقع في غرامها من اللحظة الأولى بفعل أداءٍ أخاذ من اللقطة الأولى تقدمه النجمة البريطانية الشابة كاري موليغان في أول دور بطولةٍ تقوم به , نستعرض من خلال هذه البداية النمطية التي تعيشها جيني – و أغلب من هم في سنها في بريطانيا الستينيات – حيث الأجواء العائلية المحافظة , و الطموحات البراقة التي تراود الأهالي برؤية أبناءهم طلاباً في جامعةٍ عريقةٍ مثل أكسفورد , و نتأمل عمل جيني على هوايتها – أو ما يفترض بأنه كذلك – في عزف التشيللو , دون أن نراوغ بعض النزوات المنطقية التي تستحوذ عليها خصوصاً عندما نراها تستلطف باكراً زميلاً لها في الصف , تقديم يكون كافياً لمعرفة نوعية الحياة التي تعيشها جيني في هذا المجتمع , و طموحات الإنفتاح التي تراودها , و التجربة الحياتية المحدودة التي تمتلكها , هنا يظهر ديفيد , و لا يستهلك نص هورنبي ( كاتب High Fidelity و About a Boy ) وقتاً طويلاً ليوقع جيني في شباك هذا الرجل الذي يكبرها بمثل عمرها , و مشهد اللقاء الأول بينهما تقدم فيه سكيرفيغ واحداً من أفضل مشاهد اللقاء الأول في عام 2009 , ديفيد يخبر جيني في لقاءه الأول بأنه يدرس في مدرسة الحياة , جملةٌ تبدو ذات وقعٍ خاص لدى المراهقة المقيدة , و لقاءٌ يبدو رائعاً وفقاً للفئة العمرية التي ينتمي إليها طرفاه , يبدو فيه ديفيد ( بفضلٍ أداء الرائع دوماً بيتر سارسغارد ) بكل وسامته و سحره وجاذبيته شخصاً غايةً في المثالية بالنسبة لجيني , و لعل أجمل مافي الفيلم في هذه المرحلة المبكرة فيه هو هذه السرعة التي يبني من خلالها علاقة جيني بديفيد بحيث يجعلها تبدو في ختام الفيلم كنزوةٍ أكثر من كونها علاقةً حقيقيةً تحتاج لبناءٍ تدريجي , و عندما تراه للمرة الثانية و يدعوها لحفلةٍ موسيقية , تحمل كاري موليغان ( التي تؤدي دوراً يصغرها بسبعة أعوام ) كل الثقل الملقى على عاتقها في صناعة سحر جيني لدى المشاهد و تلقي به بعنفوانٍ حقيقي على الشاشة , لتُظهر للمشاهد بصدقٍ مقدار اللهفة التي أصبحت تسيطر على هذه التلميذة المراهقة , و كمية السحر الذي إستقبلته من هذا الرجل الناضج الذي بدأ يشغل جزءاً من تفكيرها .

بعد ذلك تنجرف جيني في علاقتها بديفيد , يقودها إلى الحفلات الموسيقية , و المزادات , و المطاعم , و يقدمها إلى مجتمع النخبة البريطاني , و يرحل بها إلى أكسفورد , يتيح ديفيد لجيني رؤية كل ما حلمت برؤيته مستقبلاً , و يتيح لها الفرصة لتنضج قبل الأوان , و على الرغم من أن جيني كان يمكن أن تكون فتاةً غير متزنة , أو غير جميلة , مما يجعل ديفيد يبدو إغراءاً مثالياً لها إلا أن نص هورنبي لا يلجأ لذلك , جيني وفقاً لهذا النص فتاةٌ ذكية و مهذبة و متزنة الأمر الذي يلقي بمهمةٍ مضاعفة و ثقل أكبر على عاتق موليغان لإقناعنا بهذا الإنجراف , و هو ما تنجح فيه ممثلة الأربعة و عشرين ربيعاً بإمتيازٍ تام .

بالتوازي مع ذلك يستنزف نص هورنبي بعض جهوده لرسم حدود العلاقة بين والدي جيني و ما يحدث من حولهما , أهل جيني ليسوا أغنياءً أو متنفذين أو ذوو وضعٍ إجتماعيٍ خاص , أسرةٌ بريطانية تقليدية تتلخص طموحاتها في إرسال إبنتها إلى جامعة أكسفورد , حتى و إن كان هذا الأمر لا يعني الكثير للإبنة , و حتى لو تطلب ذلك فرض هوايةٍ معينة على الإبنة على الرغم من إعترافهم بأن الهواية بالذات لا يمكن فرضها على أحد , والد جيني ( يؤديه ألفريد مولينا في أحد أفضل الأداءات في مسيرته ) الذي يطمح للمظهر الإجتماعي من خلال إرسال إبنته إلى أكسفورد أكثر من رغبته بتعليمٍ أفضل ستناله هناك , يفكر على الرغم من هذا الطموح بتكاليف الدراسة الباهضة هناك , و بشكلٍ لا يختلف عنه تبدو والدتها أيضاً التي تفكر بمشاعر الآخرين أكثر من تفكيرها بمشاعر إبنتها , و عندما يظهر ديفيد في حياة هذه الأسرة , تبدو بعض مخططاتهم و كأنما أصبحت مهددة بفعل الخيارات الأخرى التي أتاحها وجود ديفيد لجيني , فيحاولون صنع حاجز حول إبنتهم , و على الرغم من رغبة والدي جيني حمايتها مما يجري إلا أنهم سذّج جداً في الواقع , و سرعان ما يقعون هم أيضاً في شباك ديفيد , الذي يبهرهم و يشعرهم بالأمان , و يبدو مع تقدم الأحداث خياراً مثالياً بالنسبة لهم وفقاً لهاجس المظهر الإجتماعي الذي يراودهم : إذا لم تتمكن جيني من الذهاب إلى أكسفورد , فعلى الأقل ستتزوج رجلاً وسيماً و ثرياً , يمكنه أيضاً أن يتكفل بمصاريف دراستها هناك , و إذا ما شعر المشاهد للحظة بأن ممانعة الأهل لإنجراف جيني مع ديفيد هي ممانعة جوفاء و ساذجة و مفتعلة , فهذا يعود في الواقع إلى أنهم لا يمانعون , أهل جيني هم جزء من هذه النقلة النوعية التي تعرضت لها بين مفهومي التربية و التعليم الذين يتطرق لهما هذا الفيلم , و جزء من هذه التجربة الثمينة التي عاشتها و تعلمت منها .

بالمقابل يبدو أجمل ما في إخراج لون سكيرفيغ هو ذكاءها في التعامل مع هذا النص بحيث أبقته – كما هو مفترض – بعيداً عن الرومانسية المفترضة بين البطلين , هذا الفيلم ليس رومانسياً بالمعنى التقليدي للرومانسية , الرومانسية المتشكلة في هذا الفيلم لا تحدث بين جيني و ديفيد , بل تحدث بين جيني و الفرص المتاحة أمامها , و المستقبل الذي ينتظرها , و المتع الموجودة في الحياة من حولها , جيني تحصل من خلال رومانسيتها هذه على تجربة ثمينةٍ و لا تعوض على الرغم من حجم الجرح الذي تتلقاه منها , لون سكيرفيغ تتمكن بإمتياز من إبقاء الوتر العاطفي بين جيني و ديفيد عند حدٍ معين , و التكثيف بالمقابل على التجربة الحياتية التي ستكتسبها جيني من علاقتها بهذا الرجل , و تجعل من ميلودراما الفيلم حدثاً جانبياً عابراً يأتي من الخلف و لا يهز الإيقاع فيه , ربما من خلال الصورة التي يجسدها نص هورنبي و أداء موليغان لجيني الذكية و الصلبة القادرة على التعلم من أخطاءها و تحمل المسئولية تجاهها , و ليست جيني الساذجة التي إستسلمت و إعتبرت نفسها ضحيةً لهذه الأخطاء , نص هورنبي يتعرض لإغراء النضوج , و أحلام النضوج الذي تراود من هم في سن جيني في قفز مرحلةٍ عمريةٍ إلى الأمام , و سكيرفيغ بطريقةٍ مماثلة تبقى وفيةً لهذا المحور و لا تحاول أن تبتعد عنه في إنجرافاتٍ عاطفيةٍ أو ميلودراميةٍ مفتعلة .

في اللب الحقيقي للنص يتعرض هورنبي للفارق الحقيقي بين التربية و التعليم , الفارق الذي إستمر في الإنسلال طوال الأحداث الماضية , و نحن نراقب التكثيف الشديد في النص على حقيقة تفوق جيني و براعتها في دروس التشيللو و صفوف الترجمة , و على الطرف الآخر التجربة الحياتية المحدودة للغاية التي حظيت بها في حياتها , هذا الفارق الذي يتجلى في أفضل مشاهد الفيلم عندما تواجه مديرة المدرسة ( تؤديها الرائعة إيما تومسون ) طالبتها المنتشية بخبر خطوبتها من فارس أحلامها متناسية تفوقها الدراسي و حلم الوصول إلى أكسفورد , في هذا المشهد الرائع تتجلى عقدة الفيلم الأهم , لون سكيرفيغ تظهر لنا هنا الفارق الغير مدرك بين التربية و التعليم , من وجهة نظر الآباء و المربين و من وجهة نظر الأبناء كذلك , ترى مديرة المدرسة بأن مستوى طالبتها قد تراجع بسبب الأحلام الوردية التي إنجرفت فيها جيني بعد تعرفها بديفيد , بينما ترى جيني ( في أفضل مقطوعات كاري موليغان الأداءية في الفيلم ) بأن ( التعليم ممل ) , و أن كل ما تتلقاه في حياتها هو التعليم , و لا أحد يهتم بالتربية , ليس لنقص وعي المربي , بل لجهله المعنى الحقيقي لها : ليس في توجيهنا للصحيح و الخاطيء , أو مالذي علينا أن نفعله و ذلك الذي يجب علينا أن نتجنبه , هذا الإملاء هو بحد ذاته تعليم , التربية كما تراها جيني هي في إتاحة الفرصة لنا لنجربه , و نعيشه , و نتعلم منه , و نكتشف الخطأ فيه , جيني تعلمت من تجربتها هذه الكثير عن الحياة , و الكثير عن الحب , و الكثير عن جيني أيضاً , الكثير عن الشيء الحقيقي الذي تبحث عنه أو تريد الوصول إليه , الفيلم – كما يظهر عنوانه – ليس رسالةً تحذيريةً من علاقة فتاةٍ برجلٍ يكبرها سناً , بل هو عن قيمة التجربة بحلوها و مرها , و الغنى الذي تضفيه على شخصيتنا , و التغيير الذي تحدثه في طموحاتنا و توجهاتنا .

و على الرغم من أن جيني بالنتيجة تبدو ضحيةً لنوايا ديفيد , إلا أنها أيضاً إستغلته بطريقةٍ لم تدركها لتحقيق بعض أحلامها , جيني كان يمكن لها أن تستفيق في أي مرحلةٍ من مراحل علاقتها بديفيد , لكنها لم تفعل , بل بالعكس بدت و كأنما تستمتع بلعب دورها , ذهبت معه إلى باريس , و حصلت منه على القبلة الأولى , و قضت معه ليلتها الأولى كذلك , و رأت كل ما يمكن أن تحلم به فتاةٌ في سنٍ كهذا , قبل أن تجد نفسها في سن السادسة عشرة مخطوبةً لشاب تحلم به الكثيرات من بنات جيلها , شابٌ ساحر و جذاب يعرف جيداً ما تحب و ما تكره , جعلها تعيش هذه الكذبة , بل و تشعرنا بأنها في الواقع ترحب بهذه الخديعة , لذلك يبدو ردها عند إكتشافها حقيقة ديفيد رداً محيراً و غير مفهوم , و نجدها تطلب منه الدخول لإخبار أهلها , و تنتظره لكنه لا يفعل , جيني أحبت لوهلة الإستمرار في هذه الكذبة , و غفلت عن حقيقة أنها كذبة حتى و إن كانت جميلةً إلى درجةٍ لا تصدق , جزءٌ جميلٌ و خفي في نص هورنبي نجحت أيضاً سكيرفيغ في تقديمه بذات الذكاء و الإختباء الذي هو موجود عليه في النص , و موليغان بالمقابل تنجح طوال هذا في تصوير جيني بطريقةٍ محبوبةٍ جداً , و تتمكن من جعلها ضحيةً لما يحدث , حتى عندما لا تكون , و تمنح نوعاً من الإشراق و المتعة لدورٍ يبدو حزيناً و معقداً على الورق , في أفضل أداءٍ نسائي رئيسي شاهدته خلال عام 2009 .

ما سلبني متعتي مع هذا الفيلم هو الإيقاع الداخلي للشخصيات في مراحل الذروة من الفيلم , و على الرغم من أن الإيقاع الخارجي للحبكة يبقى ممتازاً و غير قابلٍ للإهتزاز , إلا أن الإيقاع الداخلي يهتز بوضوح , و يشعرك في بعض مراحله بأنه يقدم شخصياتٍ مجوفةً و فارغة المعنى على الرغم من أنها ليست كذلك , تتطور الشخصيات فجأةً ثم ترتخي فجأةً أيضاً , الأمر الذي صنع تجويفاً لا يفترض أن يكون موجوداً فيه , و بالرغم من وجوده إلى أنه لا يهز الإيقاع الخارجي للفيلم , ربما لأن الإيقاع الداخلي يبقى متناسقاً في ( لا تناسقه ) حتى و إن لم تستطع تجاهل وجوده .

في الختام تلوم جيني والدها , لأنه زرع الخوف فيها من كثيرٍ من الأمور لدرجةٍ جعلها تنبهر بأول شيءٍ مختلف وجدته أمامها , و لم تستطع أن تمنع عقلها الباطن من الإنجراف معه , لكنها بالنتيجة تعلمت من تجربتها هذه , و تعود إلى توازنها فيعود إيقاع الفيلم كله إلى توازنه , و كأنما كان إيقاع الشخصيات مجنوناً لأن ما كان يحدث أمامنا ما هو إلا تطوراتٌ مجنونة , An Education عملٌ سينمائي ممتاز , نصٌ غني و حقيقي , إخراجٌ نسائي حذق لعقدةٍ نسائية الملامح , و أداءاتٌ محنكة من واحدٍ أفضل طواقم 2009 , في واحدٍ من أفضل أفلام 2009 .

التقييم من 10 : 9


أكمل قراءة بقية الموضوع »

The Last Airbender Movie Trailer

The Last Airbender Movie Trailer



بطولة : نواه رينجر , نيكول بيلتز , جاكسون راثبون , ديف باتل
إخراج : إم . نايت شيامالان




أكمل قراءة بقية الموضوع »

الأربعاء، 10 فبراير 2010

The City of Your Final Destination Movie Poster

The City of Your Final Destination Movie Poster


بطولة : أنتوني هوبكنز , تشارلوت غينسبورغ , لورا ليني
إخراج : جيمس أيفوري




أكمل قراءة بقية الموضوع »

الاثنين، 8 فبراير 2010

Clash of the Titans Movie Poster

Clash of the Titans Movie Poster


بطولة : سام وورثينغتون , ريف فاينز , ليام نيسن , جيما أرتيرتون , داني هيوستن
إخراج : لويس ليترييه





أكمل قراءة بقية الموضوع »

شباك التذاكر الأمريكي 7-2-2010

كتب : عماد العذري

يعد سبعة أسابيع متتالية في صدارة شباك التذاكر , تجرأ فيلمٌ ما على الإطاحة بـ Avatar من القمة , و لأنه أسبوع مباراة الـ Super Bowl , فإن شركة سوني أعدت لهذا الأسبوع دراما رومانسية يخرجها السويدي لاسه هالستروم , و يقوم ببطولتها النجمان الشابان تشانينغ تاتوم و أماندا سايفريد , و على الرغم من بعض الشكوك تمكن Dear John من إحتلال صدارة شباك التذاكر الأميركي بعد سبعة أسابيع متتالية قضاها فيلم جيمس كاميرون في صدارة شباك التذاكر و حطم خلالها كل الأرقام القياسية التي كان يحملها فيلم جيمس كاميرون السابق Titanic .

فيلم لاسه هالستروم المستند إلى كتابٍ لنيكولاس سباركس تمكن من حصد 32.4 مليون دولار في إفتتاحيته في عطلة نهاية الأسبوع , متفوقاً على إفتتاحيات أفلام نيكولاس سباركس الماضية مثل The Notebook و Nights In Rodanthe , و أرسل الفيلم الكثير من النساء و المراهقات إلى الصالات حيث تشكل الدراما الرومانسية صنفاً مستهدفاً لهذه الشريحة , و شكلت النساء قرابة 84 بالمئة من إجمالي الحضور .

بالمقابل حقق Avatar كل ما يحلم به أي فيلم , و لم يعد لديه ما يخسره , و في عطلة نهاية الأسبوع الثامنة منذ إنطلاقه أضاف فيلم جيمس كاميرون 23.6 مليون دولار أخرى , وصلت بمجموع عائداته في الولايات المتحدة إلى 630 مليون دولار على رأس القائمة التاريخية لشباك التذاكر الأمريكي , كما قفز بإيراداته الإجمالية حول العالم إلى أكثر من 2.1 مليار دولار , و مع نيله مؤخراً 9 ترشيحاتٍ لجوائز الأوسكار لا يبدو بأن فيلم جيمس كاميرون سيتوقف هنا .

بالمقابل من هذه النجاحات , إستمرت شركة Lionsgate في خيباتها , هذه المرة عن طريق فيلمها المنتظر From Paris With Love الذي يأتي من مخرج Taken بيير موريل و يقوم ببطولته النجمان جون ترافولتا و جوناثان رايس مايرز , الفيلم أفتتح بـ 8.1 مليون دولار , في واحدة من أسوأ إفتتاحيات جون ترافولتا , و لا يبدو الوضع مبشراً إطلاقاً لهذا الفيلم خلال الأسابيع القليلة المقبلة .

ميل غيبسون تراجع هذا الأسبوع بفيلمه Edge Of Darkness من المرتبة الثانية في أسبوع إفتتاحه إلى المرتبة الرابعة في أسبوعه الثاني , لكن بتراجع فاق الـ 60 بالمئة عن أسبوعه الأول , الفيلم إكتفى بـ 7 ملايين دولار من عرضه في أكثر من 3 آلاف صالة , وصلت بمجموع عائداته إلى 29 مليون دولار خلال 10 أيام من العرض .

بالمقابل لم يتعرض The Tooth Fairy للتراجع ذاته , و خفف 30 بالمئة من إيرادات الأسبوع الماضي , محققاً 6.5 مليون دولار هذا الأسبوع إحتل بها المرتبة الخامسة , و رفع من مداخيله خلال 17 يوماً من إطلاقه إلى 35 مليون دولار , لكنها تبقى دون المأمول إذا ما علمنا بأن فيلم دواين جونسون الجديد كلف 50 مليون دولار لإنتاجه .

في المرتبة السادسة جاء فيلم ديزني الجديد When In Rome الذي حقق هذا الأسبوع 5.5 مليون دولار , و تمكن بعد 10 أيام على إطلاقه من تحقيق 20.8 مليون دولار .

سابعاً حل دنزل واشنطون بفيلمه الجديد The Book Of Eli , الفيلم حقق في أسبوعه الرابع 4.8 مليون دولار , و تمكن بعد 24 يوماً على إطلاقه من تحقيق 82.1 مليون دولار , و مايزال أمامه 3 أسابيع على الأقل للوصول إلى عتبة المئة مليون دولار .

بالمقابل وسعت ترشيحات الأوسكار الثلاثة التي نالها فيلم سكوت كوبر Crazy Heart من نطاق عرضه ليصل إلى 800 صالة عرض , عاد منها بـ 3.6 مليون دولار محتلاً المرتبة الثامنة هذا الأسبوع , الفيلم وصل بإيراداته الكلية الآن إلى 11 مليون دولار .

فيلم بول بيتني الجديد Legion إحتل المرتبة التاسعة هذا الأسبوع من خلال 3.4 مليون دولار أضافها إلى خزائنه التي إمتلأت بعد 17 يوماً على إطلاقه لـ 34.6 مليون دولار , و لا يبدو بأن أمامه المزيد لتحقيق ما هو أفضل من هذا الرقم .

في المرتبة العاشرة هذا الأسبوع حل Sherlock Holmes الفيلم الجديد للمخرج غاي ريتشي , و الذي أضاف هذا الأسبوع 2.6 مليون دولار , ليصبح عاشر فيلم في عام 2009 يكسر حاجز المئتي مليون دولار , محققاً 201.5 مليون دولار خلال الأسابيع السبعة لعرضه , و يبدو وداعاً جيداً لـ Top 10 شباك التذاكر الأمريكي .

أكمل قراءة بقية الموضوع »

الأحد، 7 فبراير 2010

My Own Love Song Movie Poster

My Own Love Song Movie Poster


بطولة : فوريست ويتاكر , رينه زيلويغر , إلياس كوتياس , نيك نولتي
إخراج : أوليفييه داهان





أكمل قراءة بقية الموضوع »

قراءة في ترشيحات جوائز الأوسكار لعام 2009 : حقائق و أرقام


كتب : عماد العذري

يوم الثلاثاء كان عشاق السينما على موعدٍ مع إعلان ترشيحات جوائز الأكاديمية الأمريكية للفنون و العلوم السينمائية الشهيرة بالأوسكار في دورتها الثانية و الثمانين , و كالعادة توافقت معظم تلك الترشيحات مع ما ذهب إليه حصاد موسم الجوائز لعام 2009 , و كالعادة أيضاً لم تخلُ الترشيحات من بعض المفاجئات , خصوصاً بترشيح فيلم ساندرا بولوك الأخير The Blind Side لأوسكار أفضل فيلم بطريقةٍ بدت مفاجئةً و غير منتظرةٍ بالنسبة للكثيرين , كما تخلت الأكاديمية عن عشقها المستمر للعجوز كلينت إيستوود و لم تمنح فيلمه الأخير Invictus ترشيحاً في فئة أفضل فيلم على الرغم من إتساع الفئة لعشرة مرشحين هذا العام في عودةٍ من الأكاديمية للنظام الذي كان معمولاً به قبل قرابة سبعين عاماً .

و حصل فيلما الزوجين السابقين جيمس كاميرون و كاثرين بيغالو Avatar و The Hurt Locker على الصدارة محققين 9 ترشيحاتٍ لكلٍ منهما , متبوعين بفيلم كوانتين تارانتينو Inglourious Basterds الذي نال 8 ترشيحات , ثم فيلمي جيسن ريتمان Up in The Air و لي دانييلز Precious بست ترشيحاتٍ لكل منهما .



أفضل فيلم :

فتح باب المقاعد العشرة في فئة أفضل فيلم الباب أمام إنتعاشةٍ هوليوودية حقيقيةٍ هذه السنة على مستوى العلاقة الفاترة غالباً بين الجمهور و موسم الجوائز , حيث حققت خمسة أفلامٍ مرشحة في فئة أفضل فيلم عائداتٍ فاقت المائة مليون دولار , بما في ذلك إشتمال الفئة على الفيلم الأكثر إيراداً في التاريخ Avatar .

علاوةً على ذلك نال فيلم بيكسار الأخير Up ترشيحاً في الفئة جعله ثاني فيلم رسومي على الإطلاق – و الأول منذ Beauty & The Beast عام 1991 – يرشح في فئة أفضل فيلم .

بالإضافة إلى ذلك مُنح فيلما خيالٍ علمي – هما Avatar و District 9 – ترشيحين في الفئة , في سابقةٍ تحدث للمرة الأولى في تاريخ جوائز الأوسكار .

كما نال 22 فيلماً أكثر من ترشيحٍ واحدٍ للأوسكار , و حظيت 5 أفلام بستة ترشيحاتٍ على الأقل دون أن يتجاوز أيٌ منها سقف الترشيحات العشرة , في واحدةٍ من أفضل حالات التوزيع في تاريخ الجائزة .

فيلمان فقط رشحا في فئة أفضل فيلم دون أن ينالا ترشيحاً في فئة أفضل سيناريو هما The Blind Side و Avatar الذي أعاد السيناريو ذاته الذي حدث فيما مضى مع فيلم جيمس كاميرون السابق Titanic الذي رشح لجوائز نقابة الكتاب الأمريكيين WGA دون أن يرشح لأوسكار أفضل سيناريو أصلي , علماً بأن الأفلام الثمانية المرشحة لجائزتي أفضل فيلم و سيناريو قد توزعت مناصفة : أربعة في فئة السيناريو الأصلي و مثلها في المقتبس .

أربعة أفلامٍ فقط من الأفلام العشرة المرشحة في فئة أفضل فيلم تدور أحداثها بشكلٍ رئيسي في الولايات المتحدة , هي : The Blind Side و Precious و Up in The Air و A Serious Man.

و أربعة أفلام أيضاً رشحت في فئة أفضل فيلم دون أن تنال أي ترشيح في أي فئة تمثيلية هي : Avatar و District 9 و Up و A Serious Man , و فوز Avatar بالجائزة سيجعله الفيلم رقم 12 الذي يفوز بأوسكار أفضل فيلم دون أي ترشيحٍ تمثيلي ( آخرها Slumdog Millionaire العام الماضي ) .

ستة أفلامٍ من أصل عشرة رشحت لأوسكار أفضل فيلم أطلقت خلال الربع الرابع من العام , بينما أطلقت أفلام Up و The Hurt Locker و District 9 و Inglourious Basterds في أوقاتٍ سابقة .

بترشيح Precious أصبحت أوبرا وينفري ( التي تنتج الفيلم بالشراكة مع مخرجه لي دانييلز و النجم تايلر بيري ) ثاني منتجة سوداء على الإطلاق تنال ترشيحاً لأوسكار أفضل فيلم , و الأولى منذ فعلتها كوينزي جونز لأول مرة عام 1985 عن فيلم The Color Purple , الذي منح أوبرا وينفري أيضاً – و ياللمصادفة – ترشيحاً في فئة أفضل ممثلة مساعدة !

فيلم بيكسار Up فتح الباب على مصراعيه أمام الأفلام الرسومية و أصبح أول فيلمٍ على الإطلاق ينال ترشيحين في فئتي أفضل فيلم و أفضل فيلم رسومي ( الفئة التي أبتدعت عام 2001 ) .

A Serious Man هو ثالث فيلم في مسيرة الأخوين جويل و إيثان كوين يرشح لأوسكار أفضل فيلم .

و بالنظر إلى مدلول الجوائز الأخرى إلى إمكانية الفوز بهذه الجائزة , فإن إحتمالية فوز Up in The Air بها قد تراجع كثيراً بالنظر لخسارته الترشيح في فئة أفضل مونتاج ( أهم الجوائز التقنية ) و التي لم يفز أي فيلم بأوسكار أفضل فيلم خلال العقود الثلاثة الماضية دون أن يرشح لها .




أفضل إخراج :

مخرجان إثنان نالا ترشيحهما الأول للجائزة , بينما حظي جيمس كاميرون و كوانتين تارانتينو و جيسن ريتمان بترشيحهما الثاني في الفئة , و على الأغلب ستشهد الفئة من الآن فصاعداً تطابقاً منطقياً مع ترشيحات فئة أفضل فيلم بسبب توسيع نطاق الترشيحات في فئة أفضل فيلم ليشمل 10 أفلام , على خلاف العادة الدارجة في هذه الفئة بإقصاء أحد مخرجي الأفلام المرشحة في فئة أفضل فيلم .

جيمس كاميرون الذي ينال ترشيحه الثاني للجائزة بعد عام 1997 عندما نالها عن Titanic يكرر ذات ما فعله في فيلمه السابق و يخطف ثلاث ترشيحاتٍ شخصية للأوسكار ( في فئة أفضل فيلم و إخراج و مونتاج ) , ذات الجوائز الثلاث التي حصدها عن Titanic .

الشاب جيسن ريتمان ( إبن المنتج و المخرج إيفان ريتمان ) نال في سن الثانية و الثلاثين ترشيحه الثاني للجائزة عن فيلمه الجديد Up in The Air , بعدما رشح لها عام 2007 عن فيلم Juno , و بهذا أصبح جيسن ريتمان أصغر مخرجٍ على الإطلاق ينال ترشيحين في فئة أفضل إخراج .

كوانتين تارانتينو حقق واحدةً من أطول فترات الإنتظار التي يتعرض لها مخرجٌ ما بين ترشيحيه الأول و الثاني , تارانتينو رشح للمرة الأولى في هذه الفئة عام 1994 عن فيلمه الشهير Pulp Fiction و إنتظر 15 عاماً لينال ترشيحه الثاني في الفئة , هذه المرة لم يكتف تارانتينو بترشيحين كما فعل عام 1994 , بل نال 3 ترشيحاتٍ شخصية في فئات أفضل فيلم و إخراج و سيناريو أصلي .

مخرجة The Hurt Locker كاثرين بيغالو ( طليقة جيمس كاميرون و التي قد لا يوحي مظهرها بأنها تكبره بثلاثة أعوام ! ) أصبحت رابع مخرجةٍ أنثى تنال ترشيحاً في فئة أفضل إخراج , و الثانية خلال العقد , و ثاني أمريكية تحصل على الشرف بعد صوفيا كوبولا عام 2003 , و فوزها ( و هو الأمر الأرجح ) سيجعلها أول مخرجة أنثى على الإطلاق تفوز بأوسكار أفضل إخراج , في إنتصار عظيم لواحدٍ من أفضل أعوام الإخراج النسائي في تاريخ هوليوود .

لي دانييلز مخرج Precious , أصبح ثاني مخرجٍ أسود على الإطلاق ينال ترشيحاً في الفئة , منذ الإنجاز التاريخي الفريد الذي حققه المخرج الشاب – في حينها – جون سينغلتون عندما رشح لها عام 1991 عن رائعته الشهيرة Boyz N the Hood .

الفئات التمثيلية :

12 عشر ممثلاً – من أصل 20 – نالوا ترشيحهم التمثيلي الأول هذا العام , و خمسة من الممثلين الثمانية الآخرين سبق لهم و فازوا بالجائزة ( العدد ذاته من الأوسكاريين في ترشيحات العام الماضي ) , كما أن 14 ممثلاً في الفئات التمثيلية الأربع هم أمريكان , إلى جوار نمساوي و أسبانية و أربعة بريطانيين , حصد Up in The Air الغلة الأكبر بنيله 3 ترشيحات تمثيلية , في حين نالت أفلام Invictus و The Last Station و Precious و Crazy Heart ترشيحين تمثيليين لكلٍ منها .

بترشيحين تمثيليين في فيلمه إستطاع كلينت إيستوود أن يرسل 12 ممثلاً حتى الآن إلى مسرح كوداك لينضم إلى قائمة مصغرة تضم أكثر المخرجين حصداً لترشيحات الأوسكار التمثيلية .




أفضل ممثل :

الممثل الكبير جيف بريدجيز نال ترشيحه الخامس للجائزة عن أداءه في فيلم سكوت كوبر Crazy Heart لدور باد بليك مغني الكاونتري السكّير و العاطل عن العمل , و بهذا الترشيح إنضم جيف بريدجيز إلى نخبة الممثلين في تاريخ الأوسكار و أصبح الممثل الثالث و الخمسين الذي ينال ترشيحه الخامس للجائزة و السابع خلال العقد ( سبقه لذلك توم هانكس و دنزل واشنطون و جودي دينش و كيت وينسليت و كيت بلانشيت و شون بن ) , فوزه بالجائزة – وهو الأمر الأرجح – سيصنع ثالث أكبر مدة إنتظار لممثل أو ممثلة بين ترشيحه الأول وفوزه , حيث نال بريدجيز ترشيحه الأول للجائزة عن The Last Picture Show قبل 38 عاماً , و فوزه في الستين من عمره سيجعله رابع أكبر ممثل ينال أوسكار أفضل ممثل في تاريخ الجائزة .

مورغان فريمان أيضاً نال ترشيحه الخامس للجائزة ليصبح الممثل الرابع و الخمسين الذي يحقق هذا الرقم ( بالنظر إلى تراتبية الإعلان الأبجدي للترشيحات ) , هذه المرة عن أداءه لدور المناضل الأفريقي نيلسون مانديلا الذي يقود حملةً شعبية لإعادة اللحمة إلى موزاييك المجتمع الجنوب أفريقي مستغلاً إستضافة بلاده لكأس العالم للرغبي عام 1995 , في فيلم كلينت إيستوود Invictus , و كان فريمان قد فاز بأوسكار أفضل ممثل مساعد عام 2004 عن أداءه في فيلم كلينت إيستوود أيضاً Million Dollar Baby , علماً بأن فريمان منح السود ترشيحهم الثامن عشر في الفئة , و الثامن خلال العقد .

النجم جورج كلوني نال هذا العام ترشيحه الثالث للجائزة , عن أداءه لدور رايان بينغهام الرجل الذي يسافر آلاف الأميال يومياً كي يقوم بطرد الموظفين للشركات الراغبة بذلك في فيلم جيسن ريتمان Up in The Air , و سبق لجورج كلوني أن فاز بأوسكار أفضل ممثل مساعد عام 2005 عن فيلم ستيفن غيغن Syriana , و فوزه بالجائزة هذا العام سيجعله سادس ممثل في تاريخ الجائزة يحصد جائزتي التمثيل الرجاليتين ( آخرهم دنزل واشنطون عام 2001 ) .

الممثل البريطاني كولن فيرث نال أخيراً ترشيحه الأول للجائزة بعد مسيرةٍ مكللةٍ بالنجاحات , ترشيحه الأول يأتي عن أداءه لدور جورج فالكونر الأستاذ الجامعي الشاذ الذي يحاول تجاوز حزنه الإنتحاري على وفاة شريكه في فيلم توم فورد A Single Man و هو الدور الذي منح كولن فيرث جائزة أفضل ممثل من مهرجان فينسيا السينمائي الدولي .

جيرمي رينر ينال هذا العام ترشيحه الأول للجائزة عن أداءه في فيلم كاثرين بيغالو The Hurt Locker لدور الرقيب ويليام جيمس خبير تفكيك القنابل و الألغام في إحدى كتائب الجيش الأميركي المنتشرة في العراق , و الذي يحاول خلق التوازن بين كم الإجهاد و التوتر الذي يتعرض له و يعيشه هناك , و مقدار الدقة و الحذر و التركيز الذي تتطلبه مهمته .




أفضل ممثلة :

الإنجاز الأهم في هذه الفئة حققته الأسطورية ميريل ستريب , التي عززت للمرة الرابعة على التوالي ( و جميعها خلال العقد ) مكانتها على رأس قائمة أكثر الممثلين حصداً لترشيحات الأوسكار عبر العصور , ميريل حققت هذا العام ترشيحها السادس عشر متفوقةً بأربع ترشيحاتٍ كاملة عن أقرب منافسيها : الأسطوريين كاثرين هيبورن و جاك نيكلسون , بالإضافة إلى ذلك إنفردت ميريل ستريب بالصدارة كأكثر ممثلة تنال ترشيحاتٍ في فئة أفضل ممثلة , محققةً ترشيحها الثالث عشر في الفئة , متفوقةً بترشيحٍ واحد أمام كاثرين هيبورن التي نالت ترشيحاتها الإثني عشر جميعها في فئة أفضل ممثلة , ميريل تنال ترشيحها هذا العام عن أداءها لدور جولي تشايلد الطباخة الفرنسية المشرقة التي تقرر وضع كتابٍ شامل عن المطبخ الفرنسي الشهير , في فيلم نورا إيفرون Julie & Julia , علماً بأن ميريل ستريب سبق لها ونالت جائزتي أوسكار , كأفضل ممثلة مساعدة عن Kramer vs Kramer عام 1979 و كأفضل ممثلة عن Sophie's Choice عام 1982 , و فوزها سيجعلها ثالث ممثلة تنال ثلاث جوائز أوسكار بعد كاثرين هيبورن و إنغريد بيرغمان .

الممثلة البريطانية الكبيرة هيلين ميرين , وهي أكبر المرشحات سناً , نالت هذا العام ترشيحها الرابع للجائزة عن أداءها لدور صوفيا تولستوي الزوجة المحبة و المساندة للأديب الروسي الكبير ليو تولستوي في فيلم مايكل هوفمان The Last Station , علماً بأن ميرين سبق لها و فازت بالجائزة كأفضل ممثلة عن أداءها لدور الملكة إليزابيث الثانية في فيلم ستيفن فريرز The Queen عام 2006 , حيث واجهت ميريل ستريب أيضاً في ترشيحات ذلك العام , و الغريب أن ميرين تنال ترشيحها في فئة أفضل ممثلة هذا العام عن واحدٍ من أكثر الأدوار المفضلة في تاريخ أوسكار أفضل ممثلة مساعدة ( رفيقة الكفاح الطويل لشخصية مشهورة ) , و هو الدور الذي منح مارشا غاي هاردن عام 2000 , و جينيفر كونيللي عام 2001 , و لورا ليني عام 2004 ترشيحاتٍ للأوسكار , و المثير للإستغراب أكثر أن الشخصية المشهورة هذه المرة – و ليست الزوجة - هي التي ترشح في الفئة المساعدة !

و ليس فقط الأكبر سناً هي ممثلة بريطانية , بل الأصغر سناً أيضاً , إبنة الرابعة و العشرين كاري موليغان تنال ترشيحها الأول في الفئة عن أداءها لدور جيني التلميذة البريطانية المجتهدة التي تقدّم عن طريق صديقٍ جذاب إلى مجتمع النخبة البريطانية الذي تختبر فيه تجربتها الحياتية الصغيرة , في فيلم لون سكيرفيغ An Education , كاري موليغان أصبحت ثاني ممثلات جيلها من البريطانيات تنال ترشيحاً في هذه الفئة بعد كايرا نايتلي عام 2005 .

و في السادسة و العشرين من عمرها , أصبحت غابوري سيديبي ثامن ممثلة سوداء على الإطلاق تنال ترشيحاً لأوسكار أفضل ممثلة , و فوزها سيجعلها ثاني ممثلة سوداء على الإطلاق تفوز بالجائزة بعد هالي بيري عام 2001 , غابي ترشح هذا العام عن أداءها لدور مراهقةٍ سوداء بدينة تغتصب على يد والدها و تحمل مرتين قبل سنة السادسة عشرة في فيلم لي دانييلز Precious .

النجمة ساندرا بولوك نالت أخيراً ترشيحها الأول للأوسكار بعد أكثر من عشرين عاماً على إنطلاق نجوميتها , ساندرا بولوك خطفت ترشيحها الأول في سن الخامسة و الأربعين عن أداءها لدور لاي آن توهي المرأة الجنوبية الثرية التي تأخذ بيد شابٍ أسود متشرد و تقوده ليصبح واحداً من أبرز لاعبي كرة القدم الأمريكية اليوم في فيلم جون لي هانكوك The Blind Side , علماً بأنها مرشحة أيضاً هذا العام لجائزة التوتة الذهبية كأسوأ ممثلة عن أداءها في فيلم All about Steve !!




أفضل ممثل مساعد :

بعد مسيرةٍ مظفرةٍ بحق خلال العقد الماضي نال النجم مات ديمون في سن التاسعة و الثلاثين ترشيحه الثاني للجائزة و الأول في الفئة , عن أداءه لدور فرانسوا بينار قائد الفريق الجنوب أفريقي المشارك في بطولة كأس العالم للرجبي المقامة في جنوب أفريقيا عام 1995 في فيلم كلينت إيستوود Invictus , و هذا هو الترشيح الأول لديمون منذ 12 عاماً عندما نال ترشيحاً في فئة أفضل ممثل عن أداءه في فيلم غاس فان سانت Good Will Hunting الذي منح ديمون يومها أوسكار أفضل سيناريو أصلي عن النص الذي كتبه مع صديقه طويل الأمد بن أفليك , و سيكون من حق ديمون من الآن فصاعداً التفاؤل بأفلام جيمس كاميرون , علماً بأن مات ديمون – و للمرة الثانية أيضاً – هو أصغر المرشحين في فئته !

بالمقابل , و بعد 13 عاماً على ترشيحه الأول للجائزة , منح وودي هارلسون ترشيحه الثاني للجائزة , و الأول في الفئة , بعد ترشيحه الأول في فئة أفضل ممثل عن أداءه في فيلم ميلوش فورمان The People vs. Larry Flynt عام 1996 , هارلسون يرشح هذا العام عن أداءه لدور النقيب توني ستون الضابط السكير المسئول في قسم تبليغ الفواجع في الجيش الأميركي في فيلم أورين موفرمان The Messenger .

و في سن الثمانين , أصبح البريطاني الكبير كريستوفر بلامر ثالث أكبر ممثل على الإطلاق ينال ترشيحاً في فئة أفضل ممثل مساعد , كريستوفر بلامر نال أخيراً ترشيحه الأول للجائزة بعد مسيرة كبيرة ممتدة منذ 56 عاماً , عن أداءه لدور الأديب الروسي الكبير ليو تولستوي الذي يكافح للموازنة بين حياة التقشف التي يعشقها و الشهرة و الثروة التي حققها في مسيرته , في فيلم مايكل هوفمان The Last Station , علماً بأن كريستوفر بلامر ليس فقط أكبر الممثلين سناً في الفئة , بل أنه بدأ التمثيل أيضاً قبل ولادتهم جميعاً !

و بعد مسيرةٍ مهمة من الأدوار الثانوية منح ستانلي توجي ترشيحه الأول للجائزة هذا العام عن أداءه لدور قاتل محترف مختل يقوم بقتل جارته المراهقة و يبدأ بالتحضير لمهمته القادمة في فيلم بيتر جاكسون The Lovely Bones , علماً بأن توجي تألق أيضاً هذا العام إلى جوار ميريل ستريب و أيمي آدامز في فيلم نورا إيفرون Julie & Julia .

و بواحدٍ من أفضل الأداءات المساعدة خلال العقد منح الممثل النمساوي كريستوف فالتز ترشيحه الأول للأوسكار عن أداءه لدور لانز لاندا الكولونيل الشهير بصياد اليهود في الرايخ الثالث في فيلم كوانتين تارانتينو Inglourious Basterds , فوزه – وهو أمرٌ شبه محسوم – سيجعله أول ممثل من بلده يفوز بالجائزة , علماً بأنه سبق لفالتز أن نال جائزة أفضل ممثل من مهرجان كان السينمائي الدولي الماضي .




أفضل ممثلة مساعدة :

للمرة الخامسة خلال العقد نال فيلمٌ واحد ترشيحين في هذه الفئة , الحديث هذه المرة عن Up in The Air الذي إنضم إلى Almost Famous و Gosford Park و Chicago و Doubt , في حادثةٍ باتت تتكرر كثيراً مؤخراً ( نصف أعوام العقد ) , على الرغم من إنعدامها في فئة أفضل ممثل مساعد !!

بينلوبي كروز نالت في سن الخامسة و الثلاثين ترشيحها الثالث للجائزة هذا العام عن أداءها لدور كارلا العشيقة الفاتنة للمخرج غيدو كونتيني في فيلم روب مارشال Nine , هذا الترشيح جعل بينلوبي كروز أكثر الممثلين الأسبان ترشيحاً للجائزة على الإطلاق .

فيرا فارميغا نالت هذا العام ترشيحها الأول للأوسكار , عن أداءها لدور أليكس غوران , سيدة أعمال الجذابة التي تتجول في أرجاء البلاد و تدير بعض الأعمال الناجحة , و الصديقة المقربة لرايان بينغهام أسطورة طرد الموظفين في الولايات المتحدة , في فيلم جيسن ريتمان Up in The Air .

مرشحة Up in The Air الثانية هي آنا كيندريك , الممثلة الشابة نالت في سن الرابعة و العشرين ترشيحها الأول للجائزة عن أداءها لدور ناتالي كينر الموظفة الطموحة في مؤسسة لتقليل عدد الموظفين و التي تبتكر نظاماً إلكترونياً لطرد الموظفين يهدد المكانة المرموقة التي يحتلها رايان بينغهام في هذا المجال .

و بعدما راوغها الترشيح في مناسبتين , نالت الممثلة الشابة ماغي جيلنهال ترشيحها الأول للأوسكار , عن أداءها لدور جين كادوك , الصحفية و الأم المطلقة التي تقع في حب مغني الكاونتري السكير باد بليك في فيلم سكوت كوبر Crazy Herat , و مع ترشيح شقيقها جيك جيلنهال للجائزة عام 2005 عن دوره في Brokeback Mountain , أصبح الشقيقان رابع أخٍ وأخت ينالان شرف الترشح للأوسكار .

مونيك نالت في سن الثانية و الأربعين ترشيحها الأول للجائزة , عن أداءها لدور ماري الأم العنيفة و القاسية لمراهقة سوداء بدينة تغتصب على يد والدها و تحمل منه مرتين , في فيلم لي دانييلز Precious , مونيك منحت السود ترشيحهم السادس عشر في هذه الفئة , و مع الإحتمالية الكبيرة لفوزها بالجائزة , قد تصبح مونيك رابع ممثلةٍ سوداء تفوز بأوسكار أفضل ممثلة مساعدة , و الثانية خلال العقد بعد جينيفر هدسون عام 2006 .


أفضل فيلم رسومي :

للمرة الثانية منذ إبتداع الفئة يكون هناك عدد كافٍ من الأفلام الرسومية الجيدة و المؤهلة لإحتلال خمسة مقاعد ( و ليس ثلاثةً فقط كما هي العادة ) في فئة أفضل فيلم رسومي , و مع هذا العام الذي إعتبره الكثيرون أفضل الأعوام الرسومية خلال العقد حظي 17 فيلماً بالعلامات الكافية لخوض منافسة الترشح لأوسكار أفضل فيلم رسومي , و نالت 5 أفلام ترشيحاً في الفئة ( للمرة الثانية منذ الجائزة الثانية عام 2002 ) , و قدمت الترشيحات مفاجئةً واحدةً فقط في هذه الفئة بنيل فيلم The Secret of Kells( إنتاج فرنسي بلجيكي إيرلندي مشترك ) المقعد الخامس على حساب فيلم هاياو ميازاكي Ponyo , و تضمنت الفئة فيلمين رسوميين تقليديين هما The Secret of Kells و The Princess & The Frog , و فيلمين بتقنية Stop-Motion Animation هما Coraline و Fantastic Mr. Fox , و واحداً بتقنيات CGI هو فيلم بيكسار Up , كما نالت 3 أفلامٍ رسومية ترشيحين على الأقل للأوسكار في سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ جوائز الأوسكار .

يذكر أن حفل توزيع جوائز الأوسكار سيقام في السابع من مارس المقبل على مسرح كوداك في هوليوود , و سيستضيفه النجمان ستيف مارتن و أليك بالدوين .



أكمل قراءة بقية الموضوع »
free counters